هوى الشام
منافسات قوية ومثيرة كانت العنوان الأبرز لمباريات الأسبوع الثاني من ذهاب الدوري الممتاز الذي حفل بتناقضات مشروعة، فتبدلت أحوال الفرق بعض الشيء عن الأسبوع الماضي، ففرق فقدت بريقها وأخرى عالجت جراحها، فتشرين انتفض على حساب الوحدة الذي فقد لذة الفوز على الجيش وحطين خسر بالتعادل أمام فريق يحلم بأكبر من إمكانياته والاتحاد سقط أمام الساحل الذي محا صورة الهزيمة الأولى والزعيم انتعش على حساب الكرامة والوثبة فاز ولم يقنع وجبلة استمر بالانحدار وديربي حماة لا غالب ولا مغلوب والفتوة وقف عاجزاً أمام ضيفه الجزيرة فلم يمتع عشاقه بالتعادل.
زحمة الصدارة كبيرة ومازالت بقبضة الشرطة بفارق التسجيل عن تشرين، والفوارق مازالت بسيطة بين الفرق ويمكن تداركها في الأسابيع القادمة.
خسارة مزدوجة
في دمشق الفيحاء وقف فريق حطين عاجزاً أمام الشرطة الذي لعب بثقة وثبات وكان المبادر بالتسجيل، وأتيحت لحطين الذي يضم كامل صفوفه نجوم المنتخب الوطني في الموسمين الماضيين ركلة جزاء وصفها بعض المراقبين بالمضحكة، لكن عبد الرزاق الحسين أطاح بها بالعالي، الشرطة يمضي بثبات ورهان مدربه الملاح في محله، والتعادل بمصلحة الشرطة وخصوصاً أنه أوقف طموح فريق المليار، وهو خسارة للحوت الذي يطمح بالبطولة، لكن طريقه على ما يبدو لكن يكون مفروشاً بالورود.. الشرطة أثبت أنه فعال بالكرات الثابتة وأسلوبه يمنح كل لاعبي الفريق فرصة التسجيل، ومارديك مردكيان أثبت أنه بيضة القبان بحطين.
فيضان أصفر
قدم فريق تشرين مباراة ممتعة ومثيرة هجومية بكل تفاصيلها قطع فيها الماء والهواء عن ضيفه الذي حاول أن يكون شريكاً في المباراة لكنه أخفق في ذلك، ولعل الضيف فوجئ بالمستوى الذي لعب به مستضيفه فكانت الطريقة التي لعب بها رأفت وبالاً على الفريق وخصوصاً أنه لعب بأسلوب مفتوح أمام فريق مدجج بثلاثة مهاجمين من أفضل مهاجمي القطر.
بالمحصلة العامة استحق تشرين الفوز عن جدارة وقدم نفسه بأفضل صورة جميلة ومسح عار التعادل مع النواعير، والخسارة درس بليغ للوحدة ليراجع الكثير من أخطائه وخصوصاً عدم الانسجام في الخط الخلفي ودور خط الوسط في المهام الدفاعية، المباراة قدمت لنا الكثير من المواهب الشابة بالفريقين نتمنى الحفاظ عليها وصقلها وألا يتسرب إلى نفسها داء الغرور القاتل.
عودة الثقة
الزعيم استعاد ثقته ورسم الفرحة على وجوه أبنائه وحقق فوزاً مبيناً على الكرامة في ظهوره الأول بالدوري، أداء الجيش تحسن قليلاً وتشارك مع الكرامة بالسيطرة على المباراة، لكن الضيف فقد اللمسة الأخيرة وصاحب الأرض تعامل مع المباراة بخبرة وقوة فكان الفوز من نصيبه.
الكرامة لم يظهر كما يشتهي عشاقه، ولعل عذره أنه دخل الدوري من أصعب أبوابه ولا بد من التريث قليلاً قبل أن نحكم على أدائه ومستواه.
ورد السلامة علامة فارقة بفريق الجيش، لكن غياب الواكد كان مؤثراً في العمليات الهجومية وخطورتها.
السقوط مستمر
البعض لا يعتبر فوز الساحل على الاتحاد مفاجأة لعدة أسباب، منها أن الساحل في الموسم الماضي فاز على الاتحاد بحلب وتعادل بطرطوس، ومنها أن الاتحاد مازال يعيش مرحلة الاضطراب الفني وربما الانتخابات القادمة ستساهم (بكركبة) أوضاع الفريق الفنية بحثاً عن مكاسب شخصية، الاتحاد يستمر بالانحدار وقد يفقد الكثير من حظوظه بالبطولة إن طال الانتظار وبقي على هذا الحال، وبغض النظر عن كل ذلك فإن من حق أنصار الساحل أن يفرحوا بفوز كبير جاء على فريق عريق مدجج بالأسماء الكبيرة في عالم كرة القدم المحلية ويقوده مدرب محترف، وهذا الفوز جاء بوقته المناسب ليمسح خسارة المباراة الافتتاحية وليشد الرحال بعزم وقوة نحو بقية المباريات فما ينقص فريق الساحل كما يقولون فوز يستعيد به الفريق ثقته بنفسه.
خسارة متوقعة
في حمص خرج فريقا الوثبة وجبلة من المباراة غير راضين عنها بغض النظر عن النتيجة، فأصحاب الأرض رغم فوزهم بهدف إلا أنهم كانوا بسطاء لم يقنعوا جمهورهم بأداء جيد يتوج سمعة الفريق والأماني التي يعلقونها عليه بأن يحقق فوزاً باهراً، فالفوز بالعافية وبهدف يعتبر من أضعف الإيمان، والضيف لم يقدم العرض الذي يجعل جمهوره مطمئناً على الأداء، فالخسارة متوقعة بعالم كرة القدم، لكن لم يجد محبو الفريق أي تباشير لمستقبل جيد، الأسلوب الدفاعي قد لا يكون مجدياً دائماً، وإضاعة الوقت لا تكون حلاً في كل المباريات، ولا بد من البحث عن حل جذري ليخرج الفريق من قاع الدوري.
فكر منطقي
للأسبوع الثاني على التوالي نجح النواعير بالحصول على نقطة ثمينة بالدوري، مباراة الديربي صعبة للغاية والموازين كانت تصب قبل المباراة لمصلحة الطليعة الذي كان الأكثر استحواذاً على الكرة والأكثر سيطرة وخطورة، استطاع مدرب النواعير فراس معسعس تقليص الفوارق قدر الإمكان بأسلوب منطقي يتناسب مع المباراة وإمكانيات فريقه، فكان قارئاً جيداً قبل وأثناء المباراة.
الطليعة دفع ضريبة إهداره العديد من الفرص وكانت هجماته دون تركيز تعتمد على المهارات الفردية بعيداً عن تعزيز القدرات الهجومية بالمزيد من الانسجام والأداء الجماعي المتناغم، بالمحصلة العامة فريق الطليعة جيد ولديه الكثير ليقوله بالدوري إن عرف كيف يصل مرمى الخصوم.
نقطة ثمينة
حقق الجزيرة نقطة ثمينة انتزعها من الفتوة، والتعادل يعتبر إنجازاً للجزيرة الذي عانى الأمرّين قبل وصوله حلب فضلاً عن إمكانيات مالية ضحلة وغياب لبعض الأساسيين لظروف مختلفة، الفتوة ما زال يعيش نشوة الفوز الذي حققه على الساحل فضاع وسط أحلامه الوردية وبدد فوزاً كان سيضعه بالصدارة، وبالمختصر خيب الفتوة آمال محبيه بأداء غير مقنع ونتيجة لم ترتق حد الطموح.
الوطن
SHARE