هوى الشام
إنّ الصيام في شهر رمضان لا يعني التّخلي عن اللياقة والعادات الصحيّة، والتي تشمل ممارسة الرّياضة، وينطبق على رياضة المشي في شهر رمضان ما ينطبق على غيرها من الرّياضات.
فالصّيام يسبّب التّعب والإرهاق وضعف الطّاقة لدى الكثيرين، وخاصّة في أول أيام رمضان، ولكن ذلك لا يعني عدم ممارسة الرّياضة، فعلى الرّغم من أنّ الصّيام يمكن أن يخفّض من قدرة الشّخص على ممارسة الرياضة، ويرفع من فرصة ألم العضلات، والشّعور بالضّعف والغثيان، إلّا أنّه لا يمنعه منها،وخاصّة إذا ما تمّ اختيار الوقت المناسب.
يجب تجنّب المشي في الجوّ الحار والشّمس السّاطعة حتى لا يصاب الإنسان بالجفاف ويزيد من تعبه وإرهاقه أثناء الصّيام، ومن الأفضل أن تتم ممارسة المشي بعد الإفطار، حتّى لا يشعر الإنسان بالإرهاق ويستطيع أن يمارس رياضة المشي بنشاط أكبر، ولكن يجب أن يترك ما لا يقل عن 90 دقيقة بين وجبة الإفطار والخروج لممارسة رياضة المشي.
كما يجب الحرص على تعويض السّوائل بشكل كاف،ذلك لأنّ الصّائم يحتاج بالأصل إلى تعويض السّوائل التي فقدها أثناء النّهار بعد الإفطار، وترتفعُ كمّية الماء التي يجب عليه تناولها عند ممارسة الرياضة أو التّعرض للجو الحار.
يتميّز المشي عن غيره من الرّياضات بإمكانيّة تعديل مستوى شدّته حسب قدرة الإنسان ومستوى لياقته كما ذُكر أعلاه، وتجعله هذه الميّزة مناسباً بشكل كبير لشهرِ رمضان؛ حيث يُمكن ممارسته بالطّريقة والشدة التي تناسب الصّائم حتى لو اختار الشّخص ممارسته أثناء النّهار.
ولكن في حال القيام بذلك يُفضّل عدم إطالة مدّة الرّياضة، واختيار فترة يعتدل فيها الجوّ، وأن تتمّ ممارسة المشي قريباً من وقت الإفطار حتّى يتمكّن الشّخص من تعويض طاقته وسوائل جسمه سريعاً بعد الرّياضة، وليتجنّب التّعرض للإرهاق بسبب استمراره في الصّيام بعده.