التأتأة

هوى الشام

يعاني كثيرون وخاصة الأطفال، من مشكلة التأتأة إذ لا يستطيعون التكلم بطلاقة وسلاسة، ويلعب العامل الوراثي دوراً كبيراً في الإصابة بها، لكن يمكن التغلب عليها من خلال طرق معالجة ذاتية بسيطة تساعد على التخلص منها، وبشكل خاص لدى الصغار.

وتعرف التأتأة على أنها اضطراب في الكلام والنطق، بحيث لا يستطيع المصاب به التكلم بطلاقة وسلاسة، ما يؤدي إلى تكرار أو إطالة الأحرف والمقاطع الصوتية، وهو ما يسبب التوتر والعصبية والانفعال، بل وحتى تشنجات وآلام في البطن لدى البعض، بسبب تقلص الحجاب الحاجز حين يتلعثمون.

وبحسب مقال نشره موقع دويتشه فيله Deutsche Welle، تترافق التأتأة غالباً مع مظاهر خارجية تبدو واضحة على الوجه، مثل رفرفة العين بسرعة، وارتعاش الشفتين والحنك، وبعض الحركات في الوجه والجزء العلوي من الجسم.

وتحدث هذه المشكلة نتيجة أسباب عدة منها؛ العامل الوراثي الذي يلعب دوراً في انتقال الظاهرة إلى الأبناء، وتفكير الأطفال بشكل أسرع من النطق والكلام، أو ميلهم أحيانا لتقليد شخص بالغ يتأتئ، كذلك تحصل نتيجة معاناة الطفل من العصبية والتوتر، ورغبته بلفت النظر إليه والاهتمام به، أو يمكن أن تكون هناك مشكلة في اللسان وحركته.

إن التأتأة لا تنعكس على النطق فقط، وإنما تؤثر على المصاب بها نفسياً أيضاً، خاصة الأطفال حين يسخر منهم أقرانهم ويقلدونهم بشكل تهكمي، ورغم أنه ليس هناك علاج محدد لهذه المشكلة لكن يمكن التغلب عليها، إذ غالباً ما يتخلص منها الأطفال لدى بلوغهم، وتعودهم على النطق بشكل أكثر طلاقة وسلاسة.

ومن أساليب معالجة التأتأة التكلم ببطء شديد، ما يساعد على لفظ الكلمة بسهولة، إلى جانب الاسترخاء وتجنب التوتر، والتنفس بانتظام والانتقال من نطق الكلمات ذات المقطع الواحد إلى الكلمات الأطول ثم الجمل.

تعتبر المساعدة الذاتية أمراً مفيداً ومساعداً جداً للتخلص من المشكلة، بحيث يمكن لمجموعة ممن يعانون التاتأة، أن يلتقوا ويتحدثوا عن مشكلتهم، دون خوف ما يعني التحدث مع الآخرين عن التلعثم، بالإضافة إلى ممارسة النشاطات الجماعية والتدريب الهاتفي وتسجيلات الفيديو، وهو ما يفيد في زيادة الثقة بالنفس، وبالتالي التخلص من التوتر والعصبية التي تفاقم مشكلة التلعثم.

وتجدر الإشارة إلى أن للوالدين والأسرة دور كبير في مساعدة الطفل على التخلص من التلعثم والتأتأة، والنطق بشكل سلس، من خلال معاملته كما أي شخص آخر سليم النطق، وتهدئته وتشجيعه على مواجهة المشكلة، والتحدث معه حولها، وتجنب التوتر والعصبية.

SHARE