خاص هوى الشام من نور يوسف

التحرش الجنسي مصطلح يشير إلى الأفعال التي تؤدي إلى الإيذاء النفسي والجسدي والجنسي ومن أشكاله الشائعة اللمس والملاحقة والألفاظ الجارحة ونظرا لخطورته عملت الكثير من الدول ومن بينها سورية على سن قوانين تتعامل مع هذه الظاهرة على أنها جريمة يحاسب عليها القانون.
الاستشاري في الطب النفسي الدكتور جميل ركاب رأى أن ضحايا التحرش غالبا هم من الأطفال والنساء خصوصا الأطفال المشردين أو الذين لا يملكون مرجعية أبوية أو الأيتام أو الأطفال مفرطي الحركة ومن لديهم نقص الانتباه إضافة الى النساء الوحيدات او اللواتي يعانين خللا في القدرات العقلية ويكثر في البيئات الفقيرة والمكتظة.
وأشار ركاب إلى أن التحرش ينجم عن مشكلة سلوكية تتمثل بإكراه شخص على القيام بفعل جسدي ذو طابع جنسي بالوعد بمقابل أو بدون مقابل مرجعا أسبابه إلى العنف المبني على النوع الاجتماعي ونقص الوعي وطبيعة البيئات الاجتماعية ونوعية العمل والتحصيل الدراسي.
وتتعدد اشكال التحرش الجنسي وفق الركاب فمنها التلميحات والمضايقات اللفظية أو الجسدية ذات الطبيعة الجنسية أو طلب القيام بنشاطات جنسية والتحرش الالكتروني عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويمكن أن يحدث في أي مكان ومن قبل أشخاص مقربين أو غرباء.

التحرش الجنسي يسبب آثارا نفسية واجتماعية كبيرة على الضحايا ويعرضهم للتنمر من قبل المحيطين بهم حيث يحملهم المجتمع مسؤولية التحرش وفق الركاب مؤكدا أن الضحية ستصبح قلقة دائما من الأشخاص المشابهين لمن قاموا بالتحرش أو البيئات المشابهة للبيئة التي حصل فيها التحرش ما يمنع من تكوين أصدقاء ومتابعة الحياة بشكل طبيعي.

التأثيرات النفسية والصحية التي تحدث للضحية نتيجة الضغط والإذلال ستؤدي بالنهاية إلى عواقب كثيرة بحسب الركاب منها الاكتئاب والقلق ونوبات الفزع والإدمان على الكحول أو المواد المخدرة والشعور بالخيانة والاعتداء والغضب والعنف تجاه الجاني والمشاعر الثأرية والضغط الناتج عن الصدمة والأفكار تصل أحيانا الى محاولة الانتحار.

وأشار ركاب إلى أن الضحية كثيرا ما يتم التعامل معها بطريقة غير لائقة وأحيانا بعنف فتصبح هي المتهم وتتعرض للهجوم والعداء وبالتالي تعتبر الصمت أقل سوءا من المواجهة والإعلان عن الحادثة وهذا يحمل في طياته تشجيع المعتدي على تكرار فعلته ويدفع بالضحية لأن تتحمل تبعات التحرش فتترك العمل أو المدرسة بسبب ضغط اقرانها عليها ومواجهة الاساءات في العمل من قبل اخرين يبادرون بطلبات جنسية.

ودعا ركاب الأهل إلى توعية أطفالهم من خلال تعريف الطفل بجسده وخصوصيته وما هي التصرفات المقبولة من الاخرين والتصرفات أو النظرات أو اللمسات غير المقبولة ومتى يجب على الطفل أن يطلب المساعدة أو يصرخ لإبعاد الجاني مؤكدا اهمية دور الإعلام في الإضاءة على موضوع التحرش لرفع مستوى الوعي عند الناس.

ولفت ركاب إلى ضرورة طلب العلاج لمن تعرض للتحرش الجنسي الذي يشمل نواحي نفسية واجتماعية واقتصادية وقانونية بحسب كل حالة وحسب احتياجات الشخص المتعرض له مؤكدا ان الإجراءات الوقائية هي الأهم والأكثر جدوى.

SHARE