خاص هوى الشام من شذى حمود| جهاد عبدو فنان متعدد المواهب يجمع بين التمثيل والموسيقى والرقص يتمتع جهاد بموهبة فريدة في تقديم أدوار معقدة ومتنوعة، وهو متحدث لخمسة لغات، مما ساهم في نجاحه وتألقه في الأعمال الفنية الدولية.. كما أن تنقلاته بين المسرح السوري والسينما الهوليوودية اكسبته خبرة واسعة ومهارات متجددة في مجال الفن، وقد شارك في أفلام عالمية مع كبار النجوم والمخرجين، مما يعكس قدرته العالية على التكيف والتألق في البيئات الفنية المختلفة.
النشأة والبدايات
ولِد جهاد عبدو في دمشق عام 1962، ونشأ فيها حيث تلقى تعليمه الأساسي. منذ طفولته، أبدى شغفا بالفن، فدرس العزف على آلة الكمان، قبل أن يختار دراسة المسرح لاحقا.. حصل عام 1986 على دبلوم الهندسة المدنية من جامعة كلوج نابوكا في رومانيا، ثم حصل عام 1991 على دبلوم التمثيل المسرحي من معهد الفنون في دمشق.
البداية الفنية في سوريا
بدأ مشواره الفني في المسرح، وشارك في العديد من الأعمال التلفزيونية السورية والعربية، ما جعله أحد الوجوه المألوفة في الدراما خلال التسعينيات وبداية الألفية الجديدة.
الهجرة القسرية وبداية جديدة في أميركا
مع اندلاع الثورة السورية في 2011، أعلن جهاد عبدو تأييده لها وانتقاده للنظام البائد، ما جعله عرضة للخطر الأمني واضطره إلى مغادرة سوريا نحو الولايات المتحدة.. هناك عاش سنوات صعبة، عمل خلالها في مهن بسيطة مثل توصيل الزهور وقيادة التاكسي، لكنه تمسك بحلم التمثيل.
التكريم والعودة إلى سوريا
في عام 2025، تولى جهاد عبدو منصب المدير العام للمؤسسة العامة للسينما في سوريا، في أول تعيين بعد تولي السلطة الجديدة إدارة البلاد، وذلك بهدف إعادة إحياء صناعة السينما الوطنية واستقطاب الكفاءات.
المواقف السياسية والحقوقية
عرف جهاد عبدو بمواقفه الجريئة في الدفاع عن حقوق الإنسان ورفضه للظلم، وهو ما أكسبه احتراما كبيرا داخل الأوساط الفنية والثقافية.
حياته الشخصية
تزوج جهاد عبدو مرتين؛ الأولى من الممثلة رباب كنعان وأنجبا طفلة واحدة اسمها جوليا، ثم انفصلا، وزوجته الثانية هي الفنانة التشكيلية فاديا عفاش التي كان يعيش معها حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية.
يمثل جهاد عبدو نموذجا للفنان السوري الذي تخطى الصعاب السياسية والاجتماعية، ليصنع مسيرة عالمية ناجحة، محافظا على ارتباطه العاطفي والإنساني بوطنه وقضاياه.
رحلة هجرة الفنان السوري جهاد عبدو كانت تجربة مليئة بالصعوبات والأمل، وشكلت نقطة تحول كبيرة في حياته ومسيرته الفنية.
اضطر جهاد عبدو إلى مغادرة سوريا في 2011 بعد اتخاذه موقفا معارضا للنظام السوري ورفضه المشاركة في الدعاية الإعلامية الرسمية حيث جاء القرار نتيجة ضغوطات وتصاعد الخطر نتيجة تصريحاته الصحفية حول الأحداث في سوريا، وكان خروجه من البلاد مفاجئا ودون تخطيط مسبق، حيث سافر أولا إلى القاهرة بحجة تصوير فيلم هناك، ثم غادر في اليوم التالي إلى الولايات المتحدة حيث كانت زوجته تكمل دراستها.
واجه جهاد عبدو خلال الأشهر الأولى من هجرته في أمريكا صعوبات مادية كبيرة؛ إذ نفدت الأموال سريعا واضطر للعمل في مجالات عديدة مثل بيع الورود، البيتزا، المطاعم، وأطولها كسائق تاكسي لمدة سنتين.. وقد ساهم عمله كسائق في التعرف على مجتمع جديد وتطوير لغته الإنجليزية والاندماج في البيئة الأمريكية.
لم يتخل جهاد عبدو عن حلمه بالعودة للفن رغم قساوة ظروف اللجوء، فشارك في أفلام قصيرة مع مخرجين شباب دون أجر، الأمر الذي أعطاه دافعا للاستمرار.. ومع الوقت نجح في دخول عالم هوليوود والمشاركة في أعمال سينمائية بارزة، ليصبح أحد الأصوات السورية المسموعة في المهجر.
حمل معه حنينا كبيرا لسوريا وقضية اللاجئين السوريين، مؤكدا أن الظروف التي عاشها مشتركة مع آلاف السوريين الذين دفعوا ثمن موقفهم الرافض للاستبداد، وظل يحمل رسالة للمساعدة والدعم لكل السوريين وخاصة الأطفال منهم.
عاش عبدو في الولايات المتحدة، والا ان سوريا ظلت جزءا أساسيا من ذاكرته وهويته، وهو دائم التعبير عن ألمه وحبه لبلاده في تصريحات ولقاءات متعددة، مع ثقة بأنه كان محظوظا بخروجه المبكر، وامتنان لكل من دعمه في غربته وشق طريقه نحو النجومية العالمية.
رحلة هجرة جهاد عبدو تلخص قصة الإصرار والعزيمة رغم التحديات، وبقاء الحلم جزءا لا يتجزأ من الهوية مهما كانت الظروف.
مراحل نجاح الفنان السوري جهاد عبدو في هوليوود
بداية الهجرة والعمل الشاق: بعد مغادرته سوريا عام 2011 بسبب مواقفه السياسية المعارضة، بدأ جهاد عبدو في الولايات المتحدة حياة جديدة تضمنت عمله في مهن بسيطة مثل بيع الزهور، توصيل البيتزا، العمل في مطعم إيطالي، وأخيرا كسائق تاكسي لمدة سنتين.. هذا العمل ساعده على الاندماج والتعرف على مجتمع جديد وتطوير لغته الإنجليزية.
الدخول إلى المجال الفني في أمريكا
بالرغم من الصعوبات، شارك عبدو في أعمال سينمائية قصيرة مع مخرجين مبتدئين دون أجر، ما منحه الدافع للاستمرار. ثم جاءت له الفرصة للوقوف أمام نجوم عالميين مثل نيكول كيدمان في فيلم “ملكة الصحراء” عام 2015 وتوم هانكس في فيلم مجسم من أجل الملك.
تطوير مهاراته المتعددة
جهاد عبدو استمر في تطوير نفسه فنيا ولغويا، حيث يتقن خمس لغات ويجيد رقصات متنوعة وعزف الكمان، وهذا أثر إيجابي على مسيرته الفنية.
تحقيق النجومية والاعتراف
بعد سنوات من العمل الطويل، استطاع جهاد عبدو أن يثبت وجوده بين كبار نجوم هوليوود بمشاركة في حوالي 43 فيلما وأدوار مساعدة في مسلسلات وتلفزيون، وبات اسمه معروفا ويحظى بعروض مستمرة رغم عدم إعلان جميعها علنا.
الاحتفاظ بجذوره وحلمه
رغم النجومية، ظل جهاد عبدو مرتبطا بفكرة سوريا، وحفظ هويته السورية والأمل في مستقبل أفضل لوطنه.
باختصار، نجاح جهاد عبدو في هوليوود جاء نتيجة مزيج من الصبر، العمل الشاق في البداية، تطوير مهاراته، استغلال الفرص المتاحة، والتمسك بحلمه في مجال التمثيل، مما جعله يتحول من لاجئ إلى نجم عالمي مشهور.


