الرئيسية بلوق الصفحة 9

ممدوح حمادة لـ هوى الشام: هكذا تصنع الضحكة من الألم وأكتب لنفسي وللقارئ في آنٍ واحد

خاص هوى الشام من وسام شغري| في زمن أصبح فيه الواقع العربي مادة خصبة للكوميديا السوداء برز اسم العبقري ممدوح حمادة كواحد من أهم مهندسي هذا الفن، فكان واحداً من أهم الذين أبدعوا في هذا المجال، وحفر عميقاً في وجدان الجمهور السوري الذي عشق أعماله وحفظها عن ظهر قلب، وغدت أنسه في واقع أليم خبره وعاشه وصار لزاماً عليه.

كان لـ هوى الشام لقاء حصري مطول مع ممدوح حمادة الكاتب والأديب والسناريست الذي طال النجوم بإبداعه وتخطى الحدود

انتقال الصحفي إلى عالم الكتابة الأدبية، سلاح ذو حدين، فقد ينجح ويبدع، وقد يأخذ معه لغة الصحافة الرمادية، ما الذي حدا بك إلى ترك بلاط صاحبة الجلالة والذهاب إلى فضاءات الأدب القلقة؟

في الحقيقة أنا لم أنتقل من الصحافة إلى الكتابة، إنما علاقتي بالصحافة جاءت بعد زمن طويل من ممارستي الكتابة، كما أنه لا يمكن القول إنني كرست نفسي كصحفي، حيث لم يتسنَ لي العمل في هذه المهنة سوى في فترات متقطعة لم تسمح لي بأن أكون صحفياً بما تعنيه الكلمة من معنى.

السخرية كأداة نقدية: ممدوح حمادة يشرح فلسفة الكاريكاتير

نتاجاتك الساخرة، وولعك بالكوميديا السوداء في الكاريكاتير، هل هي خيارك الإبداعي، أم انسجام مع طبيعتك الداخلية.. وهل ترى في الكاريكاتير شكلًا من أشكال كتابة السيناريو المختصر؟

السخرية هي روح الكاريكاتير. وفي التعريفات الرسمية، معنى كلمة كاريكاتير هو المبالغة أو التضخيم، وقد اتخذ الكاريكاتير منذ بداياته طبيعةً نقديةً، فالكاريكاتير الفرنسي اشتهر بالنقد السياسي، والكاريكاتير الإنكليزي بالنقد الاجتماعي الأخلاقي، إلى أن ترسخت أنواع الكاريكاتير بشكلها الحالي، نحن في بلادنا مع كثرة المشاكل لم يكن للكاريكاتير أن يبتعد عنها، ومن هنا يكتسب طبيعته المتمثلة بالسخرية السوداء، طبعا بقية الأنواع أيضاً موجودة، وذلك لأن للكاريكاتير وظائف متعددة لا يتسع المجال للحديث عنها الآن.

يقول موليير إنه اكتشف الكوميديا عندما درس حياة الناس، إلى أي حد تستمد قصصك من الواقع؟

الواقع هو المصدر الأساسي لأغلب ما يكتب من قصص وحتى تلك التي تغرق في الخيال، فهي محاكاة بشكل ما للواقع ونحن عندما نتفاعل معها فإننا نجري مقارنة خفية بينها وبين الواقع، ومع ذلك فإن الواقع يشكل المنطلق أو البذرة التي يبنى عليها، فالكاتب لا يأخذ القصة كما هي ويطرحها، وإنما يعمل عليها ويكسبها المزيد من الأحداث والتفاصيل التي يجود بها خياله، لدرجة أن بعض القصص تفقد الشبه بينها وبين القصة الأساسية التي أوحت بها، ومع ذلك فإن بعض القصص التي تحدث في الواقع قد تكون أغرب من الخيال والحفاظ عليها كما هي يجعلها أكثر تأثيراً.

ما الحد الفاصل بين الواقعية والمبالغة في الكوميديا؟

الكوميديا أنواع، منها ما يكاد يتطابق مع الواقع ويؤدّى بعفوية بالغة تشبه الواقع، ولكن في أحيان كثيرة تتم عملية تكثيف تجعل هذا الواقع مضحكاً أو مضحكاً مبكياً أو غير ذلك، الموقف الكوميدي يكون بتركيز عال ومغربل، إذا أمكن القول، ومنقى من التفاصيل الأخرى في الحياة، فمثلاً عندما نطرح حياة شخصية ما في الكوميديا فإننا نركز على المواقف التي تبعث على الكوميديا في حياته ولا نعير اهتماماً لبقية التفاصيل، فتأتي في الواقع متباعدة مشتتة، بينما في الكوميديا متشابكة ومتصلة مع بعضها، ويمكن أحياناً أن نجمع عدة حالات من الواقع ضمن حالة واحدة في الدراما، في بعض أنواع الكوميديا تبتعد الدراما عن الواقع نحو المبالغة، كما في التهريج الذي يعتبر أحد أنواع الكوميديا الصعبة، حيث يعتمد هذا النوع مثلاً على المبالغة في كل شيء من ملامح الوجه إلى الألبسة والحركة وغير هذا. هنا يكون ارتباط الكوميديا بالواقع عبر الفكرة فقط، إذ إن المفارقة غالباً ما تكون مستقاة من الواقع إلا أن عناصر الكوميديا كلها من خارج الواقع.

من “عيلة ست نجوم” إلى “بستان الشرق”: تطور الكوميديا في أعمال ممدوح حمادة

ما بين عيلة ست نجوم أو الليدي فردوس كما سميته أنت، وبستان الشرق حصيلة 22 سنة و30 عملاً، ما الذي تغير في كتاباتك طوال هذه المدة؟

مثلي مثل جميع الكائنات الحية أنمو واتطور ثم أذبل، لا أستطيع شخصيا الحديث عن ذلك كل ما يمكنني قوله إنني بطبيعة الحال مع تراكم الخبرة ومرور الزمن ازددت نضجاً وما زلت لم أذوِ بعد.

في أي عمل ترى أنك عبّرت عن نفسك بأصدق شكل؟

لا أستطيع الإجابة عن هذا السؤال، فكوني أوجه رسائلي إلى الجمهور فإن أي عمل يستطيع إيصال هذه الرسائل إلى الجمهور هو العمل الذي أعتقد أنني عبرت به عن نفسي بشكل أنجح، بكل الأحوال لم أتوقف عند هذا الأمر.

هل تكتب للقارئ أم لنفسك أولاً؟

لا يوجد فرق فأنا أكتب لنفسي وللقارئ في آن معاً.

هل ما تزال مؤمناً بقدرة الأدب على التغيير الاجتماعي أو السياسي؟

انا لم أكن يوماً مؤمناً بقدرة الأدب على التغيير، هو جزء من حوامل التغيير، فأي تغيير يحتاج الى مقدمات موضوعية وذاتية لا بد من توافرها وحينها يكون للأدب دوره، وبطبيعة الحال فإن قدرة الأدب ومستوى تأثيره على عملية التغيير مرتبطة ارتباطاً مباشراً بموضوع القراءة، ففي أمة لا تقرأ يكاد تأثيره ينعدم.

درست الصحافة في بيلاروس، فكيف أثّرت دراستك في تجربتك الأدبية والدرامية لاحقًا؟

في الصحافة درسنا الكثير من المواد التي كان لها تأثير مباشر، مثل تاريخ الأدب الأجنبي وتاريخ الأدب الروسي ومادة النقد الأدبي والمسرحي والسينمائي ومواد أخرى شبيهة على مدى خمس سنوات. هذا الموضوع شكل لدينا قاعدة يمكن الارتكاز عليها للقيام بأي نشاط إبداعي، فما حصلنا عليه من اطلاع ومعرفة في هذه المجالات يعتبر ثروة لا تقدر بثمن بالنسبة لنا.

كيف كانت خطواتك الأولى في دخول عالم الدراما؟ ومن دعمك في البداية؟

كنت أعمل مراسلاً صحفياً، وكنت أود إجراء مقابلة مع الفنان الراحل خالد تاجا الذي تعرفت إليه عن طريق الصديق مناع حجازي الذي كان سيخرج فيلماً من تأليفي وبطولة خالد تاجا. ولكن لم يكتب غير أنه صنع لي علاقة مع الفنان خالد تاجا الذي كان يصور مسلسل إخوة التراب، فقادني إلى الفنان أيمن زيدان وتعرفنا على بعض وقال له أنتم تبحثون عن كاتب يكتب الكوميديا وهذا هو مشيراً إليّ.. وهكذا بدأ عملي بالدراما، بموازاة ذلك كنت أعمل وقتها في شركة الزهرة للدوبلاج، وكانت هناك فكرة لعمل اسمه (محطة الكرتون) عند الصديق مناع حجازي عملنا عليه معاً برفقة زملاء آخرين ونتج عنه لاحقاً محطة سبيس تون بعد إجراء الكثير من التعديلات.

في أعمالك مثل ضيعة ضايعة والخربة والواق واق نلمس فلسفة عميقة خلف الكوميديا، فهل تعتبر نفسك كاتباً ساخراً أم فيلسوفاً درامياً؟

لا أقلّد نفسي الألقاب، وإلا فسأصبح مادة أسخر منها، أعتقد أن الجمهور والنقاد والزمن هو الذي يحدد ذلك، أما أنا فربما يكون هناك مصداقية لقيمة أطلقها على شخص آخر أم القيمة التي أطلقها على نفسي فستكون سلوكاً نرجسياً لا أعاني منه حتى الآن؟

هل تساعد باختيار الممثلين الذين سيجسّدون الشخصيات، أم تترك ذلك للمخرج؟

عادة يكون هناك مشاورات بيني وبين المخرج، وربما الجهة المنتجة، ولكن بسبب إقامتي الطويلة في الخارج وعدم معرفتي بشكل مباشر للكثير من المواهب، فعادة ما أترك الخيار للمخرج الذي يرى الصورة بوضوح أكثر مني، أما إذا كان سؤالك عن دور المؤلف في هذا المجال فهناك الكثير من المؤلفين يختارون أو يشاركون في اختيار الممثلين، وأنا أرشح الأسماء التي أعرفها.

 كيف حوّل ممدوح حمادة الواقع العربي إلى دراما ساخرة؟

أعمالك تناولت الإنسان السوري والعربي ببساطته ومعاناته، فهل تعتبر الدراما وسيلة لتغيير الواقع؟

لا الدراما كما الأدب يمكن أن تسهم في التغيير وكان من المفترض أن يكون لها دور أكبر؛ لأن لها تأثيرًا أوسع على الجماهير. ولكن لكي يحدث ذلك يجب أن تكون مستقلة وهذا غير متوافر لها، فهي ممولة من جهات معظمها مرتبط بهذا الشكل أو ذلك بأصحاب السلطة السياسية وستعرض على شاشات هي الأخرى إما مرتبطة بأصحاب السلطة أو تابعة لهم، وتمثلهم بشكل مباشر وإذا ضمنت رسائل التغيير للعمل فإنه لن يمر، ربما مع وجود المنصات على الإنترنت يجري تعديل على الصورة لاحقا، لا أدري.

كيف تنظر اليوم إلى واقع الدراما السورية مقارنة بما كانت عليه قبل عشرين عامًا؟

لا شك بأن 14 عاماً من الحرب أثرت تأثيراً كبيراً على الدراما السورية وأضعفتها. الآن بعد انتهاء الحرب لا توحي الظروف التي تشكلت بأن هناك نهوضاً مرتقباً في الدراما السورية، فالوضع غير مناسب لذلك.

أي شخصية من أعمالك تشعر أنها الأقرب إليك أو تعبّر عنك شخصيًا؟

لا يوجد شخصية تعبر عن المؤلف، رسالة العمل هي التي تعبر عنه ربما، أما الشخصيات فكل شخصية تعبر عن نفسها، هناك شخصيات كثيرة تعجبني بعد الأداء الناجح من قبل الممثلين.

ما الذي أردت قوله من خلال الواق واق؟

أردت أن أتكهن بما سيحدث لنا بعد سقوط النظام، فالواق واق هي أرض توافرت فيها كل الظروف للإقامة والسكن وحضر اليها أناس هاربون من نظام جائر، ومن المفترض أنهم عندما يقيمون دولة يجب أن يتخلصوا من كل عيوب ذلك النظام، ورأينا ما حدث في الواق واق ونرى الآن ما يحدث عندنا بعد سقوط النظام.

لو أُتيح لك إعادة كتابة عمل سابق، هل ستفعل؟ ولماذا؟

هذه الرغبة ربما تنطبق على كل أعمالي كون الكاتب دائما يكتشف ثغرات يتمنى لو أنه يملك القدرة على سدها، ولكنني بطبيعة الحال لن أفعل ذلك؛ لأنني أفضل أن أكتب شيئاً جديداً.

كيف ترى مستقبل الدراما العربية في ظل انتشار المنصات الرقمية والذكاء الاصطناعي؟

أعتقد أن هذا سيؤثر كثيراً على اتساع مدى الحرية في الدراما، ولكن لا أجزم بذلك فربما ستخضع هذه المنصات لقوى ستسعى للسيطرة عليها، وهذا يجري على أرض الواقع، فهناك جهات تسعى لامتلاك كل شيء، وعندها لن يحدث شيء سوى التطور التقني.

ما النصيحة التي تقدّمها للكتّاب الشباب الراغبين في دخول مجال الكتابة التلفزيونية؟

لا أقدم أي نصيحة، فالنصيحة قد تؤطر التفكير إذا تم الأخذ بها، على كل شخص أن يتعلم من تجربته الشخصية، ومن يريد التطور فهناك الكثير من الكتب والدروس والدورات التي يمكن أن يتبعها لتقوية تجربته.

ماذا تعني لك الكتابة على المستوى الشخصي؟

ممارسة حياتي اليومية.

هل يضحك ممدوح حمادة من أعماله حين يشاهدها؟

عندما أقدم مفارقة أو موقفاً للجمهور فإنني أعتقد أنه مضحك، وعندما أكتب أبتسم لهذه المفارقات أو المواقف، أما بعد ظهورها على الشاشة فلا أتأثر كثيراً من هذه الناحية، وأتفاعل مع الموضوع تبعاً لنجاح أداء الممثل الذي يلعب الدور، فإما أن أضحك أو أندم.

ماذا تقول للجمهور الذي يرى فيك “ضمير الإنسان البسيط” في الدراما؟

بغض النظر عما يرى الجمهور وفيما لو كنت كذلك أم لا فإنني أقول للجمهور: “كل الحب والتقدير”.

أنت كاتب قصص محترف، وقد أصدرت سلسلة دفاتر، ما الفكرة الرئيسة وراء هذا الاختيار أقصد اختيار الاسم؟

أنا أكتب منذ زمن طويل، ولكن فرص النشر لم تكن متاحة لدي بسبب غيابي عن البلد وانعدام معارفي تقريباً، ولذلك فإن كل هذه القصص كانت موجودة على دفاتر عندي، وعندما تعرفت إلى دار ممدوح عدوان وقررنا النشر.. وبعد مداولات قررنا أن نطلق عليها هذا العنوان كونها كلها مأخوذة من تلك الدفاتر، ومن أجل تسهيل الموضوع ننشر هذه القصص بحسب مضمونها لا بحسب تسلسلها الزمني.

في خماسية يا جارة الوادي استشفيت عمق الإحساس وتبين لي أنك شاعر من الطراز الرفيع. لماذا لم تصدر مجموعات شعرية، ولم لا نرى لك عملًا كاملًا دراميًا يحاكي يا جارة الوادي؟ وفي هذه الحلقات أيضاً تحدثت عن السجين السياسي في زمن الكلمة فيه صعبة، هل شخصية السجين المعتقل حقيقية أم من نسج الخيال؟

بالنسبة للشعر أنا مثل معظم من يمارس الكتابة في بلادنا بدأت كشاعر ولدي عدد من القصائد المغناة بواسطة الفرق التي كانت سائدة في الثمانينيات وما زلت أكتب بين فترة وأخرى، ولكن ارتباطي بالقصة وقدرتها على الوصول أكثر إلى الناس جعلني أهمل موضوع الشعر وتركه لتأثير المزاج.

إنتاجك الروائي قليل لكنه زخم، ما أسباب قلة هذا الإنتاج؟

طلوع السلم درجة درجة، أنا لم أقدم الروايات ولكنني دائماً تحت هذا الهاجس، وعندي الكثير من الأفكار دونتها في مراحل مختلفة وبعضها بدأت بكاتبته وأقوم الآن بالعمل على واحدة من الروايات، وأنا دائماً أقول لو توافر لي الدخل الذي يؤمن تكاليف الحياة لتوقفت عن كتابة السيناريو وتفرغت لكتابة الرواية، ولكن نكاية بي لا يتوافر هذا الدخل مع الأسف.

هل ترى خليفة لك بين المؤلفين الجدد؟

ليس لدي أوهام في هذا الموضوع أنا لست خليفة لأحد ولن يكون هناك خليفة لي أو لغيري. كل تجربة جديدة ستضع بصمتها وتشكل قطعة في اللوحة الفسيفسائية.

وأخيراً لماذا اعتمدت على لهجات محلية في بعض الأعمال كالخربة وضيعة ضايعة، ما أهمية اللهجة في بناء الهوية الدرامية للشخصيات والأحداث؟

موضوع اللهجات كان مشروعاً لم يكتمل والهدف منه تقديم شيء مختلف، ربما سنتابع في هذا المجال مع توفر بعض الظروف لذلك.
وبعكس ما يعتقد فإن اللهجة وإن أثرت على استقبال الشخصية إلا أنها لا تشكل هويتها فجميع الأعمال المذكورة لو قدمت بلهجات أخرى لما تغير شيء ونفس الأمر ينطبق على الأحداث المأخوذة من بيئات مختلفة أصلاً.

الحب العذري وارتباطه الوجداني: مقارنة نقدية بين الدكتور نبيل طعمة والشاعر جميل بثينة

خاص هوى الشام من محمد خالد الخضر| عند قراءة قصيدة الدكتور نبيل طعمة “حينما ألتقيك”، نجد أن النص يتطور عبر منهج فلسفي يُكرس الاستقلال الذاتي، ويضمن الاستمرارية عبر التحول الزمني. هذه المضامين تتجذّر في بنية شكلانية محكمة، حاملةً خصوصية النقاء المطلق والبعد عن الشهوات. يتماهى هذا الحب مع مفهوم الحب العذري المتمسك بالمعطيات الروحية، كما ظهر عند جميل بثينة وعنترة العبسي، خاصةً في مرجعيته الدينية القائمة على فكرة الحبيبة الوحيدة.

لقد تحوّل هذا الحب عند طعمة إلى قوة دافعة لتقوية الشخصية، ونما بالتوازي مع الإيمان بالله. إن التحولات في مكونات القصيدة تجعل مرجعيتها الأساسية هي العقيدة الإسلامية التي تدعو إلى الإخلاص والصدق. لا يمكن تفسير حركة النص وعمقه إلا بانعكاس التزام الشاعر بقناعاته الفكرية والثقافية والوجدانية، وبتمسّكه بما هو نبيل وجميل في النفس، على غرار ما فعله جميل العذري.

يربط طعمة بوضوح بين الواقع وعودة التكوين الفني، معارضاً أي خلل في مفهوم الحب ويربطه بالمتغيرات الإيجابية في الحياة. تتجسد في القصيدة إرادة الوعي الفاعل من خلال مجرى الإحساس الوجداني المتدفق، وصولاً إلى معنى كبير يتحول إلى نص يعكس أصداء ذاتية وثقافية وصوفية، متمسكاً بالصور والدلالات في إطار فلسفة حديثة.

يقول طعمة:
> حينما ألتقيكي تقاطر المطر
> كان ذلك من سنين.. حولتي وجهي الترابي العطش إلى لين.

> هكذا أنت.. شفاه يطل من بينها القمر..
> يعبر كل الغيوم.

يدرك الشاعر أهمية تطوير الحدث عبر اللهفة والتصوف ليبلغ أعمق ما في حياة الإنسان، ثم ينتقل بالحب العذري من الذات إلى مستوى الفعل والمقاومة الوطنية:
> حينما التقيكي انتبه الجميع
> أننا غدونا عاشقين
> وصديقي الأرض والأغصان.. والورود تناغمت
> وبدت في حالة يملؤها الصفاء
> إلى قوله:
> سامحيني يا حبيبتي فأنا انفعلت
> وأنا انفجرت.. أريد أن أكون بينهم أقاوم ومقاوم
> إلى قوله:
> أريد أن أكون أصابعي على الزناد تحمل البنادق

> كم تحبين غزة وقانا والمقاوم
> دعيني أحبك أكثر
> دعيني الآن أغادر.. أريد أن أغدو مقاوم

يبدو طعمة عاشقاً ملهوفاً، ولكنه يرتقي بالحب إلى ذروة المقاومة والنضال، ليصبح بطلاً ملحمياً يهدف إلى الحفاظ على نقاء الحب أولاً بارتباطه بالخالق، ثم بالدفاع عن النفس والأرض والكرامة والشرف التاريخي.

٢. الحب العذري والتعفف الروحي عند جميل بثينة
على الجانب الآخر، تختلف البنية الشكلية عند جميل بثينة، لكنها تتشابه مع طعمة في الانعكاسات العاطفية والارتباطات الوجدانية والدينية. يظهر هذا التعارض بين الفعل والمشاعر في قوله:
> يقولون جاهد يا جميل بغزوة
> وأي جهاد غيرهن أريد
> لكل حديث بينهن بشاشة
> وكل قتيل عندهن شهيد

ينأى جميل تماماً عن الرؤية المادية المرتبطة بالنزوات والتناقضات الأرضية، ليصل إلى سمو روحي يجعل روحه مرتبطة بالسماء. وقد خلق هذا النهج جدلية في التأثر والتأثير بين الواقع الاجتماعي والعمل الأدبي؛ حيث تحوّل الأدب إلى تعبير فلسفي وعاطفي وصوفي يعكس حالة ثقافية جمعية، مع الاحتفاظ بالأبعاد الفردية الخاصة للمبدع.
على الرغم من الخصوصية العالية التي ميزت نصوص جميل، يظل التعفف هو السمة الغالبة، كما في قوله:
> وإني لأرضى من بثينة بالذي
> لو أبصره الواشي لقرت بلابله
> بلا وبأن لا أستطيع وبالمنى
> وبالأمل المرجوي قد خاب آمله
> وبالنظرة العجلة وبالحول تنقضي
> أواخره لا نلتقي وأوائله

هذه الأبيات، حسب الروايات التاريخية، أقنعت أسرة بثينة بنقاء الحب وطهارته. إن شعر جميل يحقق حضوراً متميزاً لمنطلقات فكرية تجعل القارئ يركز على الوجدان الشعري والحالة العشقية الكبيرة المقترنة بالخوف من الخالق، بعيداً عن المكونات المادية. فلا يمكن عزل الشعرية العذرية عن صفتها الوجدانية التي لا تغضب الخالق أو تبعد الإنسان عن كينونته الأخلاقية.
يقول جميل في إظهار صدقه الوجداني والالتزام الديني:
> ألا قد أرى والله أن رب عبرة
> إذا الدار شطت بيننا ستزيد
> وقلت لها بيني وبينك فعلاً
> من الله ميثاق له وعهود

ويصل إلى ذروة الصدق الروحاني بتضمين هذا الحب في علاقته بالدين:
> أصلي فأبكي في الصلاة لذكرها
> لي الويل من ما يكتب الملكان

إن الواقع الإسلامي، برغم الخصوصية العالية لهذه الأبيات، جعل الذات الفردية تسعى لخدمة التاريخ والإنسان حتى في وجود الألم والمأساوية.

٣. خلاصة المقارنة ونشأة الحب العذري
تختلف حالة جميل بثينة النفسية والوجدانية عن شعراء عصره وسابقيه، لخروجه إلى الطابع العذري الذي يمثل نقطة تباين مع الشعر القديم (كشعر امرئ القيس مثلاً). وهذا يثبت عكس ما ذهب إليه بعض النقاد؛ فالشعر العاطفي لا ينتج إلا عن انعكاس وجداني عميق بكل أنواعه وحالات مكوناته.

كما يدرك القارئ تماماً أن ما قاله جميل عن بداية حبه لبثينة دليل على نقاء المحبة وسلامتها من أي حالة مشوهة، وهي بداية غير تقليدية تكرس المفهوم العذري للحب:
> وأول ما قاد المودة بيننا
> بوادي بغيض يا بثين سباب

سياق البيت: تروي المصادر الأدبية أن اللقاء الأول بين جميل وبثينة حدث عند وادي بغيض عندما كانا يسقيان إبلهما. فنفرت إبل جميل، فقام جميل بسب بثينة، فبادلته السب، وكان هذا الرد الذكي والحدة في شخصيتها هو السبب الغريب الذي أثار إعجابه وبداية حبه، مما أرسى أساس هذا الحب العذري المتميز، حيث يقول جميل في تبيان القصة: “وقلنا لها قولاً فجاءت بمثلهِ / لكل كلامٍ يا بثينَ جوابُ

اختتام سيربترو7 بمشاركة مميزة من مجموعة عبد الكريم وشركة بي سيرف انيرجي

هوى الشام| بمشاركة فاعلة ومميزة لكل من مجموعة عبد الكريم للتجارة والصناعة وشركة بي سيرف إنرجي اختُتمت فعاليات معرض سيربترو 7 الذي شكّل هذا العام منصة مهمة للتواصل المباشر بين الشركات الوطنية والجهات الحكومية والزوار من مختلف القطاعات.
وقد حظي جناح المجموعة والشركة باهتمام واسع نظراً لمكانتهما في قطاع الطاقة وما تمتلكانه من حضور مهني راسخ وشبكة علاقات واسعة داخل السوق السورية.

وخلال المعرض أتاح تفاعل ممثلي مجموعة عبد الكريم وشركة بي سيرف انيرجي مع الزوار والمسؤولين فرصة لتعزيز جسور التعاون واستكشاف آفاق شراكات مستقبلية تُسهم في دعم قطاع الطاقة في سوريا .

وفي تصريح لرئيس مجلس إدارة مجموعة عبد الكريم الأستاذ فادي عبد الكريم أكد أن مشاركة المجموعة وبي سيرف إنرجي في المعارض الوطنية تأتي انطلاقاً من إيمان راسخ بدورهما في دعم الاقتصاد الوطني وتعزيز استقرار قطاع الطاقة والمساهمة في بناء مستقبل أفضل لسوريا.
وأشار إلى أن المجموعة والشركة ستواصلان حضورهما الفاعل في أي فعالية من شأنها دعم العمل الوطني وفتح مجالات تعاون جديدة بما يعكس التزامهما بمسيرة التطوير والتنمية.

انطلاقة قوية في سيربترو 7 بمشاركة مجموعة عبد الكريم وبي سيرف إنرجي الإماراتية

هوى الشام| بمشاركة مجموعة عبد الكريم للتجارة والصناعة وشركة بي سيرف إنرجي الإماراتية انطلقت اليوم فعاليات معرض سوريا الدولي للبترول والطاقة والثروة المعدنية – سيربترو 7 على أرض مدينة المعارض بدمشق بمشاركة واسعة من الشركات الوطنية والعربية والعالمية العاملة في قطاعات النفط والغاز والطاقة.

وزار جناح مجموعة عبد الكريم وشركة بي سيرف انيرجي الأستاذ غياث دياب معاون وزير الطاقة لشؤون النفط والمهندس يوسف قبلاوي الرئيس التنفيذي للشركة السورية للبترول SPC.

 

syrpetro

 

 

 

وتمثل مجموعة عبد الكريم إحدى أبرز الشركات الوطنية العاملة في مجال الزيوت الصناعية وزيوت السيارات ومستلزمات حقول النفط فيما تُعد بي سيرف إنرجي من الشركات الإقليمية الرائدة في خدمات الطاقة وحلول التشغيل المتكاملة، وهي الراعي الماسي للمعرض هذا العام.

 

 

 

syrpetro

 

 

وقال الأستاذ مازن كنينه المدير التنفيذي لمجموعة عبد الكريم نفخر بمشاركتنا إلى جانب شركائنا في بي سيرف إنرجي الإماراتية، ونرى في هذا التعاون نموذجاً لما يمكن أن يحققه التكامل بين الخبرة الوطنية والإقليمية من نتائج إيجابية تخدم قطاع الطاقة وتدعم الاقتصاد السوري.

 

 

 

syrpetro

“Be Serve Energy” الإماراتية الراعي الماسي لمعرض “سير بترو 7”

هوى الشام| تشارك شركة بي سيرف إنرجي (Be Serve Energy) الإماراتية في معرض سوريا الدولي للبترول والطاقة والثروة المعدنية – سير بترو 7، الذي يقام في دمشق خلال الفترة من 11 إلى 14 تشرين الثاني 2025، بصفتها الراعي الماسي للمعرض، تأكيداً على التزامها بدعم تطوير قطاع الطاقة في سوريا.

وتُعد شركة بي سيرف إنرجي من الشركات الرائدة في الخدمات النفطية والتقنيات المساندة لعمليات الحفر والإنتاج، إضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة وأنظمة التحكم الذكية في قطاع النفط. وتمتاز الشركة بعلاقات استراتيجية مع شركاء من أوروبا وآسيا، وتسعى إلى تطبيق حلول تجمع بين الكفاءة التشغيلية والاستدامة البيئية.

وتشهد الشركة نشاطاً متنامياً في السوق السورية حيث أنجزت مؤخراً عقداً لشراء 600 ألف برميل من النفط الثقيل من الحكومة السورية، كما قامت بتوريد 2000 طن من زيت الأساس لمعمل مزج الزيوت في مصفاة حمص في إطار دعمها المتواصل لقطاع الطاقة السوري.

أكدت الشركة في بيان صحفي أن مشاركتها في المعرض تأتي انطلاقاً من إيمانها بأهمية السوق السورية ودورها المحوري في مستقبل قطاع الطاقة الإقليمي..

وقالت الشركة.. نحن فخورون برعايتنا الماسية لمعرض سير بترو 7، الذي يمثل منصة مهمة للتواصل وتبادل الخبرات بين الفاعلين في مجالات النفط والطاقة .. ونسعى من خلال هذه المشاركة إلى تعزيز الشراكات الاستراتيجية والمساهمة بخبراتنا في تطوير الحلول المستدامة التي تخدم الاقتصاد السوري وتدعم استقرار وازدهار سوريا الجديدة.

‏مجموعة عبد الكريم شريك استراتيجي في معرض “سيربترو 7”

هوى الشام| ‏تشارك مجموعة عبد الكريم للصناعة والتجارة في الدورة السابعة من المعرض السوري الدولي للبترول والغاز والثروة المعدنية “سيربترو 7″، الذي تنظمه مجموعة مشهداني الدولية خلال الفترة من 11 حتى 14 تشرين الثاني 2025 على أرض مدينة المعارض بدمشق، وذلك بصفتها الشريك الاستراتيجي للمعرض.

‏وأكد الأستاذ مازن كنينة المدير التنفيذي للمجموعة أن المشاركة في هذا الحدث تمثل إضافة نوعية لمسيرة الشركة لما يوفره المعرض من منصة للتواصل مع الشركات المحلية والدولية والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في قطاع النفط والطاقة وفتح آفاق جديدة للتعاون والشراكات المستقبلية.

‏وستسلط المجموعة الضوء على باقة من منتجاتها المتطورة المخصصة لحقول النفط ومنها:
‏موانع الاستحلاب والتآكل
‏مستلزمات ووسائل الحفر
‏تجهيزات حقول النفط
‏اضافة إلى خبرتها في مجال إنتاج الزيوت المعدنية والصناعية بمختلف أنواعها.

دار الفكر.. مسيرة ستة عقود من الثقافة والالتزام

خاص هوى الشام من مرام القباقلي| في عالم المعرفة الذي لا يتوقف عن التطور والتحول، تظل دار الفكر واحدة من أبرز المؤسسات الثقافية في سوريا والعالم العربي، لما ترتبط به من رسالة راسخة في تعزيز الفكر ونشر الوعي ودعم حرية النشر والإبداع.

ويفتتح الأستاذ وحيد تاجا، مدير القسم الإعلامي، والدكتور نزار أباظة، مدير قسم النشر، أبواب الماضي العريق والتطلعات المستقبلية الحافلة في حوار خاص مع هوى الشام

الأستاذ وحيد تاجا تحدث عن رؤية الدار لـ هوى الشاموحيد تاجا

ما هي الرؤية التي انطلقت منها دار الفكر في تأسيسها، وما الرسالة التي تسعى لتحقيقها؟

دار الفكر تأسست برؤية تتجاوز حدود النشر التقليدي، لتكون مؤسسة ثقافية حيوية تلتزم بالحوار والتجديد، وتحرص على التواصل مع القارئ، مع احترام الحقوق الفكرية ورعاية ثقافة الأطفال، ونشر كتب نافعة لجميع الأعمار والشرائح ، واسم “دار الفكر” يعكس التزامًا بخدمة الفكر بأبعاده الشاملة، عبر استقطاب كبار المفكرين العرب ونشر أعمالهم. نطمح لأن تكون الدار عينًا على الماضي ومستقبلاً، تختار منشوراتها وفق معايير الإبداع والعلم والحاجة والمستقبل، وتنبذ التقليد والتكرار. شعارنا الدائم: “افعل الممكن إلى أقصى حد ممكن”. وأضاف: منذ عام 2000 أطلقنا تقليدا سنويا للاحتفاء باليوم العالمي للكتاب عبر أسبوع ثقافي يجمع شخصيات فكرية عربية ودولية.

كيف كان دور محمد عدنان سالم في توسعة نشاط دار الفكر محلياً وخارجياً؟

الأستاذ محمد عدنان سالم كان له دور بارز في قيادة توسعة الدار محليا وخارجيا، إذ قاد الإدارة وتابع أعمال النشر، وأسهم في تصدير الإنتاج الفكري واستيراد الكتب للسوق المحلي وكان داعما لمشاريع فكرية ضخمة مثل إحياء تراث مالك بن نبي، إصدار موسوعة الفقه الإسلامي، إطلاق سلسلة الأطالس، ودعم سلسلة “رسول الإنسانية”، إضافة لمسابقات القراءة والإبداع، وأما الأستاذ محمد الزعبي فمثل الدار في عدة بلاد عربية وأشرف على فرع للمراجع، فيما تولى الأستاذ أحمد الزعبي إدارة المكتبة، ما عزز استقرار بنيتها.

ما هي المجالات الأساسية التي تركز عليها دار الفكر في نشر الكتب؟ وهل هناك اهتمام خاص باللغة العربية والتراث؟

دار الفكر منفتحة على كل أنواع المعارف للكبار والصغار، وتشجع نشر الكتب التي تدعم ثقافة حرة وصحيحة. نشرت سلسلة “حوارات لقرن جديد” التي جمعت مفكرين من مذاهب واتجاهات مختلفة، لتكون منصة تغني العقل العربي بحوارات بين الفكر والدين والسياسة والمرأة والحضارات، وصدرت بالعربية والإنجليزية.
أما التراث، فنحن لا نُقَدّسه وإنما نُقدّره ونحض على نقاده وتحليله وإعادة تركيبه ليواكب العصر، لأن تقديسه يعني تجميد الفكر وتعطيل الحركة الثقافيةو نؤمن بأن التراث جهد متراكب متنوع ويجب التفاعل معه بوعي.

كيف تعالج الدار حقوق الملكية الفكرية، وهل تدعم المؤلفين الجدد؟

نأخذ حقوق الملكية الفكرية بجدية تامة، وكنّا من الأوائل الداعين لاحترامها في سوريا، وأصدرنا مؤلفات متخصصة وأطلقنا نشرة “بالمرصاد” للتوعية، ولكن المشكلة في الأساس ثقافة المجتمع، والقوانين وحدها لا تكفي، لذلك ندعو لتشكيل مجلس وطني يعزز احترام الحقوق ، كما نوفر بيئة تحريرية تدعم المؤلفين الجدد وتحمي حقوقهم، لأن حماية الفكر تبدأ بدعم المبدعين.

ما هي خطط الدار المستقبلية للتوسع الرقمي والتجارة الإلكترونية؟

نؤمن بأن الكتاب تحوّل رقمي لا مفر منه، ونركز على رقمنة الأرشيف، توفير الإصدارات الإلكترونية، وتطوير منصات رقمية سهلة للوصول داخل سوريا وخارجها، ونحرص على بناء تجربة رقمية تواكب احتياجات الأجيال الشابة، مع الالتزام بحماية الملكية الفكرية ودعم الكتّاب الجدد.

كيف ترى دار الفكر دورها بعد التحرير وحرية النشر دون رقابة؟

هذه فرصة تاريخية لإعادة بناء المشهد الثقافي على قيم الحرية والمسؤولية معا، فالحرية ليست فقط غياب المنع بل إنتاج محتوى يرفع الوعي ويعزز قيم الحوار والانفتاح ، ونهدف لأن نكون منبرا مفتوحا للأصوات الجديدة دون اختناق، مع الحفاظ على الجودة والالتزام الأخلاقي، وإطلاق مشاريع نشر جريئة تعكس هموم المجتمع وتطلعاته.

ينتقل الحوار إلى الجانب الإداري والتاريخي مع الدكتور نزار أباظة، مدير قسم النشر، ليكمل صورة الدار من بداياتها إلى اليوم.

نزار أباظة

 متى تأسست دار الفكر، وكيف بدأت الرحلة في عالم النشر؟

تأسست دار الفكر في دمشق عام 1957 على يد محمد عدنان سالم ومحمد وأحمد الزعبي، الذين حملوا رسالة النشر كوسيلة للارتقاء الثقافي. ابتدأنا بخدمة طلاب الجامعة عبر مطبعة يدوية، ثم تحولت إلى صالة عرض قبل أن تتبلور إلى دار نشر متكاملة بدعم المفكر التونسي محمد محيي الدين القليبي، الذي اقترح عنوان أول كتاب لنا: “الاستعمار الفرنسي في إفريقيا السوداء”.

كيف ساهم التوسع إلى السودان واليمن والجزائر والقاهرة في تعزيز الدور الثقافي للدار؟

كان التوسع تجسيدا لرؤيتنا ببناء نهضة ثقافية عربية شاملة، بعيدا عن مجرد التوسع التجاري. فتحنا مكاتب في تلك الدول، وسلمناها لإدارة شركاء محليين إيمانا بالشراكة الثقافية لا الاحتكار، ونؤمن بالتوازن بين التجارة والثقافة دون أن يطغى أي جانب على الآخر.

ما أبرز التحديات التي واجهتها الدار في ظل الظروف السياسية والاقتصادية بسوريا؟

واجهنا مضايقات خلال حكم البعث، خاصةً اعتقال مؤسسها محمد عدنان سالم عام 1965، وتأميم الكتب الجامعية الذي قلل من دعم التعليم الحر، ثم خسائر كبيرة خلال الثورة السورية من حرق مستودعات وهجرة كوادر، إضافة لتأثير جائحة كورونا والحصار الاقتصادي، كما تعرضت الدار أيضاً لتضييقات وزارة الإعلام ومنع طباعة واستيراد بعض الكتب، مع تراجع الاهتمام الشبابي بالقراءة، ورغم ذلك استمرينا في دعم الثقافة.

كيف طورت الدار طرق الطباعة؟

لدينا مطبعة خاصة منذ البداية منحتنا استقلالية ومرونة. مع تقدم الزمن، انتقلنا من الصف التصويري التقليدي إلى الصف الحاسوبي وطورنا آلاتنا وفق المعايير الحديثة، لأن التحديث المستمر جزء من فلسفتنا للحفاظ على الجودة.

كيف تحافظ دار الفكر على جودة التدقيق اللغوي والتخطيط التحريري؟

نحرص على أعلى معايير الجودة، فلا يُطرح أي كتاب إلا بعد مراجعات لغوية دقيقة وتصحيح شامل، لأن الأخطاء تؤثر سلباً على الرسالة الثقافية. نتحمل أعباء مالية وتأخيرات في المواعيد أحيانًا حفاظًا على الجودة، كما أطلقنا دورات تدريب منتظمة لتأهيل الكوادر الشابة ودعم تطوير أدوات التحرير.

منصة جدل تشارك في معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ 44

خاص هوى الشام من وسام شغري| تشارك منصة جدل عبر عدد من الكتب لمؤلفين ومترجمين سوريين في معرض الشارقة الذي يقام في هذه الفترة.

وعن هذا الموضوع، يقول رواد العوام المدير العام للمنصة: لدى المنصة كادر محترف وخبرات مهنية عالية؛ لذا كانت مشاركتنا غنية تحوي كل أنواع الكتب، من كتب التنمية البشرية إلى الكتب الدينية والروايات المترجمة والكتب النفسية.

وأضاف العوام: طموح المنصة لا يتوقف عند حدود، وسنكمل هذا الطريق.. طريق الأدب والإبداع.. ولا سيما مع وجود كفاءات وخبرات قل نظيرها.

تيماء سعيد التي شاركت عبر كتابها أم لأول مرة الذي ألفته بالتشارك مع مي العربيد، قالت: هذه هي مشاركتي الأولى في المعارض، مضيفةً: إن فكرة الكتاب جاءت من ضرورة وجود دليل يعين الأم للوصول إلى معلومة علمية موثوقة تساعدها في تخطي كل مرحلة بطريقة صحيحة، وذلك عبر منهج اعتمد على طرح أسئلة تفرزها في كل مرحلة عمرية مع إجابات علمية.

أما فلك علي مترجمة فشاركت عبر كتاب “علاقات صحية” تقول: إن كتابها المترجم يتحدث عن مفهوم العلاقات الصحية، ويرفض مفهوم أن العلاقة الصحية خالية من الخلافات، فالاختلافات ضرورية بين أي شريكين ويجب على كليهما تقبلها، مضيفةً: إن الكتاب يركز على أهمية الحوار واحترام مشاعر الآخر وحقوقه.

وأشارت علي إلى أنها شاركت في هذا الكتاب بأكثر من معرض، وأنه حقق الأعلى مبيعًا في كل من معرض الشارقة ٢.٢٤ وأبو ظبي ٢.٢٣ والرياض ٢٠٢٥.

آية دنون مترجمة، قامت بترجمة رواية “روح ألفونسو الملعونة ” قالت: إنها شاركت في معرض الشارقة في عام 2023 والآن شاركت عبر رواية مترجمة، والتي لم تكن مجرد قصة، بل مرآة للخوف والأسرار التي تكمن داخلنا.

يذكر أن منصة جدل تشارك عبر إصدارات عدة، منها “صناعة الثقة لدى المرأة” و “لا ريبَ فيه” وهو كتاب ديني، و” سيكولوجيا العملاء”، وجسدي تحت رحمة الكيمياء، و”أنت بخير”.

جدل

شيطان أخرس.. مجموعة قصصية بأسلوب ساخر في معرض الشارقة

خاص هوى الشام من وسام شغري| عندما يجتمع قلمان.. أحدهما يرسم وآخر يكتب.. تصلنا بالتأكيد تحفة فنية قل نظيرها، وسنقرأ أدباً متفرداً لا يوجد له شبيه تخلص في مجموعة شيطان أخرس.

رواد العوام الكاتب والدكتور ممدوح حمادة رسام كاريكاتير استطاعا عبر شيطان أخرس المجموعة الصادرة عن دار دريم بوك؛ الغوص في تفاصيل مؤلمة عاشتها فئة لا تعرف سوى الخذلان والضياع؛ بسبب سيطرة فئة حاكمة بصورة ديكتاتورية ظالمة.

صور العوام أرضا متخيلة لأشخاص متخيلين، قاصداً من خلال أرض الملح تلك أن يبين تقديس حكامها الشعارات الرنانة، وتسمية الشخصيات بأسماء موحية ومضحكة في آن، لينبئنا بأنها أسماء متخيلة بينما في الحقيقة التي تجلت بين السطور هو يشير إلى أنها واقعية.

عناوين القصص التي اختارها العوام لم تكن عبثاً، بل كانت توحي بعبقرية نقدية تلازم هذا الكاتب، فقد استطاع إيصال فكرته، بداية من العنوان إلى الدخول بالقصة ونهاية بخاتمتها.

أسلوب رواد العوام غير نمطي، متجدد قادر على أن يبعث داخلك شغفاً لمواصلة القراءة.. حيث يشعرك أنك تقرأ اللوحة مع الصورة في كل متمازج بطريقة فنية، حتى غدا النص لوحة متكاملة.. ابتداءً من العنوان وانتهاء بالرسوم التي أبدعتها ريشة الدكتور حمادة.

الطرافة في هكذا نوع من القصص تغنيها؛ لأن العوام ارتأى بالأسلوب التهكمي الرمزي خياراً مفضلاً، وقد وفق بذلك لأنه استطاع أن يجلب القارئ إلى ضفته..

هذا الأسلوب أقرب ما يكون إلى السهل الممتنع، صياغة متمكنة بأسلوب رصين وبعد فلسفي، لكنه خال من التكلف والتنظير، والإطناب، وفي النهاية تجد نفسك أمام قصص تحكي واقعنا كسوريين خلال أربعين سنة بائدة، وكأنه يضع يده على الوجع فنصرخ ضاحكين.

يذكر أن المجموعة تشارك بمعرض الشارقة للكتاب إضافة إلى مجموعة أخرى لكتاب سوريين.

متعة السرعة: استعراض دمشق لسباق السيارات

هوى الشام| شهدت حلبة مدينة المعارض القديمة في دمشق، استعراضاً مميزاً لسباق السيارات نظمته نادي السيارات السوري، حيث تسود أجواء حماسية لاهبة خلال الفعالية. وقد قدم المشاركون مهاراتهم في سباقات السرعة والدريفت أمام جمهور رياضة المحركات الذي تفاعل بشكل كبير مع العروض المتميزة للمتسابقين المخضرمين والجدد.

جهود النادي والمنظمين

في تصريح له، أشار الدكتور سامر الخضر، المدير العام لنادي السيارات السوري، إلى الجهود الكبيرة التي بذلتها كوادر النادي واللجنة المنظمة لتحضير العرض. تم اتخاذ تدابير لوجستية وضمان توفير عوامل الأمان والسلامة للحضور والمتسابقين، بالإضافة إلى تنظيم الأمور الإدارية والفنية، مما ساهم في نجاح العرض بصورة احترافية.

مستوى المتسابقين

قدم مدير الأنشطة في نادي السيارات حسن الحامض إشادة بمستويات المتسابقين الذين أبدعوا في إدخال مهاراتهم أمام الجمهور. الهدف من هذا العرض هو تشجيع محبي هذه الرياضة على المشاركة، وتوفير الفرصة للجمهور لتشجيع المتسابقين، خاصة أن السباقات المعتمدة تقام عادةً على حلبة النادي في صيدنايا، وقد يشكل بُعد المسافة عائقًا أمام الحضور.

معايير السلامة

أوضح عمار الحسامي، معاون مسؤول الأنشطة في النادي، أن الاستعراض أقيم وفق معايير السلامة المطلوبة. حيث كانت هناك فرق متخصصة جاهزة للتعامل مع أي حالة طارئة، بالإضافة إلى فريق مخصص لحماية الجمهور.

تفاعل المشاركين والجمهور

عبّر عدد من المشاركين عن سعادتهم بالتواجد في هذا الحدث الرياضي، خصوصاً في ظل الحضور الجماهيري الكبير الذي غصت به الحلبة، مما أضفى أجواءً تنافسية مميزة. أعرب المتسابقون عن استعدادهم للمشاركة في السباقات والعروض الرياضية القادمة، مما يبرز حيوية هذه الرياضة في سوريا.

آخر الأخبار