هوى الشام
يُسمى العمود الفقري للمعامل العمال, ويُسمى عمود الإعلام الإعلاميين، كما أن عمود الصحف هو الصحفيون، كذلك الحال مع عمال الإطفاء، والتمريض والمرضى، والجامعات للطلاب..الخ.

المطلوب من تلك الأعمدة التي تقوم عليها هذه المؤسسات والشركات القيام بكل الأعمال سواء كانت تصنف ضمن الأعمال الشاقة كحال عمال الغزل والنسيج والمطابع والمحاربين على الجبهات، أو مجهدة ولها مخاطرها كحال العاملين في مجال التدريس أو المشافي ..الخ، ومطلوب منهم أيضاً القناعة والرضا بالقليل!

العرف السائد أن الميزات الأقل هي لمن تقوم على عاتقهم تلك الأعمال، إذ يتقاسم الإداريون ومن يصنفون ضمن فئة الطاقم الإداري الكثير من الميزات التي يخصص أقلها لأصحابها، وتعطى بطريقة التقتير أو تنقطع نهائياً عمن أقرت لأجلهم، فالعمال الذين «تتيبس» أقدامهم «وتطرش» آذانهم بهدير آلات الإنتاج، تخصص لهم القروش عند تقاسم وتوزيع المخصصات النهائية الناتجة عن عملهم وجهدهم.

هذا الخلل لا يقتصر على موضوع العوائد والمخصصات المالية فقط، بل على النسق ذاته يمكن أن يحيد أصحاب الأماكن الحقيقيون ليحل مكانهم دخلاء يستولون على أماكن يجب أن تكون لآخرين، بعدما سبق لهم أن حصلوا على مخصصاتهم النقدية.

الصور المشوهة للعلاقة بين كل الأطراف الموجودة في أغلب القطاعات، تظهر واضحة في طريقة التعامل الشائعة مع مرضى المشافي العامة، حيث تشيد المشافي لعلاجهم، ويعين الكادر الطبي والتمريضي لمتابعة أمورهم، لكن ما يحصل غير ذلك، إذ يتعامل بعض أفراد الكادر الطبي أو التمريضي بالكثير من الاستياء والتأفف عند القيام بأعمالهم المطلوبة منهم، وكأن هذه المنشأة الطبية أو تلك مصممة لتوظيف وتدريب العاملين في هذا القطاع فقط، وينسون أن الوظيفة التي حصل عليها أفراد هذا الكادر هي بسبب وجود مرضى يحتاجون الرعاية والمتابعة.

ليس واقع المؤسسات الإعلامية بمنأى عن هذا الخلل البنيوي، فيمكن أن يحصل على المخصصات المالية لمنتجاتهم وبرامجهم الإعلامية من ليس له أي علاقة بالعمل الإعلامي، والأهم من هذا وذاك أن أسطول النقل المخصص لوسائل الإعلام المختلفة يخدم الموظفين الإداريين أكثر من الإعلاميين أنفسهم الذين يأخذون على عاتقهم الشخصي التحرك والتنقل، خاصة بعد اتباع سياسة التوفير الحكومية.

صحيفة تشرين
SHARE