الرئيسيةالفنون السبعةقراءة في كتاب التعاليم خلاصة أفكار جمال الدين الأفغاني للباحث نبيل طعمة

قراءة في كتاب التعاليم خلاصة أفكار جمال الدين الأفغاني للباحث نبيل طعمة

خاص هوى الشام من محمد خالد الخضر| يعتبر كتاب التعاليم خلاصة أفكار السيد جمال الدين الأفغاني أول مصدر علمي في المكتبة العربية يتناول فكر وفقه وفهم السيد جمال الدين الأفغاني بعيدا عن القيل والقال والتحليل غير الموضوعي والحدث الشخصي.

ومع ذلك وقع السيد جمال في محنة الأصدقاء الذين وضعوا له مسارا لم يكن يرتضيه إضافة إلى محنة الأعداء الذين لم ينصفوه وعدوه زنديقا معاديا لكل دين وخلق .

وفي الحقيقة كان الأفغاني متمردا مخالفا للمألوف بينما هو حليم وشجاع كسر الاحتكار الديني وآمن بالمحبة والتسامح والتلاقي فهو عالم يعرف الدين والدنيا ويجيد الفهم والقول.

ومن أهم ما سلط الضوء عليه الدكتور نبيل طعمة أن جمال الدين الأفعاني يدعو المسلمين إلى العودة إلى القرآن ونبذ الخصومات المذهبية والرجوع إلى حال المسلمين الأول قبل انفصال الرتبة العلمية عن رتبة الخلافة موضحا آراء بعض المفكرين مثل أحمد خان والشيخ محمد عبدو.

وأشار طعمة في كتابه إلى أن الأفغاني زعيم من زعماء الإصلاح في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويختلف عن سواه فوالذي ارتحل إلى بلدان أجنبية وعربية كثيرة كشف من خلالها الإيجابيات والسلبيات والمتناقضات الدينية والاجتماعية في عصره وكشف أسلوب الاستعمار الغربي في البلاد الإسلامية ومحاولاته القضاء على الشخصيات الإسلامية التي مصدرها القرآن.

وأيقن الأفغاني بحسب الكتاب أن العقيدة الدينية يجب أن تكفل الحياء والأمانة والصدق فالأفغاني رأى من خلال زياراته وتحركاته وتفكيره ضرورة محاربة الاستعمار البريطاني وغيره مما يستهدف الشخصية الإسلامية الحقيقية إضافة إلى محاولة الملاءمة بين العلم والدين.

وقرأ الباحث الدكتور المهندس نبيل طعمة في كتابه الشيخ محمد عبدو وتفكيره في الجانب القومي وكيفية مساره في طرق جمال الدين الأفغاني واتباعه .. وما أسسه مصطفى كامل في مواجهة الاستعمار وفي الوعي الوطني والوعي الإسلامي .. ودعوة محمد عبدو الأغنياء إلى تعليم الأمة وضرورة مساهمتهم بذلك وابتعاد الإنسان عما يهدم أركان الدين وإعادة توزيع الثروات في الأمة.

وركز طعمة على نبذ جمال الدين الأفغاني للبغض والكراهية وضرورة الاعتدال من خلال طرحه وفكره لأن العدل قوام الاجتماع الإنساني وأن مقاومة المستغل والمحتل الغريب يجب أن تكون فطرة في الدفاع عن الأرض والكرامة ولابد من الابتعاد عن الجحود والفرقة والالتزام بالدفاع عن الوطن بالشكل الحقيقي والابتعاد عن الانحطاط وأسبابه وزرع الخير والتمسك بالحق والتفريق بين ما ينمي الكرامة وبين ما يقضي عليها.

وأضاء الأفغاني على الحالات التي عاناها المسلمون في بعض الأفكار من اليأس والقنوط وميز بين الأفضل وسواه ونقب عن الحقيقة لأنها أهم لديه مبينا ضرورة الاستيعاب والألفة وعدم الخوف وأن للإسلام دين معتقد ومدنية وكرم ومحية وعدل وحرية ومساواة وإغاثة للملهوف والكرم والشجاعة وغير ذلك ليس من صفاته .. فالعقيدة وسم في النفوس والفضائل نظام الوفاق .. وركز على سوء الأباطيل خلال الدهر والخبث وأن الشرف لا يقتصر على مكان ولم يقتصر على البلدان وبين البشر على نوعيات معينة .. فلابد من الثناء على الحق والتمسك بالأمل لأنه مفجر الطاقات والتمسك بالطهارة وسقوط الوهم .. والتحلي بالإقدام لأنه وسام المؤمنين.

وفي الكتاب رأى الأفغاني من خلال بحث الدكتور طعمة أن مملكة المرأة بيتها وقوة المرأة في ضعفها فالقيام ببعض واجبات المنزل وتدبيره وحسن تربية الطفل تكون قد رجحت على أكبر الرجال علما وعملا فهي التي تهيأ للمجتمع رجلا وهذه هي المرتبة السامية للمرأة التي لم تكن بالرجل لأنها أسمى منه فحقها محفوظ في الإسلام لأن حقها من أسباب المجد.

كما أكد الأفغاني على ضرورة الارتقاء وحماية منزلة العلم والعمل لأنهما صنوان والتمسك بالهيبة حفاظا على العلاقات والروابط والتمسك بالواقع والابتعاد عن الوهم.

وفي الكتاب أضاء الأفغاني بعلم ومنهجية على كل القيم وأسس القوة الاجتماعية والتمسك بالوطن والكرامة بشكل كامل هذا ما حققه وبحث فيه الدكتور نبيل طعمة.

مقالات ذات صلة