الرئيسيةClipsأوغاريت.. مهد الأبجدية والموسيقى في التاريخ

أوغاريت.. مهد الأبجدية والموسيقى في التاريخ

هوى الشام | تقع أوغاريت على تلّة رأس شمرا شمال مدينة اللاذقية، وقد كانت في العصور القديمة مركزاً حضارياً متميزاً. تعتبر هذه المدينة عاصمة مملكة تحمل الاسم نفسه، وقد ازدهرت في القرنين الرابع عشر والخامس عشر قبل الميلاد، حيث كانت تَلتقي فيها الثقافات المختلفة وتتشكل المعارف، مما أدى إلى ظهور أول أبجدية مكتوبة وأول نوتة موسيقية في التاريخ.

أصل التسمية والاكتشاف

اسم “أوغاريت” مشتق من الكلمة الآكادية “أوغارو”، التي تعني “الحقل” أو “القلعة المسوّرة”. تم اكتشاف آثار المدينة صدفة عام 1928 عندما اصطدم محراث بفلاح بحجارة ضخمة، تبيّن أنها سقف مدفن أرضي. وفي العام التالي، تشكلت بعثة أثرية فرنسية، لتبدأ رحلة اكتشاف ماضي المدينة.

الأبجدية الأولى والموسيقا المدونة

أوغاريت هي أول من قدم للبشرية أبجدية كاملة تتكون من 30 حرفاً، محفورة على لوح طيني، وتعتبر حتى اليوم أقدم نظام كتابي صوتي في التاريخ. كما عُثر في المدينة على أول نوتة موسيقية مدونة لأنشودة تُدعى “نيغال”، مما يعكس إبداع سكانها في مجالات الفكر والفن.

مدينة الثقافة والصناعات

تُعد أوغاريت مركزاً ثقافياً حيوياً، حيث احتوت مكتباتها على آلاف الرقم الطينية التي وثقت الحياة السياسية والدينية بأسلوب متطور. كانت المدينة مهد التعدد اللغوي والثقافي، وكُتبت نصوصها بأكثر من سبعة أنظمة للخط المسماري، مما ساعد في تعزيز التواصل بين الحضارات المختلفة.

مكانة سياسية متميزة

على الرغم من عدم اعتماد أوغاريت على الجيوش، إلا أنها استطاعت فرض احترامها بفضل العلماء والفنانين. لم يكن ملوكها يعتمدون على الجند، بل على العلم والفكر والحرف الماهرة.

اكتشافات حديثة وآفاق المستقبل

تكشف الاكتشافات الحديثة تحت إشراف بعثة أثرية سورية عن وثائق قانونية ونصوص تربوية، مما يدل على تطور الأنظمة الإدارية والدبلوماسية. مع وجود معظم الأرشيف الأوغاريتي المدفون، يبقى المستقبل واعداً بالمزيد من المفاجآت التي قد تعيد صياغة فهمنا لنشوء الحضارات.

مقالات ذات صلة