تيم حسن.. جبل العودة يتحدى جبل

هوى الشام

تبدو عبارة جبل شيخ الجبل (تيم حسن): “دست على قلبي .. ومجبور أقسى”، في الإعلان الترويجي للنسخة الجديدة من مسلسل “الهيبة” مفتاحاً لفهم الشخصية وسلوكها، وبالتالي تجسيدها، وفق استجابات عاطفية لدوافع جديدة لم نلحظها في النسخة الأولى من المسلسل.

العودة بحكاية المسلسل إلى ماضي شخصياته في النسخة الثانية من المسلسل، من شأنه أن يضع الفنان تيم حسن أمام تحد جديد في تقديم شخصية “جبل”. فنحن أمام شروط مغايرة لتجسيد الشخصية عما كانت عليه من قبل، فيما تحيلنا العبارة السابقة “دست على قلبي .. ومجبور أقسى” إلى توقع صراع داخلي سيخوضه “جبل” في المشاعر والتصرفات… ربما صراع في الشكل أيضاً، الأمر الذي يتطلب من تيم الذهاب نحو مساحة جديدة من الاداء، تكشف لنا أبعاداً لم تكن واضحة في شخصية “جبل”.. بما في ذلك ملكاته الشخصية في العقل والخيال والمشاعر والاحاسيس.. وربما الجسد والصوت. وذلك كله من شأنه أن يحدث مجموعة من الاستجابات العاطفية المتغيرة التي تتكشف لنا كظواهر جديدة في السلوك.. تتراكم ظلالها، وتتداخل وتتضافر لتبني الصورة الذهنية لـ “جبل شيخ جبل”، كما عرفناها في النسخة الاولى من المسلسل.

ذلك البناء وإظهار الفروقات في الاستجابات العاطفية والسلوك تحد أساسي في أداء تيم حسن، ذلك لأن كل منا لديه ذاكرة لم تزل متقدة عن جبل شيخ الجبل، وهذا الاحتفاظ بتفاصيل الشخصية تتطلب ادراكا لعملية التحول الذي طرأت على هذه الشخصية، وردود أفعالها التي توحي بها عبارة “مجبور.. أقسى”.

ولكن هل على تيم حسن أن يهمل اشتغاله بالكامل على شخصية “جبل”، كما قدمها في النسخة الأولى، واختبار أدوات تمثيلية جديدة لبناء شخصية مختلفة تماماً…؟ بالطبع لا.. إذ سيبقى فهم تيم حسن لشخصيته “جبل” يقوم، كما تحدثنا عنه في النسخة الأولى، على تتبع الدوافع لبناء تصرفات مشهدية تعبر عنها، وجمع هذه التصرفات المشهدية التي تأتي من دوافع متناقضة مثل الحب والعنف والقتل وسواها، في وحدة متكاملة تقنع المشاهد ولا تبدو مفتعلة، الأمر الذي عززه تيم في النسخة الأولى من “الهيبة” بتصرفات مشهدية تعتمد لغة الجسد ، أبرزها رفة العينين وحركة الفم.

التصور السابق بمجمله يؤكد، وخلافاً لما يعتقده البعض، أن تيم حسن سيكون أمام اختبار تمثيلي جديد في النسخة الثانية من “الهيبة”، وفي تحد مع شخصيته ذاتها في النسخة الأولى. وهو تحد ننتظر أن يعبره تيم بتميز، كما اعتدنا منه. أما الحكم على مدى نجاحه في ذلك، فتلك مسألة لن يتأخر اكتشافها مع بدء عرض المسلسل في رمضان.

بقلم. ماهر منصور