صناعة الثقة لدى المرأة.. جديد وسام الشغري وبثينة شلغين

خاص هوى الشام من مرام القباقلي| في عالم يفرض على المرأة تحديات كبيرة على الصعيدين الشخصي والمهني، يطلّ علينا كتاب “صناعة الثقة لدى المرأة” للأستاذتين بثينة شلغين ووسام الشغري، ليمنح المرأة رؤية عميقة وعملية لبناء ثقتها بالنفس، كركيزة أساسية لتمكينها في مجتمعها.

يعرض الكتاب بأسلوب سردي مشوق، وبخيوط متينة من الحقائق والنظريات والخبرات اليومية، رحلة المرأة نحو تحقيق ذاتها وتحطيم قيود التبعية الاجتماعية، من خلال فصول معنونة واقتباسات مميزة تدمج بين العلم والواقع لتكون دليلاً شاملاً لا يترك المرأة وحيدة في معركتها.

ثقافة البناء:
ولايغفل الكتاب عن الدور الهام الذي يلعبه المحيط الاجتماعي في صيانة الثقة التي تولد بالفطرة في المرأة، تولد معقدة ومتشابكة مع تأثيرات خاصة للأسرة، التي تمثل إما درعا يبني ثقة المرأة أو سلاحًا يهدمها، فالثقافة ليست هبة تُنال بل بناء متواصل.

ممارسات تعيق الثقة:
مخالب متزاحمة تمسك بالمرأة ضمن مظاهر متعددة تهدد ثقة المرأة مثل الختان، والزواج القسري، والحرمان من التعليم، والعنف النفسي والجسدي، إلى جانب قوانين وممارسات مجحفة تثقل كاهلها، فضلًا عن الصور النمطية التي تقيد دورها في المجتمع وتقلل من إنجازاتها،ووضعها ضمن إطار مقولب يسيء إليها من أقرب الناس الذين يعتبرون أن مهمتها الطبخ والإنجاب فقط وأنها تعمل على راحة الذكر مما يحولها أحيانا إلى ضحية لنقد دائم وتعنيف ممن حولها.

التحديات الرقمية:
وأوضح الكتاب التحديات الحقيقية التي تواجهها ملايين النساء في العالم الرقمي الذي يربط الجمال بالفلاتر والجسم المثالي فتصبح المرأة عدوة المرأة ما يجعلها تخوض صراعا مع صورتها الذاتية وتتحول أحيانا إلى خصم نفسها في معركة الظهور والمقارنة، ما يتطلب وقفة صادقة مع الذات لتجاوز هذه الصور الذهنية المؤطرة.

رحلة بناء الثقة:
يحث الكتاب النساء على العودة بصدق إلى ذواتهن ، و استكشاف نقاط القوة والضعف بشفافية، والبناء من الداخل عبر الوعي والدعم النفسي والثقة بقدراتهن، مع الإشارة إلى أن هذه الرحلة طويلة وتحتاج صبرا ومثابرة وجهدا متواصلا حتى تتحول الثقة إلى عادة وسلوك دائم.

نماذج ملهمة من نساء رائدات:
يستشهد الكتاب بأسماء لنساء ملهمة مثل بينازيــر بوتــو السياســّية الباكستانية التي تولت رئاسـة الـوزراء بلدهـا، وخاضت حربا نضالية من أجل المرأة رغم وجود أطراف مناهضة لها وكذلك النضالية والطبيبة والكاتبة نوال السعداوي، التي شكلت صوتًا قويًا لتحدي التقاليد وكسر التابوهات، وأيضًا الإعلامية ريا أبي راشد، التي تجاوزت الظروف الصعبة لتثبت أن الثقة الحقيقية تنبع من الوعي الذاتي والقدرة على التغيير، وليس من المظاهر الخارجية اللتين اعتبرتا أن العمل هوسلاح يحقق كينونة المرأة وإنسانيتها.

وفي الختام “صناعة الثقة لدى المرأة” هو أكثر من كتاب؛ إنه دعوة حية ومفتوحة لكل امرأة لتعزيز وعيها بذاتها، تحرير نفسها من قيود المجتمع الجائرة، وبناء ثقة حقيقية ينبع نهرها من الداخل، مما يمثل مفتاحًا أساسياً لتمكينها في كل جوانب الحياة.

اقتباسات مميزة تمنح ثقة:
“الثقة التي تبحث عنها ، إن لم تكن بذورها داخل المرأة فلن تحصل عليها أبدا”..
“الجمال لايرتبط بالشكل فقط ، فالمظاهر تتلف مع الزمن وتتلاشى وتتحول إلى هباء”..
“الأفكار والقناعات والمبادئ التي تتوج رأسك ، هي التي ترسم وتحدد مسارك”..
“اجعلي حسك وعقلك نورا تتلمسن الدرب من خلالهما ، وبذلك لن تعتمدي على أيدي الأخرين للنهوض، ولن تتوقف طموحاتك بانتقاد أو خيانة أو تنمر”..
“الثقة فقط، هي ستأخذ بك إلى حيث الأمان أنت من تصنعين عالمك ، وانت الوحيدة القادرة على الإفلات من قبضة مجتمع لايرحم”..

لمحة عن المؤلفتين لـ كتاب صناعة الثقة لدى امرأة صناعة امرأة غير قابلة للكسر الصادر عن دار إشراقات من القطع المتوسط /٢٤٤/ صفحة.

الأستاذة بثينة شلغين هي أمينة سر مجمع شهبا التربوي، وناشطة في المبادرات الإنسانية والتعليمية، حاصلة على شهادة في اللغة العربية من كلية الآداب، وتعمل محررة في منصة “جدل” حيث تقدم دورات مجانية في اللغة العربية لطلاب الشهادات.

أما الأستاذة وسام الشغري فهي صحفية ومحررة مخضرمة في منصة “جدل” وكذلك في الوكالة العربية السورية للأنباء وموقع “هوى الشام”، نشرت عدة قصص قصيرة في مواقع أدبية، و”صناعة الثقة لدى المرأة” هو كتابها الأول.