Featured

تخريب الثقافة والهايكو … الخلط والتداخل أنموذجاً.. بقلم : محمد خالد الخضر

هوى الشام | قبل الحرب الإرهابية على سورية.. كانت المنظومة الثقافية أكثر حذراً، وكان الضعيف يتهيب الصعود على منبر أو إرسال مادة أدبية إلى دورية أو وسيلة إعلامية خشية ردة فعل النقد التي لا تجامل .. برغم ذلك كانت تتسرب بعض المجالات وتصل بعض ( الهرطقات ) التي في النتيجة تقع في فخ السخرية والاستهزاء .. لأن موروث الثقافة بالأصل قوياً ومفعماً بالمواهب والنقاء والتنوع والقوة.

وبعد مضي فترة على انشغال المثقف بما حدث لوطنه من مؤامرات أو عزل المثقف الحقيقي بسبب وصول من ليس لهم علاقة بالأدب بعد أن استغلوا ما يدور وقدموا أنفسهم بلا رادع ثقافي أو وجداني .. انتشرت ثقافات أخرى وأصبح الخط وتداخل الأجناس الأدبية مشروعاً..

فالأجناس الأدبية معروفة تتوزع بين البحث والنقد والشعر والقصة والرواية بشكل يمتلك الأسس والمقومات لكل منها، وفجأة قفز إلى الساحة اسم جديد يدعى ( الهايكو ) وهو مصطلح يوناني أولاً ثم توزع في بعض الدول الغربية له مقوماتهم ورؤيتهم وأفكارهم .. والسؤال ماهي مقومات ( الهايكو ) العربي ومادام الجنس الأدبي هو إرث تاريخي أصيل ويندرج في مقومات شرف اللغة العربية .. فماذا نفعل بكلمة (هايكو ) ..

وكثير من ناسها صالوا ومالو على المنابر وفي بعض صفحات النت ولكن وقع الأمر هذا ما يشبه عتابا ( غوار الطوشة .. جبلنا وآه جبلنا ) ومن يخسر فقط هو تراثنا العربي، وليس هذا فحسب .. لقد اختلطت الدراسات وتداخلت بالنقد .. فمن كان يكتب عن الفخار والألمنيوم صار يكتب ويقرأ كتباً وخاصة في حفلات توقيع الكتب.. ولا يستطيع صاحبنا النقد الجديد أن يميز بين البحر الكامل والبحر ( الكاريبي ) مما شجع أصحاب السجع الذين لا يفرقون بين الشعر وبين الكلمات ذات الروي الواحد التي تخلو من كل المقومات ويظنون أن توحيد الحرف الأخير هو الشعر بعينه وزاد الكارثة ازدياد عدد النساء في هذه الحالة والأسوأ بعض قراء الرقابة لسبب أو لآخر يمررون مثل هذه الأمور .. أما دور بعض من يغطي إعلامياً لا يختلف أبداً عنهم ( فيتفصحنون ) بتسمية هؤلاء نقاداً وشعراء وغير ذلك من المسميات.

ولابد لنا أنبكي تاريخنا وزماننا إن لم تتضاعف الجهود وإحالة كل من يصرح بشيء مخالف إلى القضاء وهذا أقل ما يمكن أن نخدم به ثقافتنا وأن نفرق بين المثاقفة والغزو وبين الاستسلام وخدمة الليبرالية الأميركية الحديثة.
وأذكر بيوم كنت أحكم في مناظرة شعرية في التسعينات فقال أحدهم :
لاتسل عن المرء وسل عن قرينه
فكل قرين بالمقارن مقتدي
وعندما صححت البيت الذي أنشده طرفة بن العبد في معلقته وهو :
عن المرء لا تسأل و أبصر قرينه
فكل قرين بالمقارن يقتدي
قامت الدنيا وتناقل المثقفون الخبر بانتشار واسع … واليوم حتى لومسخ الشعراء كلهم لاخلاف على ذلك .. المهم أن تتصور إحدى الجميلات مع الناقد الموهوب على المنبر إلى صفحات التواصل الاجتماعي.
أهيب بالمؤسسات وبدورها الخطير أن تلجأ لتشكل فعاليات سليمة، وأن لوكل أحد ما هو مطلوب منها وهذا ما يغلب على أكثر المؤسسات وعلى الوسائل الإعلامية أن لا تتورط بتوصيف الغلط وتلميعه كما هو حاصل غالبا، وعلى الرجال عدم التورط وعلى النساء ( الفرملة ) واستشارة من هو يمتلك الشرف .. فالصورة ليست مؤشراً يا صديقتي والوطن يحتاج إلى سلامة الأخلاق.

صحيفة الثورة

Hawa

Recent Posts

بفوزه على الجيش الجلاء يتأهل للمربع الذهبي لسلة المحترفين

هوى الشام| تأهل فريق الجلاء  الى المربع الذهبي لسلة المحترفين بعد فوزه الجدير والكبير على…

10 ساعات ago

العثور على جثمان شاب غرق بنهر العاصي

هوى الشام| عثر فريق الإنقاذ في فوج إطفاء حماة ، قبل قليل على جثمان الشاب…

10 ساعات ago

الساموراي بطل آسيا الأولمبي

هوى الشام| توج منتخب اليابان لكرة القدم بطلاً لكأس آسيا للمنتخبات الأولمبية (23 سنة) عقب…

10 ساعات ago

توقعات الأبراج اليوم 3-5-2024

.هوى الشام | توقعات الأبراج اليوم 3-5-2024 وحركة الكواكب وصفات مواليد اليوم على هوى الشام…

19 ساعة ago

تقديم تسهيلات للصناعيين للحصول على الألواح الشمسية

هوى الشام| متابعة لما أقرته اللجنة الاقتصادية في رئاسة مجلس الوزراء بجلستها المنعقدة في الثلاثين…

يوم واحد ago

الأرصاد الجوية تحذر من اشتداد سرعة الرياح الجنوبية الغربية خلال اليومين القادمين

هوى الشام| حذرت المديرية العامة للأرصاد الجوية من اشتداد سرعة الرياح الجنوبية الغربية خلال يومي…

يوم واحد ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.