خاص هوى الشام | تستعد مدينة المعارض في ريف دمشق لاستضافة فعاليات معرض دمشق الدولي بدورته الـ 62 المقرر انطلاقها يوم 27 أغسطس الحالي بمشاركة 800 شركة.
وتتميز هذه الدورة بأنها أول دورة للمعرض تُقام في سوريا بعد التحرير، حيث تشهد مدينة المعارض في دمشق استعدادات مكثفة لاستقبال الانطلاق المرتقب للفعاليات المقرر يوم الأربعاء 27 آب الجاري.
ويشارك في الحدث أكثر من 20 دولة تمثل طيفاً واسعاً من الدول، كما يضم المعرض أكثر من 800 شركة محلية وعربية، بالإضافة إلى 225 شركة أجنبية، وتستوعب مساحة المعرض هذا التعدد الهائل عبر 95 ألف م٢، ما يعكس طموحات سوريا في إعادة نشاطها الاقتصادي والثقافي إلى الدور المحوري الإقليمي.
ويُعتبر معرض دمشق الدولي منذ تأسيسه عام 1954 واجهة حضارية واقتصادية لسوريا، وفرصة لاستقبال فرص التعاون والتبادل التجاري والثقافي مع العديد من الدول.
معرض دمشق الدولي هو أحد أقدم المعارض التجارية في المنطقة، ويعكس حضارة وتاريخ سورية الثقافية والاقتصادية. يُعقد هذا المعرض سنويًا في العاصمة السورية – دمشق، ويعتبر منصة متكاملة لعرض المنتجات والخدمات من مختلف أنحاء العالم. يجمع المعرض بين الشركات المحلية والدولية، حيث يتيح لكل مشارك عرض إنجازاته والتفاعل مع الزوار والمستثمرين.
تشعر بحيوية المعرض بمجرد دخولك إلى أرضه، حيث تتنوع الأجنحة بين الصناعية والتجارية والثقافية. وهذه الأجواء تعيد إليك الذكريات الجميلة من زيارات سابقة، فتشم رائحة التوابل السورية الأصيلة، وتستمتع بمشاهدة الحرفيين وهم يعملون في مهاراتهم التقليدية. إن تجربة معرض دمشق الدولي هي حقًا مزيج من الثقافة والتجارة، حيث يتعايش الحديث والقديم جنبًا إلى جنب.
تأسس معرض دمشق الدولي في عام 1954، ومنذ ذلك الحين، أصبح حدثًا سنويًا ينتظره الكثيرون بلهفة. كان الهدف الأساسي من إنشائه هو تعزيز العلاقات الاقتصادية بين سورية والدول الأخرى، بالإضافة إلى تنشيط الحركة التجارية والاقتصادية داخل البلاد.
من خلال التاريخ الطويل للمعرض، وُضعت له مجموعة من الأهداف التي لا تزال قائمة حتى اليوم:
مع مرور السنوات، مر المعرض بتجارب صعبة، خاصة في العقود الأخيرة، عندما تأثرت سورية بالأحداث السياسية والاقتصادية. رغم تلك التحديات، كان للمعرض دائماً القدرة على التجدد والتكيف. لم يكن مجرد معرض تقني بل أصبح أيضًا منصة للسلام والتواصل، حيث يلتقي فيها الناس من مختلف الثقافات والأديان.
وعند الحديث عن أهداف المعرض، يمكنني أن أذكر إحدى الزيارات التي قمت بها قبل عدة أعوام. تعلقت بتجربة تذوق الأكلات الشعبية والمشاركة في ورش العمل النسائية، حيث كان هناك نساء يطرحن أفكاراً مبتكرة لتفعيل الأعمال الصغيرة. كانت تلك اللحظة تجسيدًا حقيقيًا لمغزى المعرض، حيث يتم تقديم الثقافة والفنون كجزء لا يتجزأ من عالم التجارة.
في الختام، يمكننا أن نقول إن معرض دمشق الدولي ليس مجرد حدث تجاري، بل هو رمز لتاريخ سورية وقوة الروابط الإنسانية. إنها تجربة يكتنفها الأمل والابتكار، تحتضن فيها الأرض السورية كل هذه الأنشطة.
كما ذكرنا سابقًا، تم تأسيس معرض دمشق الدولي في عام 1954، ولكن جذور هذا المعرض تمتد إلى فترة ما قبل ذلك بكثير. فقد كانت سورية قد شهدت انفتاحًا اقتصاديًا وازدهارًا استثماريًا بعد الحرب العالمية الثانية، مما جعلها مرغوبة كمركز تجاري في المنطقة. وفي ذلك الوقت، كان هناك شعور عام بضرورة تعزيز التبادل التجاري والثقافي بين الدول العربية والدول الأخرى.
بالفعل، كانت الفكرة من إقامة المعرض تنطوي على أبعاد متنوعة، بدءًا من تشجيع الاستثمارات الأجنبية، إلى تعزيز المنتجات المحلية وتمكين الصناعيين والمزارعين من استعراض مهاراتهم ومبتكراتهم. ومن الجدير بالذكر أن المبنى الذي يحتضن المعرض يمتاز بتصميمه المعماري الفريد، والذي يجمع بين الفنون الإسلامية الكلاسيكية ولمسات الحداثة، ما يجعله نقطة جذب في حد ذاته.
يرتبط تأسيس المعرض أيضًا بتسليط الضوء على موقع دمشق الاستراتيجي، مما أصبح أساسًا لعراقة المعرض وتميزه على مستوى منطقة الشرق الأوسط. لذا، كان الهدف الأسمى من إقامة المعرض هو جعل دمشق وجهة رئيسية لتبادل الثقافات والاقتصاد.
لا يمكننا تجاهل دور الحكومة السورية في تأسيس معرض دمشق الدولي وتنظيمه. فقد كانت الحكومة حريصة على توفير جميع الإمكانيات اللازمة لإنجاح هذا الحدث. فإلى جانب توفير البنية التحتية، قامت الحكومة أيضًا بإنشاء إطار قانوني وتنظيمي يساعد على تسيير المعرض بسلاسة وفعالية.
من أبرز الأدوار التي قامت بها في هذا الصدد:
تعتبر زيارات بعض الوفود الدولية من التجارب التي ستظل في الذاكرة. أتذكر زيارة وفد تجاري من دولة آسيوية، حيث تم ترتيب لقاءات خاصة لهم مع رجال أعمال سوريين. كان التفاعل بينهم مُلهِمًا، وعكس إمكانية التعاون في مجالات عدة مثل التكنولوجيا الزراعية والصناعات الحرفية.
ولا شك أن هذه الجهود الحكومية أسهمت في أن يصبح معرض دمشق الدولي وجهة معترف بها بحق على الخريطة العالمية. ولعل ذلك يعود إلى الإرادة القوية للتطوير والتحول، والتي أظهرتها الحكومة السورية منذ اللحظات الأولى لتأسيس المعرض. كانت الأجواء مليئة بالآمال وطموحات جديدة، وهو ما ساعد المعرض في الدخول إلى مراحل جديدة من النمو والتوسع.
باختصار، يعتبر تأسيس معرض دمشق الدولي نتيجة لمزيج من الرغبة التجارية الحكومية والرؤية الاستراتيجية لتطوير سورية كمركز تجاري وثقافي. وفيما تتعاقب السنوات، يعرف المعرض اليوم تطورًا متواصلًا يدل على قوة الإرادة والتصميم.
على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه معرض دمشق الدولي منذ انطلاقته، فإن رحلة تطوره لم تكن خالية من العقبات والتحديات. فمع تغير الظروف السياسية والاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، تأثر المعرض بشكل كبير، مما ألقى بظلاله على فعالياته.
من أبرز العقبات التي واجهها المعرض:
بفضل جهود الشركاء والداعمين المحليين، استمر المعرض في التكيف مع الظروف الصعبة. ربما كانت تلك الأوقات قد شكلت تحديات، ولكنها أيضًا أظهرت مرونة المعرض وقدرته على الصمود في وجه العواصف.
على الرغم من العقبات، لا يمكن إنكار أن هناك العديد من العوامل التي ساهمت في ازدهار معرض دمشق الدولي واستمراره على مر الزمن. ففي كل دورة، كانت هناك خصائص فريدة وابتكارات ساهمت في تعزيز نجاح المعرض:
أتذكر في إحدى دورات المعرض، حيث كانت هناك مساحة مخصصة للفنانين المحليين، وقد استمتعت بمشاهدة كيف ابتدعت اليد السورية مجسمات فنية تنطق بالجمال. كان الحضور يشيد بمواهبهم، وهو ما أعطى دفعة أكبر للمعرض ليصبح منصة لمرافقة الثقافة والفن إلى عالم الأعمال.
باختصار، على الرغم من التحديات والعقبات، استمر معرض دمشق الدولي في النمو والتطور بفضل إرادة المشاركين والجهود المستمرة من الحكومة السورية. وبهذا، يصبح المعرض رمزًا للأمل والقدرة على التغيير، ويعكس تنوع وغنى ثقافة سورية. وأعتقد بشدة أن مستقبل المعرض يحمل في طياته بشائر جديدة، ستضعه في مكانة تليق بتاريخه العريق.
يعتبر معرض دمشق الدولي أحد المحاور الأساسية التي تسهم في تعزيز القطاع السياحي في سورية. فعندما تُعقد فعاليات المعرض، يتجدد الأمل في قلوب السوريين، حيث يأتي الزوار من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف الثقافة السورية الغنية والمكانة التاريخية للبلد.
في كل دورة، يشهد المعرض تدفقًا كبيرًا للزوار، ليس فقط من رجال الأعمال والمستثمرين، بل أيضًا من السياح الذين يرغبون في استكشاف المعمار والثقافة المحلية. هذه بعض الأبعاد التي تعكس أثر المعرض على السياحة:
من هنا، يُعتبر المعرض ليس مجرد حدث تجاري، بل هو جسر يعبر بين ثقافات الشعوب ويعزز روح الضيافة السورية.
إن معرض دمشق الدولي له تأثير عميق ونهضوي على الثقافة السورية وأوجه التبادل الثقافي بين الشعوب. إذ يجمع المعرض تحت سقفه مجموعة من الفعاليات التي تعكس التنوع الثقافي وتفتح الأبواب لتبادل الأفكار والرؤى.
إليك بعض التأثيرات الرئيسية للمعرض على الثقافة والتبادل الثقافي:
باختصار، يمكن القول إن معرض دمشق الدولي لعب دورًا حيويًا في تحفيز السياحة وتعزيز الانفتاح الثقافي. فهو طريقة لبناء الجسور بين الشعوب وتفعيل الروابط الإنسانية. أؤمن أن الفاعلية الثقافية للمعرض ليست مجرد حدث موسمي بل هي تجربة تعكس غنى التراث الراسخ في قلوب السوريين. من خلال أجيال متعاقبة، ستستمر هذه الروابط في تشكيل مستقبل الثقافة في سورية والوطن العربي.
بالرغم من التحديات التي يواجهها معرض دمشق الدولي، إلا أن هناك رؤية مستقبلية متفائلة وخططًا استراتيجية تهدف إلى تعزيز مكانة المعرض سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي. إليك بعض الخطط والرؤى المستقبلية:
لقد أظهرت تجربتي الشخصية خلال زيارة المعرض أن القدرة على التكيف والتحول تعتبر أساسية لاستمرارية هذه الفاعلية. أذكر غرفتي في إحدى الدورات المليئة بالابتكارات المسجلة من فئة الشباب، حيث كانت تلك المشاريع تفتح نافذة للأمل في التطور.
بهذا نجد أن هناك آفاقًا واعدة لمعرض دمشق الدولي، مدعومة بإرادة قوية وجهود مستمرة. أؤمن أن الأمل لا يزال قائمًا، وأن المعرض سيستمر كمنصة هامة لتعزيز التجارة والثقافة، بينما يحقق أهدافًا جديدة تخدم الشعب السوري والمجتمع العربي.
هوى الشام| أعلنت شركة T.Group عن توقيع عقد اتفاق رسمي لإقامة أحدث فندق في قلب…
هوى الشام| أعرب عدد من ممثلي الشركات السعودية المشاركين في البعثة التجارية إلى سوريا، التي…
هوى الشام| أعلن مدير الإدارة القنصلية في وزارة الخارجية، محمد يعقوب العمر، أن الوزارة بدأت تصديق…
هوى الشام| أعلنت بريطانيا عن وضع قواعد تنظّم عمل الشركات والبنوك المهتمة بالاستثمار في سوريا، وذلك…
هوى الشام| انطلقت في معهد دار التراث العلمي العربي بجامعة حلب، يوم الثلاثاء 2 كانون…
هوى الشام| بحث وزير الزراعة أمجد بدر، اليوم، مع وفد من الوكالة الفرنسية للخبرة التقنية الدولية…
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.