فنانة تشكيلية سورية

هوى الشام|“الحارة الدمشقية” و”القاهرة القديمة”… فنانة تشكيلية سورية تعيد للأماكن روحها

تظل الأماكن تحمل الكثير من التفاصيل في روح الإنسان، باختلافها، سواء كانت الأوطان أو الأزقة والشوارع أو أي مكان تتداخل في ملامح أرواحنا.

في لوحة “الحارة الدمشقية”، للفنانة التشكيلية هالة جاموس، التي حطت أقدامها بمصر منذ عدة سنوات، تحمل بين تفاصيلها الكثير من أوجه الجمال والحنين والألم والاشتياق لدمشق القديمة، لجمالها ودفئها وفطرتها، لعلوها وشموخها وبساطتها، لكل ما فيها من جمال بعثره الصراع والتآمر على حضارة أرض وشعب يقاوم بكل لا بالسلاح وحده، بل بالفن والجمال والأدب وحب الحياة.

إصرار الفنانة التشكيلية على رسم اللوحة من خلال إعادة التدوير يحمل الكثير من الرسائل الجمالية، خاصة أنها جسدت اللوحة كما لو كانت صنعت أحجار دمشق بتاريخها الممتد عبر آلاف السنوات.

تقول هالة في حديثها لـ”سبوتنيك”، إن لوحة “الحارة الدمشقية” بتفاصيلها المبهرة التي يعشقها الإنسان دون أن يراها، استخدمت بها الكثير من المواد منها “عجينة الورق، وعجينة القماش، أغصان أشجار، أعود الأيس كريم”، وأعادت تدوير كل هذه المواد مع استخدام ألوان “الأكرليك والزيتية”.

وبحسب جاموس، استغرقت اللوحة نحو شهر ما بين جمع الأدوات والألوان والتجسيد والتدقيق في تفاصيلها، حيث تضم اللوحة أهم تفاصيل الحارة الدمشقية بأبوابها العتيقة ونوافذها، والمأذنة، وكذلك زهور الياسمين والأشجار والورود التي تتواجد في كل أركان اللوحة كما هو الحال في دمشق.

تخرجت الفنانة السورية من جامعة العلوم التطبيقية بدمشق عام 2011، حيث استكملت دراستها بعد فترة طويلة من الانقطاع عن الدراسة، حيث أرادات ألا تكتفي بالموهبة فقط.

وصلت إلى مصر في العام 2013، بعد أن قضت فترة في السعودية والأردن أيضا كانت تعمل بنفس المجال في الأعمال اليدوية وإعادة التدوير.

والكثير من اللوحات والأعمال التي تميزت فيها الفنانة السورية خلال الفترة الماضية منها صناعة الورد الصناعي من القماش والفوم وأغصان الشجر.

كما تجيد أيضا فن “الديكوباج” وقدمت منه العديد من اللوحات على مدار السنوات الماضية.

وأوضحت هاله أنها تعمل حاليا على لوحة للقاهرة القديمة بنفس التقنية التي صممت بها لوحة ” الحارة الدمشقية”.

وترى جاموس في صور القاهرة القديمة روح دمشق ومعالمها.

وتقول إنها قريبة جدا لدمشق، وأنها تتردد على هذه الأماكن وتحتفظ بملامح الشوارع في ذاكرتها لتجسدها في لوحدتها التي بدأت بالعمل فيها بإعادة التدوير كما لوحة “الحارة الدمشقية”.

الفنانة السورية موهوبة بالفطرة منذ صغرها، منذ أن كانت بشوارع دمشق القديمة، إلا أنها عملت على تعلم معظم الفنون اليدوية وإعادة التدوير، مستخدمة كل الأدوات الممكنة، لتعيد الحياة للأشياء التي لم تعد صالحة للاستخدام، وتجسد عليها لوحات من الجمال المدهش.

وأقامت أول معرض لها في القاهرة في نهاية العام الماضي، وتسعى لإقامة المعرض الثاني في فبراير/ شباط، وآخر في التجمع الخامس.

وتجيد “فن الماندالا” أو الرسم بالرمال على الأطباق الزجاج، وقدمت الكثير من الأعمال منه خلال السنوات الماضية.

كما تجيد هاله فن الرسم بقشر الخشب، لتجسد من خلاله لوحات من الطبيعة ناطقة بالجمال، مستخدمة بعض الألوان الزيتية التي تضيف لوحاتها جمال الطبيعة.

ودربت جاموس خلال السنوات الماضية العشرات من السوريات على الأعمال اليدوية والحياكة وإعادة التدوير.

وتسعى في لوحاتها دائما إلى بث الأمل والسلام والطمأنينة، كما ترى في استعادة الجمال عبر لوحاتها بعض ما فقط في الواقع، إلا أنها تأبى الاستسلام، فتبعث الجمال في أرواح الأشياء مرة أخرى.

المصدر:سبوتنيك

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

SHARE