Featured

حوار شامل لـ هوى الشام مع فخرية برمدا حول الصحة النفسية والبدنية

خاص هوى الشام من مرام قباقلي| في ظل تعقيدات العصر الحديث وتسارع أسلوب الحياة، تبرز أهمية التغذية والصحة النفسية وتؤكد خبيرة التغذية الصيدلانية فخرية برمدا أن الغذاء ليس مجرد وقود للجسم، بل هو رسالة فكرية وروحية تربط بين العلم والمعنى.

وترى برمدا أن الوعي الصحي يأتي من فهم شامل يشمل الجسد والعقل والروح، وتدير صالون “أصدقاء القراءة” الثقافي الذي يهدف إلى نشر ثقافة القراءة ورفع الوعي في المجتمع.. هوى الشام التقت برمدا وكان معها الحوار التالي:

كيف يمكن تمييز الفرق بين الوزن الزائد الطبيعي والسمنة التي تمثل خطراً صحياً؟
لا يُحدد الفرق بالوزن على الميزان فحسب، بل بناءً على كمية الدهون المتراكمة وتأثيرها على الصحة. فالوزن الزائد قد يرجع إلى بنية جسدية قوية أو كتلة عضلية كبيرة دون خطر مباشر إذا رافقه نشاط بدني وأسلوب حياة صحي. أما السمنة فهي حالة مرضية تتميز بزيادة كبيرة في الدهون، خاصة حول منطقة البطن، مما يرفع مخاطر أمراض القلب وضغط الدم والسكري والكوليسترول. ويُعتمد مؤشر كتلة الجسم (BMI) ومحيط الخصر كأدوات تقييم، حيث يُعد تجاوز 88 سم للنساء أو 102 سم للرجال مؤشراً للخطر الصحي المرتفع.

ما هي أبرز الأخطاء الشائعة في اتباع الأنظمة الغذائية الصحية؟
يرتكب الكثيرون أخطاء تؤدي إلى نتائج عكسية، مثل الحميات القاسية التي تحرم مجموعات غذائية كاملة كالكربوهيدرات أو الدهون، مما يسبب نوبات شراهة لاحقة. كما يُخطئ البعض بتخطي الوجبات أو الإفراط في الرياضة دون راحة، أو الاعتماد على المكملات بدلاً من الطعام الطبيعي، أو إهمال التخطيط للوجبات، مما يؤدي إلى خيارات عشوائية. والاستسلام عند ثبات الوزن خطأ شائع، إذ يُعد الاستمرارية والتوازن مفتاح النجاح.

هل هناك عادات يومية تؤثر على زيادة الوزن دون أن نشعر؟
نعم، تشمل هذه العادات تناول الطعام أمام التلفاز أو الهاتف مما يشتت الانتباه ويزيد الكميات، والأكل بسرعة دون مضغ جيد، واللجوء إلى الطعام عند التوتر أو الملل، وتجاهل وجبة الإفطار، وقلة النوم، والإفراط في العصائر المعلبة والمشروبات الغازية حتى “الدايت”، بالإضافة إلى الاعتماد على الخبز الأبيض والمقرمشات والصلصات الجاهزة التي تضيف سعرات حرارية خفية.

كيف يمكن الحفاظ على نظام غذائي صحي في عصر السرعة؟
يتطلب الأمر تخطيطاً مسبقاً للوجبات السهلة والمغذية، والاحتفاظ بخيارات جاهزة كالمكسرات والفواكه والخضار، وبدء اليوم بكوب ماء وإفطار متوازن مع تخصيص نصف الطبق للخضار. كما يُنصح بالأكل الواعي بعيداً عن الشاشات، واختيار الأطعمة الطبيعية أثناء التسوق أو الأكل خارج المنزل، مع نوم جيد ونشاط بدني معتدل والإنصات للجوع الحقيقي مقابل التوتر.

هل يمكن أن يكون تناول الطعام العاطفي مرتبطاً بالصحة النفسية؟
يرتبط الأكل العاطفي ارتباطاً وثيقاً بالصحة النفسية، إذ يلجأ الكثيرون إليه للهروب من التوتر أو الحزن أو الوحدة. يبدأ التعامل بالوعي لتمييز الجوع الحقيقي التدريجي من العاطفي الفجائي الذي يطلب سكريات أو دهوناً، مع استبدال الطعام ببدائل كالتأمل والتنفس العميق والكتابة والمشي والتحدث مع صديق أو الهوايات. ويُعاد بناء العلاقة بالطعام كمصدر امتنان لا عدو أو مكافأة.

كيف تؤثر السمنة أو زيادة الوزن على الصحة النفسية والثقة بالنفس؟
تؤثر السمنة سلباً على الصحة النفسية بتعزيز الخجل من المظهر، مما يدفع لتجنب الأنشطة الاجتماعية والحديث أمام الآخرين، ويزيد من الاكتئاب والقلق. العلاقة متبادلة إذ يؤدي الاكتئاب إلى زيادة الوزن والعكس، مع تفاقم التمييز الاجتماعي والعزلة، وصعوبة الحركة التي تحد من الترفيه والعلاقات العاطفية.

هل هناك علاقة بين الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات وزيادة الوزن أو اضطرابات النوم؟
يوجد ارتباط مباشر، إذ تقلل قلة الحركة من حرق السعرات وتبطئ التمثيل الغذائي وترفع مقاومة الإنسولين مما يزيد خطر السكري. كما يثبط الضوء الأزرق إفراز الميلاتونين مسؤولاً عن النوم، ويخل هرمونات الشهية ليحفز الأطعمة السكرية والدهنية، مما يفاقم الزيادة في الوزن.

ما النصائح العملية لتقليل تأثير التوتر والضغط النفسي على تناول الطعام؟
يُنصح بمراقبة المشاعر قبل الأكل لتمييز الجوع الحقيقي من رد فعل التوتر، مع ممارسة التنفس العميق أو اليوغا أو الرياضة الخفيفة، وتبني بدائل كالكتابة أو الرسم أو التحدث مع صديق. كما يُفضل الأكل الواعي بعيداً عن التوتر، مع روتين نوم منتظم والسماح بكميات معتدلة من المحبب لتحقيق توازن مستدام.

كيف يمكن للإنسان أن يوازن بين الالتزامات اليومية والحفاظ على صحته البدنية والنفسية؟
يتحقق التوازن بإدارة الوقت بمرونة وتبني عادات صغيرة كالتأمل أو الكتابة أو الامتنان اليومي، مع إدخال المشي أو التمدد لعشر دقائق، واختيار وجبات مغذية سهلة، وتخصيص وقت ثابت للنوم. والأيام غير المنتجة جزء طبيعي، والمرونة أساس الالتزام الصحي المستدام.

هل هناك طرق مبتكرة لجذب انتباه الشباب نحو الصحة واللياقة بعيدًا عن الأساليب التقليدية للتوعية؟
تشمل الطرق التفاعل الرقمي كالألعاب والتطبيقات والتحديات، وربط الصحة بالنجاح الشخصي عبر نماذج شبابية ملهمة، وتمكين الشباب كسفراء لتنظيم حملات وفعاليات ومشاريع جماعية كتصميم وجبات محلية أو ماراثون رمزي أو مسابقات إبداعية لملصقات صحية تتوافق مع ثقافتهم.

كيف يمكن للخبراء والمختصين أن يجعلوا نصائح الصحة النفسية والجسدية عملية وسهلة التطبيق في حياة الناس اليومية؟
يُقدَّم النصائح مبسطة مترابطة بالروتين كشرب كوب ماء عند الاستيقاظ، بلغة غير طبية، مع دمجها كالتنفس أثناء غسل الأسنان، واستخدام تطبيقات تذكير ومجموعات دعم وتحديات جماعية مرتبطة بأهداف عاطفية كالحضور مع الأسرة لترسيخها كعادات راسخة.

ما أبرز التحديات التي تواجه نشر الوعي الصحي في عصر الشاشات والوجبات السريعة؟
أبرزها هيمنة المعلومات المغلوطة وصعوبة التمييز بين المصادر الموثوقة، والإغراءات الغذائية الرخيصة والمسوقة بقوة، وضعف البرامج الإعلامية التفاعلية، وكثافة المحتوى الرقمي التي تشتت الانتباه عن الرسائل الصحية الجادة.

كيف تؤثر الثقافة السائدة ونمط الحياة السريع على قدرة الناس على تبني عادات صحية؟
تُرسِّخ الثقافة سلوكيات غير متوازنة وتروج للراحة الفورية على حساب الصحة طويلة الأمد، مع ميل للحلول السريعة والاحتفاء بالأطعمة الدسمة اجتماعياً، وغياب قدوة صحية إعلامية وظروف اقتصادية تجعل الخيارات الصحية أقل توفراً.

هل هناك صعوبات في توصيل المعلومة الصحية بشكل علمي صحيح دون المبالغة أو التضليل؟
تواجه صعوبات كبيرة من هيمنة المحتوى غير المتخصص رقمياً، وتعقيد اللغة العلمية، وضغوط الإعلام التجاري للمبالغة، وضعف التحقق من المصادر، مما يعيق تقديم محتوى متوازن موثوق.

كيف يمكن مواجهة مقاومة الناس للتغيير، خصوصاً عند محاولة تعديل العادات الغذائية أو زيادة النشاط البدني؟
تُعالج المقاومة بالتدرج والتبسيط بخطوات صغيرة غير مرهقة مرتبطة بأهداف شخصية، مع تحفيز رمزي ككتابة عادة يومية، ودعم اجتماعي عبر تحديات جماعية، وتطبيقات تحفيزية تجعل التغيير واقعياً وقابلاً للاستمرار.

ما الحلول العملية للتغلب على التحديات النفسية، مثل التوتر أو الأكل العاطفي، والتي تعيق تبني أسلوب حياة صحي؟
يبدأ بالوعي بالمحفزات وسؤال “متى ولماذا أكلت؟”، مع طقوس تهدئة يومية كالتنفس أو المشي، وبطاقات مشاعر، ودعم جماعي عبر تحديات، وإعادة بناء علاقة بالطعام بواسطة وجبة واعية أسبوعياً، مع تغيير تدريجي كاستبدال وجبة غير صحية بخيار طبيعي مرة أسبوعياً.

في الختام، أؤكد أن “الصحة ليست أرقاماً على الميزان، بل أسلوب حياة متكامل يجمع الجسد والعقل والروح”.

Hawa Admin

Recent Posts

شركة T.Group توقع عقداً لإقامة فندق جديد في منطقة التجهيز بقلب دمشق

هوى الشام| أعلنت شركة T.Group عن توقيع عقد اتفاق رسمي لإقامة أحدث فندق في قلب…

يومين ago

استثمارات سعودية مرتقبة في سوريا وسط توسع فرص الإعمار وتنامي الثقة

هوى الشام| أعرب عدد من ممثلي الشركات السعودية المشاركين في البعثة التجارية إلى سوريا، التي…

يومين ago

الخارجية والمغتربين: تسهيلات جديدة لتيسير معاملات المغتربين السوريين

هوى الشام| أعلن مدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية، محمد يعقوب العمر، أن الوزارة بدأت تصديق…

3 أيام ago

بريطانيا تضع إطاراً جديداً لدعم الاستثمارات والأنشطة التجارية في سوريا

هوى الشام| أعلنت بريطانيا عن وضع قواعد تنظّم عمل الشركات والبنوك المهتمة بالاستثمار في سوريا، وذلك…

3 أيام ago

مؤتمر دولي في حلب لوضع رؤية جديدة لإحياء المكتبة الوقفية

هوى الشام| انطلقت في معهد دار التراث العلمي العربي بجامعة حلب، يوم الثلاثاء 2 كانون…

3 أيام ago

اتصالات سورية – فرنسية لتوسيع دعم المشروعات الريفية وتطوير القطاعات الزراعية

هوى الشام| بحث وزير الزراعة أمجد بدر، اليوم، مع وفد من الوكالة الفرنسية للخبرة التقنية الدولية…

3 أيام ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.