هوى الشام
ارتبك المشهد الدولي بعد حادثة سقوط الطائرة الروسية أيل20 خلال تصدي الدفاعات الجوية السورية لعدوان اسرائيلي على محافظة اللاذقية قبل أيام، والسلطات الإسرائيلية حاولت التنصل من مسؤوليتها عن حادثة إسقاط الطائرة عبر تقديم بيانات ومعلومات غير صحيحة اعتقدت أنها قادرة على تمريرها على القيادة العسكرية الروسية.‏
ليس هذا فحسب بل اتصلت حكومة نتنياهو بموسكو وأرسلت على وجه السرعة رئيس أركان حربها تسبقه التصريحات المضللة وعندما وصل، عاد كما ذهب، لم يستطع أن يسوّق كذبته، بل زاد الأمر سوءاً سيما وأن المعطيات واضحة لدى القيادة العسكرية في موسكو.. ولم تتأخر القيادة الروسية في توضيح الأمر للعالم، وكان التوضيح بمثابة تحضيرٍ للرد الذي تمنت تل أبيب ألا تراه مطلقاً.‏
قالها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.. أنه وبأوامر من الرئيس فلاديمير بوتين ستقوم روسيا بتسليم سورية منظومة الدفاع الجوي اس 300 في غضون أسبوعين وأمل أن «تبرّد هذه الخطوة الرؤوس الحامية وتدفعها إلى الامتناع عن خطوات متهورة».. لم يسمّ شويغو الرؤوس الحامية لكن العالم أجمع يعلم أنه قصد المسؤولين في واشنطن وتل أبيب وربما في عواصم أخرى.. نعم الرؤوس الحامية التي بدأت تفقد توازنها مع فقدانها أدواتها الإرهابية في سورية.‏

فالكل شاهد على المرحلة التي سبقت العدوان الإسرائيلي على اللاذقية وكيف حضرت له الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا الجو المشحون وسوغت له من خلال تهديدات متهورة لا لسبب سوى انهيار الإرهاب والتوصل لاتفاق إدلب في سوتشي.‏

اليوم يبدو الصراع على أشده بين رؤوس الأس 300 والرؤوس الحامية في البيت الأبيض وتل أبيب بالرغم من أن تلك الرؤوس على ما يبدو وضعت في الثلاجة ليس طوعاً بل كرهاً ..فالخطأ بكارثة، والمغامرة سترتد وبالاً، ولم يعد بالإمكان التبجح وصواريخ اس 300 ومنظومات التشويش الإلكترونية بدأت عملها على مساحة سورية وفي جوارها عبر البحر المتوسط.‏

لاشك سنسمع من يوم لآخر أن تل أبيب سوف تستهدف منظومة الصواريخ ولن تتوقف عن عدوانها لكن كل هذا الحديث ليس سوى الطريق إلى الثلاجة التي ستحتاجها كثيراً قيادة العدو في تل أبيب وفي واشنطن، فموسكو تأمل ألا تضطر للرد وحسب مقتضيات الوضع الراهن كما قال شويغو. وسورية أفشلت وتصدت لعدوان ثلاثي بدون منظومة اس 300 فكيف سيكون الرد معها وبها؟ تركيا تراقب بصمت فلم تتح لها فرصة لمجرد التعليق..‏

الرؤوس الحامية بدأت تبرد بلا شك وستبرد طويلاً ..فلا يفل الحديد الا الحديد..‏

صحيفة الثورة