الدروس الخصوصية في سورية

خاص هوى الشام من فيحاء عاصي| يومان وساعات قليلة تفصلنا عن بدء امتحان الشهادة الثانوية العامة في سورية بجميع فروعها لينتهي مشوار الاثني عشر عاما على مقاعد الدراسة في المدارس والانتقال إلى مقاعد الجامعات بعد العبور من نفق الامتحان الأصعب الذي بات كابوسا يراود الأهالي والطلبة.

ويعاني طلاب البكالوريا في سورية ضغوطا نفسية واجتماعية جمة خلال أيام الدراسة في السنة والتحضير للامتحان كما يعاني أولياء الأمور من الضغوط المالية لتأمين أجور الدروس الخصوصية والمعاهد التي أصبحت أساسية من دورات مكثفة وجلسات امتحانية لتوفير تعليم متكامل.

لا يخلو منزل فيه طالب بكالوريا من هذا الواقع الذي  لا مفر منه، حيث تعتبر الدروس الخصوصية مفتاحا لدى الكثيرين لتجاوز هذه المرحلة الصعبة رغم الأسعار الخيالية التي وصلت لها و لا ترحم غنيا كان أم فقيرا، فتبدأ الأسعار للدروس الخصوصية التي يعطيها المدرسون من ١٠٠ ألف ليرة سورية  في الساعة الواحدة  في مختلف المواد.

مشاكل وعقبات كثيرة تواجه الطلاب وأهاليهم للتوجه نحو خيار الدروس الخصوصية أو المعاهد والجلسات التحضيرية المكثفة، ومنها وفق ما يؤكدون النقص في الكادر التدريسي المؤهل في المدارس، أيضا التقصير من قبل المدرسين الذين يضعون ضميرهم التدريسي جانبا من أجل استجرار الطالب لأخذ الدروس.

السيدة أم علي قالت: ابني طالب بكلوريا ومن واجبي تقديم الأفضل فأنا أعطيه دروسا للمواد العلمية من أول العام الدراسي نظرا لعدم وجود المدرسين المؤهلين في بعض الأوقات بالمراحل السابقة، فمن واجبي أن أقدم له العون ليتجاوز هذه السنة.

وتضيف أم علي: صحيح بأننا نعاني في تأمين مصاريف الدروس ولكن الأمل بالأفضل هو ما نطمح إليه لتأمين مستقبل باهر لأبنائنا.

أما السيدة نور دقماق تحدثت قائلة : أنا كأم ضميري لا يسمح لي بالتقصير أبدا مع ابني لتقديم الدعم الازم له لتعويضه عم فاته من نقص بتلقي المعلومات في المدرسة معتبرة أن للدروس الخصوصية إيجابياتها، منها تحفيز الطالب على الدراسة والتركيز أكثر أثناء الدرس، وأيضا تحمل المسؤولية عند إحساسه بمعاناة أهله لتأمين مستلزماته، أما سلبياتها فقد تعود الطالب على الاتكالية وعدم الاعتماد على الذات في البحث والدراسة بمفرده.

القلق والتوتر هذا ما يشعر به الطالب فادي جمول قائلا: من الطبيعي شعور القلق والتوتر في هذه المرحلة فهي تحديد لمستقبلي الدراسي وأتمنى أن تنتهي بأفضل النتائج وأحقق هدفي في الحصول على الفرع الذي أحبه.

الدروس الخصوصية ورغم كل الحديث عنها والانتقادات لها ومحاولات منعها، إلا أنها تعد سلاحا ذا حدين للأهالي فهي معاناة مالية كبيرة لهم لتأمينها لأبنائهم وبالوقت نفسه ملاذ آمن يريح ضميرهم ويقدمونها لأبنائهم لعلها تكون طريق النجاة الذي لا مفر منه ومفتاح النجاح نحو المستقبل.

(( تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

SHARE