خاص هوى الشام من محمد خالد الخضر| بين الشك واليقين للدكتور نبيل طعمة مجموعة نصوص شعرية جمع خلالها الدكتور طعمة بين حب الوطن والإنسان.. والتداعيات الإنسانية والاجتماعية التي تبدأ وتنتهي في حياة الإنسان بشكل وجداني يؤدي إلى علاقة حقيقية بالخالق.
ولعل أهم ما يطرحه الكتاب هو الإشارة إلى الغاية الأساسية التي خلق من أجلها الإنسان وذلك بشكل جمع بين التصوير الفني والفلسفة الاجتماعية والصوفية التي تؤدي إلى الإيمان المطلق الذي يربط الإنسان بخالقه الذي كونه وأوجده بعقل قادر على التحولات الإيجابية وفق مايفكر به ويسعى من خلاله إلى المحبة والقوة.
يقول طعمة:
هذي دنيانا .. خلقنا بها ..
كي نبني ونشيدا .. كي نشعر بأنسنا ..
قريبا كنا أو بعيدا ..أسكنوا فينا ..رقيبا وعتيدا
وأشادوا فيها مسجدا وكنيسة وكنيسا
قسمتنا فرقت إنساننا
.. ورمتنا في حروب طاحنة
رحنا فيها نذبح بعضنا من الوريد إلى الوريد
..
وبهذا الطرح المنهجي ينتقد طعمة الفهم الخاطئ لعلاقة الإنسان بالخالق وعدم فهم الدين والاتجاه الخاطئ الذي فرق الإنسان إلى طوائف وأوصله إلى خلافات زرعت الكره والقتل والخراب لذلك قال مكملا في نصه
..
أيها السادة..إليكم أتجه وأقول
..
فقهاؤنا لم يأتوا لنا ..يومآ عن الله بخبر
لم يرشدونا إليه حقيقة
لم يؤمنوا يومآ بأن لدينا نظر.
ورأى طعمة أنه على الإنسان أن يكثر من التفكير ودراسة كل الحقائق ولايستمع إلى مايقال فقط فالشك دائما يصل بالإنسان إلى الحقيقة وعلى الإنسان أن يصل إلى الله بتفكير صحيح ورؤية دقيقة تجعله يدافع عن عقيدته وغير ذلك هو نوع من الباطل الذي يزرع الخوف والكره
..
أشك نعم أشك
في الله وأكثر
..
والشك يأخذني يقينا إليه.
ومن أهم مقومات الوجود الصحيح للإنسان هو أن يسعى ليمتلك الثقافة والقوة من خلال عدم الاعتماد على الغرائز والشهوات والتعامل الغلط.. فالإنسان هو من أهم مقومات التحولات الإيجابية أو السلبية فعليه أن يكافح ويناضل من أجل التطور الذي يبقى ويستمر بعده حتى ولو دفن تحت التراب يقول طعمة:
الكفاح والإنسان..يحقق له معناه.
يصنع التاريخ .. كيفما يراه
يظهر أو يغيب .
وفي الكتاب أيضًا رؤى فكرية أخرى من خلال علاقة الرجل بالمرأة وتحولات العاطفة الوجدانية بينهما ومن خلال حب الوطن وإيمانه بالوجود الإنساني البعيد عن أي خلل ..ويربط أفكاره بالشك التي تصل به إلى اليقين المطلق والحب الذي يخلد .
الكتاب من منشورات دار الشرق للطباعة والنشر


