هوى الشام من مرام قباقلي| بعد أن دقت طبول الحرب الميدان وبدأ الكيان قصف قطاع غزة بشراشة لم نعهدها من قبل هل هناك هجوم بري على القطاع؟

تساؤل بات يتصدر المشهد وسط تردد في تنفيذ هذا القرار الذي صدقه الاحتلال سياسيا ولم يفعله ميدانيا.

الكيان الإسرائيلي لوح بالهجوم البري منذ بداية معركة طوفان الأقصى؛ وذلك لهزيمة حركة حماس والقضاء عليها نهائيا وليسترد كرامته التي سحقت وهيبته التي كسرت أمام العالم؛ حيث يحتل جيش الاحتلال المرتبة الثامنة عشرة عالميا من حيث القوة العسكرية والخبراء والمدفعية ومن حيث الأسطول البحري والبري الضخم والمدفعية والخبراء وحاملات الطائرات.

وبالرغم من كل هذه الميزات لم تستطع حكومة نتنياهو تنفيذ قرار الهجوم البري حتى هذه اللحظة وهذا يعود إلى عدة أسباب أولها طلب الولايات المتحدة الأمريكية التروي لأن جيش الاحتلال غير جاهز لحرب برية بعد عنصر المفاجأة الذي أربكها فهي لم تكن مستعدة لهذه الحرب؛ والسبب الثاني هو التكلفة البشرية الكبيرة فمن المعروف أن جيش الاحتياط الذي يبلغ عدده 400 ألف جندي إسرائيلي هو نفسه من القوى العاملة المحركة للاقتصاد البشري ما يؤدي أيضا لتكلفة مادية كبيرة؛ حيث يفقد الاحتلال يوميا من جراء قصف قطاع غزة ما يقارب مليار دولار وما نتج عن هذه الحرب حتى اللحظة هو انهيار الشيكل في سابقة لم تحصل منذ عشر سنوات.

حرصت قوات الاحتلال من خلال حصارها الطويل على قطاع غزة أن تجرد المقاومة من السلاح وأن تحصرها لكن قدرة المقاومة فاقت العقل الإسرائيلي ولم يخطر ببال الكيان أي سيناريو ممكن عن قدرة المقاومة الفلسطينية على تحصين نفسها وتطوير قدراتها العسكرية فإن دخل الاحتلال بريا لن يصمد لوقت طويل لأنه تعود على الحروب القصيرة؛ حيث وصل عدد مقاتلي المقاومة الفلسطينية إلى 35 ألف مقاتل؛ هم مدربون بإتقان محصنون بالأسلحة النوعية في الأنفاق التي يبلغ عمقها 13 مترا تحت الأرض لديهم خبرة قتالية عالية؛ يطمحون إلى اختراق العمق الاسرائيلي ما بعد غلاف غزة ؛ وحكومة نتنياهو ستعاني من تبعات الهجوم البري وخصوصا أنها تعاني أزمات عدة منها عدم ثقة الإسرائيليين بالحكومة وتحميلها فشل معركة طوفان الأقصى؛ إضافة إلى ملف الرهائن الذي يعتبر ورقة ضغط من قبل المقاومة على الكيان حيث قامت عائلات الأسرى بمظاهرات ضد الحكومة.

حتى اللحظة لا أنباء عن بدء الهجوم البري فما فعله الكيان حتى الآن هي عدوان استنزف مليوني فلسطيني داخل القطاع من حصار وقصف للمدنيين والمستشفيات والكنائس والمساجد والمدارس والأطفال بوحشية وتعطش للدماء مع صمت دولي وعربي مريب.
و لا تزال المعركة في بدايتها، ومن المحتمل وسط التردد في اتخاذ قرار الهجوم البري أن تأخذ المعركة أشكالاً متعددة لايمكن التنبؤ بها لكن مهما حصل سيبقى كيان الاحتلال يعاني من الآثار التي لحقت به جراء ما قامت به المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول.

SHARE