خاص هوى الشام من حنين المحمد ومرام القباقلي| تجسيدا للوعي الوطني كجسر معلق بين رماد الماضي وأمل المستقبل أقامت ثانوية جديدة الوادي للبنات فعالية احتفالية بمناسبة إعادة افتتاحها عقب ترميمها الشامل، إضافة إلى تكريم ذوي الشهداء، بحضور عدد من المدرسين، والأهالي والطلاب والمهتمين.
تخللت الاحتفالية التي ترافقت مع ذكرى تحرير سوريا و أقيمت بدعم من مديرية التربية ومنظمة رؤيا ومؤسسة فيسلة، تكريم ذوي 47 شهيداً من أهالي جديدة الوادي، إضافة إلى فقرات وأنشطة مسرحية تلامس الروح بصور حية من التضحية، وشعرية تهمس بكلمات الوفاء، وتلاوة للقرآن الكريم.
وأشار الداعم والمشرف على ترميم المدرسة وتكريم ذوي الشهداء، رئيس أعيان مجلس جديدة الوادي عبد العزيز سنوبر، إلى أهمية هذه الاحتفالية بافتتاح المدرسة والتي تترافق مع ذكرى التحرير الأولى بالنصر، مفتخراً بتضحية الشهداء الذين قدموا أرواحهم لنصل إلى يومنا هذا، وندين لهم بالكثير ونوفيهم القليل بتكريم ذويهم؛ داعياً الجميع إلى التكاتف لإعادة بناء سوريا، في كلمات تحمل وزن الوفاء ودفء الإصرار على النهوض الجماعي.
وأعرب المهندس حسن بنيان، مدير المنطقة الجنوبية، في منظمة رؤيا العالمية عن سعادته الكبيرة بتنفيذ ترميم المدرسة رغم حجم الدمار الهائل الذي خلفته سنوات النزاع، ومحدودية الدعم المادي المتاح، مشدداً على أن الهدف الرئيس هو جاهزية المدرسة لاستقبال الطلاب وتقديم الخدمات التعليمية بأفضل شكل ممكن، مع التركيز على خدمة الطفل كأولوية قصوى وبأفضل صورة تضمن الكرامة والجودة مؤكدا أن هذه الجهود تأتي في إطار التعاون المستمر مع الجهات المعنية لتعزيز البنية التعليمية في سوريا الجديدة ضمن سلسلة ترميمات لمدارس عدة ، حيث يُعتبر التعليم أساس النهضة الوطنية.
وأوضحت مديرة مدرسة جديدة الوادي للبنات، هنادي كوكش، أهمية الترميم الشامل الذي تم رغم التحديات الميدانية، من خلال جهود المجتمع المحلي وتكاتف كوادرها لترميم المدرسة والتي تسعى لاحقاً لإقامة دورات تأهيل علمي ونفسي للطلاب الوافدين لمعالجة ضعف اللغات والقراءة، ، مشيدة بأهمية تكريم ذوي الشهداء لإبقاء ذكرهم حياً في القلوب “فهم أحياء في ذاكرتنا”، مشددة على شعار “العلم يبني الوطن” الذي ينبض كقلب نابض بالأمل والتفاؤل.
من جانبها، عبرت المشرفة على الاحتفالية نوران سنوبر عن فخرها بترميم المدرسة التي كانت في حالة سيئة للغاية، واستغرق التحضير أشهراً بعد التحرير، مشيرة إلى أهمية تكريم ذوي الشهداء وذكرى التحرير، لافتة إلى ضرورة دعم الجهات المعنية مادياً ومعنوياً لتحسين جميع المدارس المحتاجة للترميم لنفض غبار الماضي وبناء مستقبل مشرق لأبنائنا، في صوت يعبر عن الحنين إلى السلام والرغبة في مستقبل يزهر كالأرض بعد المط
وفي السياق نفسه، أوضح حسان العمرين، مدير مجمع ضاحية قدسيا التربوي، أن الجهود التي أعادت الحماس للتعليم رغم التحديات اللوجستية، داعياً إلى منح صلاحيات أوسع للمنظمات بالتنسيق مع مديرية التربية، لقطف ثمار التغيير الجذري في المجتمع.

ويأتي هذا الافتتاح ضمن إنجازات وزارة التربية التي رممت 908 مدارس وتتابع ترميم 1017 أخرى، مما يعزز البنية التعليمية في إطار النهضة الوطنية، وحضر الاحتفال عدد من الأساتذة والطلاب وأهاليهم وصانعي المحتوى والتربويين، في مشهد يجمع الدموع بالابتسامات، والرماد بالأمل، ليرسم لوحة حية من الوفاء والإصرار على بناء وطن ينبض بالحياة والكرامة.
لمحة عن منظمة رؤيا التعليمية:
World Vision International هي منظمة دولية تعليمية وصحية وتأهيلية تركز خدماتها على دعم الطفل المحتاج، وتأسست في عام 2013 كاستجابة للثورة السورية، مكاتبها في تركيا والأردن وسوريا والشمال السوري. تعمل حالياً على مشروع تأهيل 47 مدرسة في المنطقة الجنوبية، منها 15 مدرسة بتأهيل كامل، بالتنسيق الكامل مع وزارة التربية والإدارة التعليمية المحلية، لضمان تقديم بيئة تعليمية آمنة وفعالة للأطفال.


