هوى الشام من  فيحاء عاصي| يحتفل العالم اليوم بعيد العظماء عيد الكادحين في الأول من  أيار، بـ يوم العمال “عيد العمال” العالمي، ويعتبر عيدا سنويا، يعطل فيه جميع العمال في كل المجالات والميادين.

وتم اختيار الأول من أيار، يوما عالمياً للعمال، تخليدا لذكرى من سقط من العمال، والقيادات العمالية، التي دعت إلى تحديد ساعات العمل بثماني ساعات يوميا، وتحسين ظروف العمل.
عيد العمال العالمي: هو مناسبة سنوية يعود تاريخها للقرن التاسع عشر وتقام تكريما للعمال الذين يكافحون طيلة ايام السنة

تاريخ مناسبة يوم العمال العالمي

يعود اصل هذا العيد إلى إضراب العمال في بعض دول العالم لتخفيض ساعات العمل من ست عشرة ساعة إلى ثماني ساعات يوميا تحت شعار (حركة الثماني ساعات)
البداية كانت من أستراليا، التي تعد الدولة الأولى التي بدأت بالاحتفال بهذه المناسبة في 21 أبريل/نيسان من العام 1856، ومن ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد نحو 30 عاما وباقي دول العالم، ليصبح عيدا رسميا  عام 1856 بعد أن نجح عمال البناء في ملبورن وسيدني ( عرفوا حينها بحركة الثماني ساعات) بتحقيق مطالبهم بتخفيض ساعات العمل لثمانية ساعات يوميا.
وكان هذا النجاح في ما بعد حافزا أمام ملايين العمال الذين اتخذوا من “عمال استراليا” قدوة ومثالا يحتذى به وقرروا التمرد والثورة لتحسين أوضاعهم من رفع الأجور إلى تقليل ساعات العمل وخاصة في الولايات المتحدة.

لمحة عن تطور حركة الثماني ساعات 

في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأميركية عام 1886، حيث تطورت الولايات المتحدة، ودول أوروبية عديدة في ذلك الوقت من الرأسمالية إلى الامبريالية، واستمرّ الرأسماليون في زيادة وقت العمل وقوّته لتحفيز تطوّر الاقتصاد بسرعة شديدة، واستغلّوا العمال بصورة قاسية، فكان العمال يعملون من 14 الى 16 ساعة كل يوم، وينالون أجورا قليلة.
أثار هذا الاضطهاد الشديد غضب العمال، وأدركوا أن اتحادهم وكفاحهم ضد الرأسماليين من خلال الاضرابات، هو الطريقة الوحيدة لنيل ظروف معيشية معقولة، وطرحوا شعار الاضراب، وهو “نظام العمل لثماني ساعات”.
وفي عام 1877، بدأ أول اضراب على المستوى الوطني في تاريخ أميركا، ونظّم العمال مظاهرة كبيرة، واندفعوا إلى الشوارع، وطالبوا الحكومة بتحسين ظروف العمل، والعيش، وتقصير دوام العمل إلى ثماني ساعات يوميا، وازداد عدد المتظاهرين، والمضربين بسرعة في بضعة أيام، ما جعل الحكومة الأميركية تحت هذه الضغوط الكبيرة إلى وضع قانون لتحديد دوام العمل اليومي بالساعات المطروحة، غير أن الرأسماليين لم يلتزموا بهذا القانون أبدا، بل واصلوا استغلالهم للعمال، واستمر العمال بالعمل بلا انقطاع.
وفي تشرين أول/ أكتوبر عام 1884 اجتمعت ثماني نقابات كندية وأميركية في شيكاغو الأميركية، وقررت الدخول في إضراب شامل في الأول من أيار/ مايو عام 1886، لأجل اجبار الرأسماليين على تطبيق قانون العمل لثماني ساعات.
وفعلا توقف في الأول من أيار 350 ألف عامل في أكثر من 20 ألف مصنع أميركي عن العمل، وخرجوا إلى الشوارع في مظاهرة ضخمة، وشلت هذه المصانع الكبيرة، وحاولت الحكومة قمع المظاهرة بالقوة، ما أشعل نيران كفاح العمال في أنحاء العالم، ودخل العمال في أوروبا، والقارات الأخرى في اضرابات واحدا تلو الآخر، وبعد شهر اضطرت الحكومة الأميركية إلى تنفيذ قانون العمل لثماني ساعات بفعالية.
وفي تموز/ يوليو عام 1889، افتتح مؤتمر النواب الاشتراكيين الدولي في باريس الفرنسية، وقرّر المؤتمر تحديد الأول من أيار/ مايو كل سنة عيدا مشتركا لجميع البروليتاريين في العالم، وفي هذا اليوم من عام 1890 بادر العمال في أميركا وأوروبا بتسيير مظاهرات كبيرة للاحتفال بنجاح كفاح العمال، وهكذا ولد “عيد العمال العالمي”.
مناسبة مهمة للنقابات 
يمثل هذا اليوم لحظة مهمة بالنسبة للنقابات التي تحرص على الاستفادة منها للمطالبة بتحسين ظروف العمل والمطالبة بزيادة رواتبهم .
SHARE