Featured

صناعات الفخار وصابون الغار والحرير في سورية بين الفخر بالتراث والخوف من اندثاره

هوى الشام| جزء من الهوية الثقافية والتاريخية السورية. صناعات الفخار وصابون الغار والحرير.. من يحميها من الزوال؟
في قرية البراعم قرب جبلة جنوب اللاذقية على الساحل السوري، يجلس العم حسن حسن في محله الصغير، وأواني الفخار منتشرة حوله ، بينما تبدو ملامح الحزن بادية على وجه الرجل الستيني بسبب تخوّفه من أن المهنة التي ورثها عن آبائه وأجداده في طريقها إلى الاندثار.

تراجعت صناعة مقالي الفخار في العقود الماضية، بعد منافسة الصناعات الحديثة ودخول الأواني المعدنية والبلاستيكية إلى الأسواق بشكل واسع
يقول حسن “: تكمن أهمية الفخار بالتراب الطاهر المستخدم والذي لم يتعرض لظروف التلوث، وهذا هو السر في أن الفخار صحّي بالمطلق”
وعن الصعوبات التي تواجه صناعة الفخار وباقي المهن التقليدية في الساحل السوري، يشير حسن إلى أن الحرفيين يعانون من صعوبة تأمين المواد الأولية اللازمة لاستمرار عملية الإنتاج، إضافة إلى ارتفاع التكلفة بشكلٍ كبير كما يشير حسن إلى ضرورة حصول الحرفيين بمختلف صناعاتهم على القروض المعفاة من الضرائب لمساعدتهم في إدخال بعض الآلات المتطورة ، وهذا الأمر يساهم في خفض كلفة الإنتاج بشكلٍ كبير ويوفّر الوقت والجهد.

صناعة الصابون من زيت شجر الغار
لزيت شجرة الغار فوائد عديدة ، فهو يشكّل الأساس في إنتاج صابون الغار، الذي يعتبر حكراً على السوريين، وفي هذا السياق يؤكد الحرفي توفيق صلاح (62 عاماً) من منطقة كسب بريف اللاذقية، أن صناعة صابون الغار من الصناعات الزراعية القديمة،وأن بلدة كسب اشتهرت بصناعة صابون الغار منذ مئات السنين
.
لكن الوضع تغيّر بشكل جذري خلال السنوات القليلة الماضية، حيث انخفضت كميات الإنتاج وأغلقت العديد من الورشات أبوابها.

مناديل الحرير ليست بمنأى
رغم القيمة الكبيرة التي تمثلها هذه الصناعة التقليدية، يكافح العاملون في تربية دودة القزّ للحفاظ على هذه المهنة التراثية من الاندثار
يقول خضر الإبراهيم (51 عاماً)، أحد مربي دودة القزّ وصانعي مناديل الحرير في منطقة وادي القلع بريف اللاذقية: “تم إهمال تربية دودة القز وتراجعت صناعة الحرير خلال سنوات الحرب”

ويتابع الإبراهيم: “تدهورت هذه الصناعة لأسباب عدة، على رأسها ضعف التسويق، وانخفاض كميات البيوض وعدم القدرة على استيرادها، إضافة إلى تحول الناس إلى المنسوجات الجاهزة منخفضة التكلفة.

“تراثنا هو هويتنا”، يقول مدير الثقافة في اللاذقية، مجد صارم حيث لا يقتصر الاهتمام بالتراث على المحافظة عليه في حقبة زمنية محددة، وإنما نقله من جيل لآخر، ويكون ذلك عن طريق الجلسات الحوارية التعريفية، والورشات الثقافية في المدن والأرياف، بالإضافة إلى المهرجانات السنوية التي تستهدف الحفاظ على التراث المادي واللامادي، من خلال تعليم أصول هذه المهن وطريقة العمل بها وأهم أساليبها.

المصدر:الميادين

(( تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

Hawaalsham

Recent Posts

هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية تُعد تشريعاً جديداً لصناديق الاستثمار

هوى الشام| أعلنت هيئة الأوراق والأسواق المالية السورية انطلاق مسار تشريعي جديد لتحديث عملها، عبر البدء…

22 ساعة ago

شركة All indeed تطلق فرعها الثاني في دمشق

هوى الشام| أطلقت شركة All indeed الإعلامية والإعلانية والمتخصصة بالبرمجة والاستثمار والاستشارات القانونية فرعها الجديد…

يوم واحد ago

اختتام معرض بيلدكس 23 للبناء والبنى التحتية بمشاركة أكثر من 400 شركة

هوى الشام| اختُتمت في مدينة المعارض الجديدة بدمشق فعاليات الدورة الـ 23 من المعرض الدولي…

يوم واحد ago

القضاء الشرعي ينفي إلغاء وصاية الأم ويوضح تفاصيل تعميم جوازات سفر القاصرين

هوى الشام| نفى القضاء الشرعي في دمشق صحة الشائعات المتداولة حول إلغاء وصاية الأم، مؤكداً…

يوم واحد ago

اكتشاف مدفن أثري يعود للعصور الكلاسيكية في حلب خلال أعمال 2025

هوى الشام| أعلنت المديرية العامة للآثار والمتاحف عن اكتشاف مدفن أثري جديد يعود إلى العصور الكلاسيكية…

يومين ago

باحثة سورية تقترح عملة رقمية وطنية لتعزيز الشمول المالي ودعم الاستقرار الاقتصادي

خاص هوى الشام| في إنجاز أكاديمي يُعزّز مسارات البحث العلمي في خدمة التنمية الاقتصادية الوطنية،…

يومين ago

We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.