الرئيسيةClipsإحسان غرير يخترق حدود المألوف في علم النفس التحليلي بطريقة جديدة

إحسان غرير يخترق حدود المألوف في علم النفس التحليلي بطريقة جديدة

خاص هوى الشام من مرام قباقلي| عاد المعالج إحسان غرير الى سوريا حاملا علم النفس التحليلي الذي قدمه بطريقة عصرية قلبت فيه كل المعتقدات السابقة، يداوي به الجراح النفسية الخفية بطريقة علمية ويغوص في أعماق النفس البشرية ، متتبعا أثر الوعي واللاوعي، ومتأملا الإنسان في قوته وضعفه وصرح غرير في حوار مشوق لـ هوى الشام عن تجربته الفريدة.

بداياته من الهندسة إلى علم النفس التحليلي
أوضح غرير أنه بدأ حياته المهنية في مجال الهندسة، لكنه لم يجد فيها ذاته ومع انتقاله إلى كندا، سنحت له فرصة دراسة التنويم المغناطيسي والتحليل النفسي على يد المعالج الأميركي أنتوني روبنز وعدد من رواد البرمجة اللغوية العصبية، ليصبح لاحقا معالجا معتمدا في هذا المجال كما وجد في كتابات جورج طرابيشي جسرا بين الفلسفة والنفس أثربه كثيرا

التحديات…وبداياته المتأخرة
صرح غرير أن دراسة هذا العلم بدأت في الأربعين من عمره وذلك لم يكن الأمر سهلاً، لكن العمر لا يقف حاجزًا أمام الشغف واستمتعت بكل المحاضرات والتجارب، كما دهشت من التغييرات التي يمر بها المرضى دون أن يدركوا أنهم تعافوا بالفعل.

العودة إلى سوريا
يقول غرير عن قرار عودته : «بعد أن أسس أولادي حياتهم واستقروا قررت العودة إلى وطني وشعرت أن علم التحليل النفسي ما زال مجهولا هنا، ومن واجبي أن أسهم في نشره لذلك نذرت ما تبقى من حياتي لهذا العلم، واتجهت إلى الأدب والكتابة لأن الناس تتفاعل مع القصة أكثر من النظريات والمصطلحات الأكاديمية.»

تطور علم النفس وعلاقته بالأدب
يرى غرير أن التحليل النفسي اليوم تطور كثيرا عن زمن فرويد، وأصبح أكثر ارتباطا بالإنسان في واقعه المعاصر، و أما عن علاقته بالأدب والرواية، فيوضح: «اتجهت إلى الأدب لأن بعض المسائل النفسية لا يمكن التعبير عنها إلا من خلال السرد، والقصة قادرة على الوصول إلى الناس البسطاء والمثقفين معا، لأنها تفتح الباب نحو الوعي دون مقاومة”

إحسان غرير بين الكاتب والمعالج وعلاقته مع المريض
«لا أرى تعارضا بين شخصيتي ككاتب ومعالج ، كلاهما ينبع من روح واحدة تبحث عن الحقيقة والصدق مع النفس ومع الآخرين هو الرابط بين الأدب والعلاج».

ويتحدث غرير عن جوهر العلاقة بين المعالج والمريض قائلًا:«الشفاء لا يحدث إلا إذا وُجدت صلة حقيقية بين المعالج والمريض وفي كثير من الأحيان يتغير المريض من الداخل دون أن يدرك، لأن اللاوعي يقوم بدوره في الصمت».

إحسان غرير

التحديات الأخلاقية في المهنة

ويضيف غرير «التعلق العاطفي أحد أصعب التحديات، لذلك يجب أن تكون الحدود بين المريض والمعالج واضحة ومرنة في الوقت نفسه ، وقد أعتذر عن حالات تحتاج إلى علاج الأسرة بأكملها، لأن المريض غالبا هو انعكاس لمحيطه».

مشاريعه ورسائله
اليوم يعمل إحسان غرير على كتابة روايات جديدة، ويقدم دورات متخصصة في التحليل النفسي، مؤكدا أن رسالته تتجاوز العلاج إلى بناء وعي مجتمعي جديد، داعيا الناس أن يتحرروا من الأحكام المسبقة، وأن العلاج النفسي ليس ضعفا، بل شجاعة في مواجهة الذات.

ويختم بالقول: «نستطيع أن نغيّر أنفسنا، لكن علينا أولاً أن نتواضع أمام ما لا نعرفه، فالفهم هو الخطوة الأولى نحو السلام الداخلي”.

لمحة عن المعالج والكاتب إحسان غرير:

إحسان غرير من مواليد دمشق ، وهو فلسطيني الأصل، نشأ في مخيم اليرموك ويعمل كاتبا ومعالجا نفسيا ، من كتبه الشقي ، ونجود ، ومحمودة وأنا ، ومزيد من الحب.

مقالات ذات صلة