مجلس الأمن الدولي

نيويورك – هوى الشام
طالب مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ عقده أمس بضمان وصول فوري للمساعدات إلى المناطق السورية المحاصرة.

ونقلت وكالة “أ ف ب” عن كيونغ واك انغ مساعد الأمين العام للأمم المتحدة بالشؤون الإنسانية قولها إنه “لا يمكن أن يكون هناك أي سبب أو تفسير عقلاني أو تبرير لمنع بلوغ المساعدات إلى الناس المحتاجين إليها”.

كما طالبت الأمم المتحدة بالوقف الفوري لحصار المدن السورية، مؤكدة أن سياسة الحصار والتجويع تحولت إلى سلاح وحشي في الحرب الدائرة بسوريا.

بدوره جدد القائم بالأعمال بالنيابة في الوفد الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة في نيويورك منذر منذر التأكيد على التزام الحكومة السورية بالتعاون مع الأمم المتحدة والبعثة الدولية للصليب الأحمر لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين المتضررين في جميع المناطق السورية دون تمييز بما فيها المناطق الساخنة التي تصفها الأمم المتحدة بـ “المناطق صعبة الوصول أو المناطق المحاصرة” وذلك بالأفعال وليس بالأقوال.

وأعرب منذر عن الأسف الشديد لان هناك من يصر على التعامل مع الشأن الإنساني من منظور أجندته السياسية الضيقة فحسب موضحا أن المشكلة هنا تكمن في ان هذا التسييس يتعارض مع تلك المبادئ التوجيهية ولا يخدم قضية العمل الإنساني وبالتالي فإن هذا الفعل هو أمر غير أخلاقي أيضا لأنه لم يعد يهدف إلى مساعدة المحتاجين فعلا بل إلى استغلال محنتهم لتحقيق أغراض سياسية معينة.

وأكد منذر أن الحكومة السورية هي الأحرص على شعبها ولا يمكن لهذا البلد أو ذاك المزاودة عليها في هذا الموضوع وخاصة عندما يتعلق الأمر بإيصال المساعدات إلى المناطق الساخنة التي تسيطر عليها التنظيمات الإرهابية.

ممثل روسيا في مجلس الأمن أكد من جابنه أن هناك جهودا تبذل لإجهاض الحوار بين السوريين والذي يفترض أن يبدأ في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بذريعة تردي الأوضاع الإنسانية في بعض المناطق السورية.

وشدد ممثل روسيا على ضرورة عدم فرض أي شروط مسبقة على الحوار بين الحكومة السورية و”المعارضة” موضحا ان المسائل الإنسانية تشكل جزءا لا يتجزأ من هذه المحادثات.

وأضاف ممثل روسيا ان بلاده تقوم بالاتصالات المطلوبة مع السلطات السورية المعنية لتشجيع تعاونها مع الهيئات الأممية في المجال الإنساني وما يقلقنا بشكل خاص هو وضع سكان مدن يحاصرها إرهابيو “داعش” و”جبهة النصرة” و “أحرار الشام” و “جيش الإسلام” الذين يختفون وراء المدنيين ويستخدمونهم كدروع بشرية وينهبون قوافل المساعدة الإنسانية.

وأوضح الممثل الروسي أن المساعدات الإنسانية التي تدخل للمناطق التي يوجد فيها الإرهابيون بما فيها مضايا تدخل بمساعدة مباشرة من الحكومة السورية وهذا ما أكد عليه العاملون في الوكالات الاممية والذين يرصدون وصول المساعدات إلى مضايا وكفريا والفوعة.

من جهته أكد ممثل الصين في مجلس الأمن الدولي أن الحل السياسي للأزمة في سورية هو الطريق الوحيد لتسوية كل المشاكل بما في ذلك ما يتعلق بالبعد الإنساني داعيا المجتمع الدولي الى أن يبقى عازما على العمل من أجل هذا الحل السياسي.

وقال ممثل الصين.. إن الأولوية اليوم هي للعمل من أجل ابقاء الحل السياسي مستمرا وأن تسفر المفاوضات عن نتائج ملموسة والتأكد بأن الأمم المتحدة هي القناة الأساسية للوساطة مشيرا إلى أهمية استغلال الأطراف السورية هذه الفرصة التاريخية والبدء بالمفاوضات فورا لإنجاح الحل السياسي.

وأشار ممثل الصين إلى أن تدهور الوضع الإنساني يزيد الحاجة للحل السياسي لافتا إلى أن السكان في بعض المناطق المحاصرة يعانون عجزا شديدا في الأغذية والمواد الطبية وأحوالهم مزرية للغاية.

وطالب ممثل الصين بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والتعاون مع الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لتنفيذ أنشطة مساعدات حقيقية في المناطق المحاصرة لتغطية احتياجاتها معبرا عن دعم بلاده لكل الجهود لتخفيف المعاناة عبر قنوات عديدة.