هوى الشام
طلع فجر الخميس على السوريين على ذكرى سلخ لواء اسكندرون السليب، منذ مايقارب الثمانية عقود من الزمن، وترك الجرح السوري ينزف، من جراء ذلك كما تعرضت الخريطة السورية الى الوان مختلفة تدل على الاحتلالات المتعددة، لعل آخرها ما حصل على ايدي جماعات متطرفة ارهابية.

ذكرى اللواء احياها الشارع السوري على وقع الاخبار العاجلة القادمة من المؤتمر الدولي أستانا 11 ،الذي عقد على نية التوصل إلى تسوية سياسية حول ملفات مازالت معلقة، من عودة المهجرين واطلاق سراح المعتقلين، وتشكيل اللجنة الدستورية، وتحقيق وقف لاطلاق النار في ادلب، لكن النية تحولت الى شعور بالاحباط لدى المبعوث الأممي الى سورية استافان دي ميستورا، ورفض محاولات خلق وقائع جديدة على الأرض بحجة مكافحة الإرهاب كما جاء في البيان الختامي للمؤتمر.

الأزمة في سورية والتي جمعت الاطراف السورية 11 مرة في استانا و8 اجتماعات في جنيف بحضور الدول الضامنة لمحاولة ايجاد تسوية سياسية، الا ان النوايا كما فسره رئيس الوفد الروسي الى المحادثات لافرنتييف ما زالت تفكر بالمحاولات الانفصالية الهادفة الى تقويض سيادة سورية، ووحدة اراضيها وفي جعبة الطرف الاخر المعارض يرى أنه لم يتم إحراز أيّ تقدم في قضيتين محددتين، هما مصير السجناء ولجنة صياغة الدستور.

ومع اسدال الستارة على محادثات استانا 11 على امل اعادة اللقاء في جولة جديدة خلال شهر شباط القادم ، تطفىء المراصد الإسرائيلية في الجولان السوري المحتل أنوارها على وقع تبادل اطلاق صواريخ سمع دويها شرق بلدة حضر في سفوح جبل الشيخ، وفي منطقة الكسوة جنوب دمشق، وهذا العدوان المجهول كان متوقعا، مع فشل اجتماعات استانا، والذي يتكرر العدوان على سورية مع كل فشل جولة محادثات.

وكون الأزمة في سورية أفرزت فساد أرهق كاهل المواطن السوري، وتحول القانون الى استثناء وصفقات فساد فاحت ريحتها ، طرح الرئيس السوري بشار الاسد رؤيته أمام الحكومة للمرحلة المقبلة، وخاصة في مجال مكافحة الفساد، من خلال ترك ملاحقة الشخص الفاسد الى ضرب البيئة الفاسدة من جذورها، والعمل على خدمة المواطن من قبل المسؤول، وليس العكس.

الشارع السوري الذي اعتاد على اعتى الازمات واقسى مشاهد القتل والاجرام والتفجيرات، يتابع اليوم الاحداث في بلده، من المقهى والملهى والشارع والعرس الوطني ومهرجان التسوق ومنتدى المال وصفقات البيع والشراء، من الشمال الى الجنوب، ومن الغرب الى الشرق بابتسامة تعلل قلبه ودمعة يجدد الامل بها.

تحقيقات