خاص هوى الشام من وسام شغري| في صراع يمزج بين الوجع والأمل، روت مريضات وناجيات من السرطان لموقع “هوى الشام” حكاياتهن المؤثرة تحت وطأة المرض وعلاجه. وتبرز هذه القصص الدور المحوري للدعم النفسي والتوعية الصحية في مواجهة هذا التحدي.
مريضات يلازمن العلاج
كنت أستيقظ صباحاً على ألم يفت جسدي وينهكه، لم أكن أدري أن السرطان بدأ ينهش جسدي ويتعايش مع خلاياه، واعتدتُ على الجرعات وجلسات الأشعة الكيميائية. هكذا بدأت السيدة ل. ن حديثها لموقع هوى الشام.
وأضافت السيدة ل. ن: أعمل مدرّسة في مدارس الريف، وبعد زواجي بأشهر أصابني إعياء شديد أثر في حياتي، إلى أن ذهبت إلى المشفى وقمت بتصوير رنين لمنطقة الصدر؛ لأكتشف أنني مصابة بسرطان الثدي من الدرجة الثالثة، ودخلت في نوبة من الاكتئاب، ورويداً رويداً تأقلمت مع وضعي الجديد، وأصبحت أتعايش مع الجلسات الكيميائية، والشعاعية، لكن ما زاد الوجع داخلي أنني حُرمت من أن أصبحَ أمّاً.
السيدة ح. ق تقول وقد اعتصرها الألم: إنني لا أستطيع أ أقوم بواجباتي كأم، فبعد إصابتي بسرطان الثدي وشفائي منه عام 2023، عاودني المرض بعد سنة تقريباً، وإلى الآن أستمر في جلسات العلاج، أشعر أنني أسقط في الهاوية بسرعة كبيرة، ولكن لا أقول إلا الحمد لله.
مريضات نجون من جحيم المرض
تقول السيدة و. ص: أصبت بسرطان الثدي منذ عام تقريباً، لكن وقوف زوجي وأهلي إلى جانبي ساعدني على تخطي المشكلة، حتى تعافيتُ تماماً بعد علاج دام ثمانية أشهر، وقد قال لي الطبيب إن حالتي النفسية وقدرتي على تجاوز الأمر هما السبب في سرعة شفائي.
السيدة ل. غ تقول عن شفائها: عانيت من سرطان الثدي لكن قدرة الله جعلت شفائي يتم بسرعة من دون مضاعفات، والآن بعد شفائي قررت متابعة دراستي وأنا الآن في السنة الثالثة في كلية الإعلام نظام التعليم المفتوح.
أهمية الدعم النفسي
أما الاختصاصية الاجتماعية عبير مهنا فتقول: إن الدعم النفسي هو الأساس في حالات هذا المرض، فهالة المرض كبيرة، وتجعل المريضة أسيرة لمخاوفها، ومن هنا نرى أن الدعم النفسي بوصلة للمرأة لتخطي هذه المرحلة والتعايش الأمثل مع فكرة العلاج وتجاوز المرض.


تحت مجهر الطب
أما رشا محمد عبيد صيدلانية فتتحدث عن المرض قائلة: بما يخص مرض السرطان، وتحديداً سرطان الثدي، تُعد التوعية المجتمعية أحد أهم الأركان والخطوات المؤدية إلى الكشف المبكر عنه، والذي ينعكس بدوره على فعالية بروتوكول العلاج المطبق. وهنا تكمن الأهمية في النقاط التالية:
أولاً: اتباع نمط حياة صحي، يشمل الغذاء المتوازن، وممارسة الرياضة، والحصول على النوم الكافي، وغيرها من العادات الصحية.
ثانياً: تجنب الممارسات الضارة، مثل التدخين وشرب الكحول وغيرها من السلوكيات.
ثالثاً: إجراء الفحص الذاتي للثدي شهرياً، بهدف الكشف المبكر عن أي تغيّر قد يطرأ.
رابعاً: الفحص السريري لدى الطبيب سنويًا، ويفضل بدؤه من عمر 40 سنة وما فوق.
خامساً: إجراء التحاليل المخبرية والتصوير الشعاعي للثدي، مثل الماموغرام، مع التأكيد على أهمية رفع مستوى التأمين الصحي للفرد، ليتمكن من إجراء هذه الاختبارات بسهولة ويسر.
سادساً: أخذ التاريخ المرضي العائلي في الاعتبار، خصوصاً إذا كان هناك أقارب مصابون بالسرطان، إذ يُعد هذا عاملًا مهماً في تقييم الخطر واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة.
من هنا، يصبح الاستماع للجسم وملاحظة أي تغيّرات فيه، مصحوباً بالاستشارة الطبية الفعّالة، أساسًا للكشف المبكر والعلاج الناجع. يبدأ التشخيص والمعالجة والكشف المبكر من الفرد نفسه، مروراً بالطبيب المختص، ومقدمي الخدمات الطبية والنفسية المؤهلين، وانتهاءً بالدور الحيوي الذي تلعبه الأسرة والأصدقاء في دعم المريض نفسياً ومعنوياً، ودفعه نحو اتباع بروتوكولات العلاج الصحيحة.
وهم المرض والخوف منه قد يتجاوز قسوته، لذلك الدعم النفسي من قبل المقربين وحتى الكادر الطبي أحد أهم العلاجات. ومع كل سنة تتقدم تزيد فرص الشفاء من هذا المرض، عل الطب يتوصل إلى علاج مستدام وفعال.


