خاص هوى الشام من محمد خالد الخضر| يكشف المفكر الدكتور نبيل طعمة في كتابه فلسفة التكوين الفكري عن كثير من الأسرار الثقافية التي تبين أن العرب لازالوا في حالة إنهزام من الثقافة الحقيقية والمعرفة المنهجية فهم في بداياتهم يحتاجون للرعاية والتدريب والتأهيل.
كما يظهر طعمة في كتابه بحث العرب عن الوجود والحضور دون إمتلاك المكونات الحقيقية لتكوين شخصية بعيدة عن الباطل قادرة على التفريق بين الحلال والحرام في الابتعاء عن الظلام.
ويتساءل طعمة عن وجود المفكرين القادرين على صنع الحضارة والنضارة بدلا من الخسائر والكئابة ويسعى في طرحاته الى ضرورة امتلاك العرب قرارهم فيصير لوجودهم مغزى ومعنى فيرفضون الغرور والركوع ويمتلكون الحقيقة بدل الخيال.
ويفرق الدكتور طعمة في كتابه بين الوعي الشخصي والكوني من خلال فهم اللاوعي وتشكل الوعي وعلاقتهما بين الشخصية والكونية وامتلاك الطاقة المتنوعة التي يتجسد فيها الوعي الكوني الذي يجسد الوعي الروحي والعلمي والمادي وعدم تسييس الاديان والعلاقات الاخرى الانسانية والمادية فالوعي مسألة فلسفية دقيقة وخطيرة يتطور بالتبادل والبحث والعلم والمعرفة والانجاز والوصل الى المنظور الانساني والوعي الشامل لأن الوعي الشخصي هو وعي مقيد متحد باللاوعي منجب البشرية التي تقف على نقيض من الانسان اضافة الى تسييس الرؤى الدينية وتحويل السياسة الى إسفين يسعى الى الظلام والخبث وهذا ماتسعى اليه كثير من الدول التي يهمها عدم تطور العرب وعدم امتلاكهم العلمانية العلمية وحوار الاديان والمجتمعات بالوصول الى وعي يبعد عن الخلافات والقتال الظالم والخسائر التي تحول البشر الى شر يبتعد عن الخير فلابد من السعي الى تعليم يلغي الامية العلمية والفكرية والثقافية والسياسية كطريق الى الوصول الى مكافحة الفساد الذي لاتخلو منه امة او مجتمع لأنه أفيون الحكومات والنظم العالمية الذي يؤدي الى فساد منتشر مكون من كافة انواع الشر.
وبرأي طعمة أن الكتاب منجب للمعرفة والثقافة فلابد من الاهتمام به والسعي الى كتابة تؤدي الى صناعة الرؤى البنيوية للمحبة وعدم اعتناق الجهل وهذا يساهم فيه الكاتب الحقيقي ومدى مايمتلكه من تنوعات ثقافية واجتماعية تسعى الى عدم تسييس الاديان ونشر الجهل فالدين منتج روحي والسياسة منتج فكري فلابد من ادراك ذلك وعدم تعزيز الصراع بدلا من الاستقرار.
وعلى الكاتب ومجتمعه وفق طعمة إدراك أن الحياة مزيج من الحب والخشية والحزن والالم .. فالحراك الايجابي هو الذي يحقق افضلها ويبعد عن جدلية العلم والدني وانتشار الجهل والفقر والعبودية واعتبار البحث في الاشياء والدخول الى جوهرها وتحليل صورها يؤدي الى توسيع مدارك العقل.
والاهتراء الفكري الذي يتفشى في المجتمعات أدى كما يرى طعمة الى الانقسامات وعدم ايمانها ببعضها ووجود القتل والقنص وغير ذلك فلابد من احترام القانون الذي يبعد الانسان عن الحروب والاستفادة من الاشياء التي توفر الدماء وتبعد عن الدماء ووصول الانسان الى القدرة على المطالبة بحقوقه بشكل إيجابي.
ويؤكد طعمة ان المركب جاهز ينتظر ثابتة سالمه ليتحرك بصمود وقوة ويصل الى والايمان بالحرية والاستقلال والتطلع النوعي الى الاعلى والامام بحكم مستجدات القادم من فلسفة الحركة او السكون .
وفي كتاب فلسفة التكوين الفكري إشارت كثيرة الى ضرورة رعاية الابطال الايجابيين الذين يصلون الى القمم ويفرقون بين الخير والشر ويعرفون من يوجههم في الجهل والترف ويبتعدون عن التخريب والقتل وخيانة الاوطان التي كثرت وهذه أمور تساهم فيها التربية والفكر والابتعاد عن الدكتاتورية والشر فلابد من الوصول الى السلام الاجتماعي والانتصار على النزوات والاديولوجيا الانقسامية والتكفير وبهذا يكبر الحب ويكبر الانسان ويسلم الوطن ليبقى قويا مواجها ضد الظلم.
للمؤلف مواجهات شديدة لكل أنواع الفساد وخاصة الثقافي فكتب وأنتج العديد من الأعمال الفنية مثل: غزلان في غابة الذئاب في زمن كان الادعياء يلجؤن الى كل انواع النفاق ولا يجرؤن على قول كلمة واحدة في الحق.. وغير ذلك من أعمال متنوعة اضافة الى المؤلفات التي نشرها في الفلسفة والادب وكانت من تأليفه.
قراءة في كتاب التعاليم خلاصة أفكار جمال الدين الأفغاني للباحث نبيل طعمة


