الرئيسيةClipsأصالة نصري.. أيقونة الغناء العربي وصوت لا ينسى

أصالة نصري.. أيقونة الغناء العربي وصوت لا ينسى

خاص هوى الشام من شذى حمود| أصالة نصري هي واحدة من ألمع نجمات الغناء العربي من سوريا، حيث جمعت بين صوت قوي وإحساس مرهف، وعاشت تجربة فنية وأسرية غنية ومتنوعة. وُلدت في 15 مايو 1969 في دمشق لعائلة فنية، فكان والدها مصطفى نصري ملحنًا معروفًا، وبدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، لتصبح فيما بعد واحدة من أشهر الأصوات النسائية في العالم العربي.

النشأة والبدايات الفنية

نشأت أصالة في بيت متعلق بالفن، حيث حفزها والدها على تطوير موهبتها الغنائية. بدأ نجمها يسطع مبكرًا إذ بدأت الغناء في سن السابعة، من خلال تقديم أغاني أطفال وبعض الأناشيد الوطنية، وظهرت في برامج تلفزيونية خاصة بالأطفال مثل “قصص الشعوب”. كان لوفاة والدها في عام 1986 أثر عميق عليها، إذ توقفت عن الغناء لثلاث سنوات ورعت أشقائها الصغار، مما أظهر جانبًا إنسانيا قويا في حياتها.

انطلاقة أصالة نصري الحقيقية والنجومية

انطلقت أصالة نحو النجومية بعد إصدار ألبومها الأول “لو تعرفوا” عام 1991، الذي حمل بصمة واضحة وصوتًا مميزًا، حيث غنت لكبار الملحنين المصريين وحققت نجاحًا باهرًا. تميزت بقوة صوتها وقدرتها على أداء مختلف الألوان الغنائية من الطرب الأصيل إلى الأغاني العصرية. توالت أعمالها الناجحة مثل “قد الحروف”، “60 دقيقة حياة”، و”لا تستسلم”، مما جعلها تحافظ على مكانتها في القمة.

مرحلة طفولة أصالة نصري والبدايات

بدأت أصالة الغناء في سن مبكرة جداً، حيث غنت لأول مرة عن عمر 7 سنوات، وكانت تحت رعاية والدها الفنان والموسيقار مصطفى نصري. في تلك المرحلة، شاركت في برامج الأطفال على التلفزيون السوري وغنت الأناشيد الوطنية، وظهرت في تقديم أغاني من ألحان والدها، مثل أغاني مسلسل “قصص الشعوب” وغيرها من أعمال الأطفال والمناسبات الوطنية. لكن في عام 1986، توفي والدها مما دفعها لوقف الغناء لمدة ثلاث سنوات لرعاية إخوتها الصغار، مما شكل محطة مؤثرة في حياتها.

بداية الانطلاقة الفنية (1991 – 1995)

في عام 1991 ذاع صيتها بعد إصدار أغنية “أسمع صدى صوتك” التي لحنها محمد بن راشد آل مكتوم، لتتبعها إطلاق ألبومها الأول “لو تعرفوا” عام 1993، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في العالم العربي، حيث كان نقطة انطلاقتها الحقيقية كمطربة احترافية. ثم توالت ألبوماتها المميزة مثل “توأم الروح” و”أغلى البشر” و”إغضب” و”ولا تصدق” و”غيار قوي” التي كرست حضورها ضمن الصف الأول من نجمات الغناء العربي.

فترة القمة والنضج (1996 – 2005)

تميزت هذه المرحلة بإصدار ألبومات ناجحة جداً مثل “إرجع لها” (1996)، “المشتكي” (1997)، “رحل” (1997)، “قلبي بيرتحلك” (1998) و”يا مجنون” (1999) التي عرفت انتشارًا واسعًا. في هذه المرحلة أيضاً أصدرت ألبوم “يمين الله” (2000) و”مشتاقة” (2001). وشهدت تلك الفترة تطوراً في نمطها الغنائي من الطرب الأصيل إلى الأغاني المعاصرة، مع تركيز على قوّة صوتها وأدائها المتميز. وحققت شهرة واسعة داخل وخارج سوريا.

مرحلة الاستمرار والتجديد (2006 – 2015)

تميزت هذه المرحلة بأسلوب فني متجدد مع ظهور ألبومات “حياتي” (2006)، “سواها قلبي” (2007)، “حالي طيب” (2008)، “نص حالة” (2008)، و”قانون كيفك” (2010). كما شاركت أصالة في مجال تقديم برامج اكتشاف المواهب مثل لجنة تحكيم “آراب أيدول”، مما أضاف بعداً جديداً لمسيرتها. استمرت في إصدار ألبومات ناجحة مثل “شخصية عنيدة” (2012) و”60 دقيقة حياة” (2015) والتي عكست قدرتها على التنويع والانفتاح على تجارب جديدة.

المرحلة المعاصرة والتحديث (2016 – الآن)

في هذه الفترة، صدرت عدة ألبومات حملت توقيعها مثل “أعلق الدنيا” (2016)، “مهتمة بالتفاصيل” (2017)، و”في قربك” (2019) والتي تجمع بين الطابع الطربي والكلاسيكي والحديث. وواصلت تقديم الأغاني المنفردة مثل “لا تستسلم” (2020) وألبوم “لا تشكُ للناس” و”شايفة فيك” (2022)، إضافة إلى ألبومها “لحقت نفسي” (2023) و”ثم أنا” (2024). تميزت هذه المرحلة بالتقنيات الحديثة في الإنتاج الموسيقي، وتجارب الغناء الخليجي، واستمرار حضورها في الساحة الفنية العربية

مسيرتها الفنية المتجددة

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، أصدرت أصالة عددا كبيرا من الألبومات التي حظيت بإعجاب الجمهور العربي، كما شاركت في مهرجانات غنائية عربية وعالمية متنوعة وظهرت في برامج اكتشاف المواهب مما أكد حضورها وتأثيرها في الساحة الفنية إضافة الى تعاونها مع العديد من الشعراء والملحنين المبدعين لتجديد أسلوبها والغناء بألوان موسيقية مختلفة.

أصالة وتنوع اللهجات في أغانيها..

أصالة نصري تتميز بتنوع استخدام اللهجات في أغانيها، حيث غنت بعدة لهجات عربية خلال مسيرتها الفنية الممتدة لأكثر من ثلاثين عاماً، مما منحها تواصلاً أوسع مع مختلف الجماهير العربية. إليك أبرز نقاط حول تنوع اللهجات في غناء أصالة.

اللهجة الخليجية: قدمت أصالة حوالي 80 أغنية باللهجة الخليجية، بداية من أغنيتها “اعطف حبيبي” في ألبوم “مشتاقة” (2001)، وأغاني مثل “روّح وروح” و”ذاك الغبي” و”شامخ”. هذه اللهجات جعلتها تكسب جمهور الخليج بشكل كبير، وجعلت الغناء باللهجة الخليجية جزءًا من هويتها الفنية.

اللهجة السورية: تعد اللهجة الأم لأصالة واستعملتها في كثير من أغانيها التي تعكس تراثها وثقافتها، مثل أغنية “ممنوع” التي صدرت عام 2024 وحصدت رواجا كبيرا.
اما في اللهجة المصرية فقدمت أصالة العديد من الأغاني باللهجة المصرية، خاصة في ألبوماتها المنتشرة في مصر، مثل دويتو “ياسبب فرحتي” مع أحمد سعد
اللهجة العراقية: مؤخراً دخلت أصالة تجربة الغناء باللهجة العراقية بأغنية “إنسان”، مما أضاف بعدًا جديدًا لتنوعها الفني.

اللهجات الأخرى: شملت تجاربها أغاني باللهجات المغربية والتونسية في بعض الأغاني والدويتوهات، مما يعكس حرصها على التنوع والاقتراب من كل جمهور عربي.

هذا التنوع ساهم في توسيع شعبية أصالة وأدى إلى ارتباطها بجمهور واسع في الوطن العربي، كما أتاح لها التعبير عن مشاعر متنوعة بأساليب والوان موسيقية مختلفة.

أصالة نصري أثرت الغناء العربي بشكل كبير من خلال مسيرتها الفنية الطويلة والمتنوعة حيث جمعت بين الأصالة والتجديد وأبرزت صوتها المتميز الذي يجسد مشاعر عميقة ومتنوعة.

مقالات ذات صلة