هوى الشام

75 عاماً مضت على الجريمة المروعة التي ارتكبتها الولايات المتحدة بإلقائها قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية وهي جريمة ما زالت مؤلمة وحاضرة في أذهان العالم بأسره وقد فاقت ببشاعتها كل التصورات بعد أن حصدت أرواح عشرات آلاف اليابانيين وحولت المدينة إلى كومة رماد في غضون لحظات.

الجريمة الأمريكية التي خلفت أكبر كارثة إنسانية وبيئية في التاريخ وكانت أول مرة يتم فيها استخدام السلاح النووي ضد البشر وقعت في السادس من آب عام 1945 أواخر الحرب العالمية الثانية عندما أمرت حكومة الرئيس الأمريكي آنذاك هاري ترومان بإلقاء القنبلة النووية التي أطلق عليها اسم (الولد الصغير) وتزن أكثر من 5ر4 أطنان فوق مدينة هيروشيما عند الساعة الثامنة والربع صباحا بالتوقيت المحلي لدى توجه السكان إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم لتتحول المدينة التي كانت تضج بحركة الناس إلى مدينة أشباح ورماد يشتعل فيها اللهب فيما قتل نحو 140 ألفا من 350 ألفا هم عدد سكانها.

سحب الدخان الناتجة عن الانفجار وصلت إلى ألف متر فوق سطح المدينة وبعد مرور نحو ساعتين على الانفجار هطلت أمطار سوداء شحمية في أماكن متفرقة من المدينة كانت بفعل اختلاط أبخرة الماء مع المواد المشعة لكن آثار القنبلة وأضرارها لم تقتصر على توقيت إلقائها بل امتدت إلى سنين طويلة على مدى أجيال بسبب استمرار التأثيرات الضارة الناجمة عن التلوث الإشعاعي فمن لم يقتل ساعة الانفجار مات بعد ذلك بسبب الإشعاعات التي تؤكد دراسات أن تأثيرها ما زال مستمرا حتى اليوم من خلال الإصابة بأمراض السرطان المختلفة وولادة الأطفال بعيوب خلقية خطيرة.

اليابانيون الذين شهدوا تلك اللحظة الكارثية ونجوا منها بأمراض مزمنة أو سرطانات يستذكرون مشاهد الرعب والدمار في صورة تماثل ما يستعيده سكان مدينة ناغازاكي اليابانية التي ألقت الولايات المتحدة عليها قنبلة نووية شبيهة بقنبلة هيروشيما بعد ثلاثة أيام فقط.

إحدى الجامعات اليابانية أجرت دراسة حول آثار الإشعاع الناجم عن القنبلتين فتبين للباحثين أنه بين كل 4 مواليد من أبناء الجيل الأول لضحايا الكارثة يصاب واحد منهم بعيوب خلقية ولا يستطيع أحد في الوقت الحالي أن يقرر إلى أي حد من الأجيال سيستمر توارث هذه الآثار.

الأضرار التدميرية لقنبلتي هيروشيما وناغازاكي تعددت وتنوعت بحسب الخبراء حيث أدى الانفجار الناجم عن القائهما إلى دمار شامل للمنازل واندلاع نيران كبيرة نتيجة انبعاث اضواء مبهرة مع موجات حرارية تفوق درجتها 4 آلاف درجة سيلسيوس أسفرت عن إذابة الزجاج والرمال وحرق البشر وجثثهم وخلفت الكارثة عاصفة نارية أكلت كل ما في طريقها إلى جانب أضرار بيئية تمنع نمو النباتات والاشجار إلى الآن.

وبعد مرور عشرات السنين لا تزال ترفض واشنطن الاعتراف بجريمتها وبالضحايا الذين سقطوا جراء انفجار لم يستغرق لحظات فمنهم من مات بألسنة اللهب ومنهم بانهيار المنازل على رؤوسهم فيما لفظ آلاف آخرون أنفاسهم بتأثير تبعات الانفجار النووي الذي لم يشهد العالم مثيلا له في جريمة تضاف إلى سجل الجرائم الأمريكية التي تمر دون عقاب ولا حتى اعتذار

SHARE