خاص هوى الشام من فداء حوراني
على بعد 56 كم شمال شرق دمشق تقع مدينة معلولا محتفظة بالكثير من المعالم التاريخية والأثرية واسمها المستمد من اللغة الآرامية والذي يعني المدخل.

معلولا الحافظة للطابع التراثي والتاريخ الديني والآرامي حافظة أيضا لأقدم الكنائس المسيحية في العالم بعدما شيدت على أنقاض المعابد الوثنية حيث تعتبر كنيسة دير مار سركيس وباخوس من أقدم كنائس معلولا والعالم وشيدت بين عامي 312 و325 ميلادي على أنقاض معبد وثني لا تزال مذابحه تستعمل حتى اليوم في الكنيسة التي زين داخلها بقناطر وعقود حجرية.

وتتوضع الكنيسة فوق صخرة الفج الغربي بمعلولا وتحتضن أيقونات وآثار مهمة منذ القرن الرابع الميلادي.

وفي الكنيسة ثلاثة مذابح أحدها من الرخام على شكل نصف دائرة وبحسب الشروحات المحلية يعود هذا المذبح الى فترة ما قبل المسيح أما المذبح الثاني فهو منحوت في الحجر ومستطيل الشكل وقد وضع تحت قبة محفورة في الصخر تجسد السماء ومزينة جدرانها برسم للسيدة العذراء نفذ عام 1824 بحسب التقليد البيزنطي الى جانب مجموعة مهمة جدا من الأيقونات التي رسمها فنانون سوريون وعالميون.

وللكنيسة شكل مربع بنيت جدرانها الخارجية من الحجر الكلسي ويلاحظ خشب الأرز في مداميك هذه الجدران والذي يفوق عمره حسب التحاليل بالكربون المشع ما يقارب 1800 عام ويقع المدخل الأصلي للكنيسة في الجدار الغربي وما يزال باب الكنيسة الخشبي الأثري محفوظ ومعروض في متحف الدير تعلو صحن ومنتصف الكنيسة قبة نصف كروية عالية ترتكز على رقبة مثمنة الشكل فتحت النوافذ بالتناوب في جدرانها ويقع المحراب في الجهة الشرقية تغطي سقفه قبة ربع كروية والأروقة المتبقية من الكنيسة سقفها قبب كاملة أما الشكل الخارجي للسطح فهو مستو.

خلال الأزمة فقد الدير أيقوناته وتعرض للكثير من الخراب والتدمير إلا أنه وفي نيسان من عام 2014 وبعد عودة الأمان لمعلولا بدأت عمليات الترميم وإعادة الإعمار للدير والكنيسة.

واستشهد القديسان سركيس وباخوس حوالي عام 297 ميلادي في عهد الإمبراطور مكسميانوس بمدينة الرصافة شرقي حلب بعد أن رفضا السجود للآلهة الوثنية.

SHARE