هذه التجربة وتطورها تدفع الفرد بشكل عام للتساؤل عن آلية عمل هذه البنوك وما الفرق بينها وبين المصارف التقليدية الموجودة منذ عشرات السنين فالكثير بات اليوم يردد اسم //بنك إسلامي// ولكن لا يعرف لما تم اقتران اسم البنك بكلمة “الإسلامي” ولا يدري لما يتم تمييزه عن المصارف الأخرى سواء التابعة للقطاع العام كالعقاري والتجاري والتوفير والتسليف وغيرهم أو الخاص كبنك سورية والمهجر وبيمو السعودي الفرنسي وبيبلوس….الخ.
ولذلك سنوضح في المقال التالي تاريخ نشأة المصارف الإسلامية في سورية وعددها وآلية عملها وسنتناول في مقال لاحق “في الأعداد القادمة من المجلة” تفاصيل العقود والخدمات التي تقدمها المصارف الإسلامية بالإضافة لمقال آخر سنقدم فيه لقرائنا معلومات حول تاريخ نشأة المصارف بشكل عام في العالم وفي سورية.
بمعنى آخر فإن هذه البنوك وسيط استثماري بين “صاحب المال والمستثمر” بحيث يحصل كل منهما على حقه في نماء هذا المال حسب ارتفاع نسبة الربح أم انخفاضها وهو ما يختلف عن البنوك التقليدية التي تحدد “نسب فائدة ثابتة” وتعتبر الفائدة أساس التعامل وهو ما يُحرم في الشريعة الإسلامية كونه يُعد // ربا // وفق مفهوم الشريعة حيث أوضح الدكتور يوسف شنار الخبير بالعمل المصرفي الاسلامي في تصريحه للعالم الاقتصادي أن الربا محرم في الديانات السماوية الثلاثة وليس في الإسلام فقط وفكرة البنوك الإسلامية تختلف عن التقليدية في طريقة توظيف واستثمار هذه الاموال بحيث يكون هناك مشاركة في الربح والخسارة بين الأطراف المتعاملة.
وبيّن شنار أن في البنك الإسلامي يوجد هيئة شرعية تدرس كل معاملات المصرف وتتأكد من عدم مخالفتها للشرع ويوجد قسم في البنك خاص بالزكاة وتحقق هذه البنوك الأرباح من خلال عمليات الاستثمار التي تقوم بها أما البنوك التقليدية تحقق الأرباح من خلال الإقراض بسعر فائدة أعلى من سعر الفائدة الذي تدفعه مقابل الودائع الموجودة لديها لذلك يعتبر قسم القروض أهم قسم في البنوك التقليدية بينما يعتبر قسم الاستثمار هو الأهم في البنوك الإسلامية.
وبشكل عام تقدم هذه البنوك مجموعة من الخدمات كغيرها من المصارف التقليدية ومنها قبول الايداعات من العملاء على شكل حسابات جارية أو حسابات استثمار لآجال محددة وتقديم تسهيلات مباشرة للعملاء // أي منح القروض// وتقديم التسهيلات غير المباشرة وخدمات التجارة الخارجية /الكفالات والاعتمادات المستندية/ وخدمات أخرى مثل دفع وتحصيل قيمة الشبكات المسحوبة على حسابات العملاء أي فعليا تقوم البنوك باقتراض الاموال من المودعين لتقوم بإقراضه الى المستثمرين بنسبة فائدة اعلى والفرق بين نسب الفائدة المدينة والدائنة يمثل هامش الربح للبنك.
اما ظهور البنوك الاسلامية كمؤسسات تمويل يعود الى عام 1974 حيث تأسس البنك الاسلامي للتنمية ليقوم بمشاركة حكومات الدول الاسلامية في عمليات التنمية تلاه انشاء بنك دبي الاسلامي عام 1975.
وفي سورية شكل صدور المرسوم /35/ عام 2005 الخاص بقانون احداث المصارف الاسلامية نقطة البدء في إنشاء هذا النوع من المصارف وبعد اصداره بعامين شهدت السوق السورية انطلاقة أول مصرفين اسلاميين وهما //بنك الشام وبنك سورية الدولي الإسلامي// على التوالي حيث يفصل بين اطلاقهما ما يقارب الشهر فقط ليتبعهما بنك البركة بعد عام ونيف.
تحدد البنوك الإسلامية عدة قضايا تعتبرها أساسيات في عملها الاقتصادي يذكرها مدير إدارة الفروع في بنك سورية الإسلامي أمير رهوان خلال تصريحه لـ “العالم الاقتصادي” بأنها تتمثل بعدم التعامل بالنقد كسلعة وعدم التعامل بالربا // من مبدأ النقد لا يولد نقد كما في الشريعة// وعدم المتاجرة بالديون والمخاطر وعدم التعامل بالقمار وعدم بناء ربح طرف على حساب خسارة الطرف الآخر وعدم المتاجرة بسلع و بضائع محظورة أو ممنوعة وعدم استغلال حاجات الآخرين لبناء الثروات بالإضافة إلى الاعتماد على المتاجرة عوضاً عن الإقراض و الإقتراض والمتاجرة بسلع و بضائع و خدمات مباحة شرعاً والمشاركة في الربح و الخسارة وفي تحمل المخاطر والابتعاد عن الفوائد الربوية واعتماد الوضوح في كافة المعاملات والعقود والإبتعاد عن الغرر.
من جهة أخرى تتميز البنوك الإسلامية وفق تعبيره بقدرتها على تطوير الأدوات والآليات والمنتجات المصرفية الإسلامية مما أدى إلى انتشارها بسرعة وتشير التجربة إلى أن صيغ “التمويل الإسلامية” تتميز بمرونة كبيرة مما يجعل من الممكن تطويرها وابتكار صيغ أخرى مناسبة لكل حالة من حالات التمويل بالإضافة لكون هذه المصارف أكثر مقدرة ومرونة في إدارة المخاطر المصرفية لأن منهجية العمل المصرفي الإسلامي تبنى على أساس المشاركة (أي اقتسام المخاطر) وليس الإقراض والاقتراض.
وأضاف خلال تصريحه لـ “العالم الاقتصادي” أن الأدوات والمرونة التي تمتلكها المصارف الإسلامية في سورية مكنتها من تحمل تداعيات الأزمة مؤكداً أن المرسوم 35 الصادر في سورية والذي سمح بتأسيس المصارف الإسلامية يعد من أفضل المراسيم المتعلقة في هذا المجال بالمنطقة العربية وهناك خبراء في الدول العربية طلبت نسخة منه للاطلاع عليه.
وقد يعتقد البعض أن المصارف الإسلامية تستهدف شريحة معينة من المجتمع وهم المسلمون إلا أن نجاح تجربة البنوك الإسلامية جعلها تستقطب الكثير من الإخوة المسيحيين وفق الدويك الذي أكد أن عددا كبيرا من عملاء البنك هم من المسيحيين لقناعتهم وثقتهم بالخدمات المقدمة عبر هذا النوع من البنوك.
وأوضح الدويك أن كافة خدمات بنك سورية الدولي الإسلامي تتوائم مع احكام الشريعة ومفاهيم العمل المصرفي الاسلامي وكل شيء في تعاملات وخدمات البنك له توضيح في المذاهب الاسلامية لافتاً إلى أن اعتمادهم في العمل على الخدمات المتطورة والحديثة والتزامهم بتقديم الخدمة بطريقة تفوق توقعات العميل واعتمادهم على كوادر مؤهلة ومدربة وتعمل بروح الفريق جذب الكثير من الناس للتعامل معهم وعزز الثقة بخدماتهم.
وبناء على تجربة بنك سورية الدولي الإسلامي اعتبر الدويك أن استمرار البنك بالتمويل منذ عام 2008 وحتى اليوم دليل هام على نجاح البنوك الإسلامية مضيفاً : “رغم كل تعرضت له سورية خلال السنوات الأخيرة فإن بنك سورية الدولي الإسلامي اليوم من اكبر محافظ التمويل بين البنوك ال 14 الموجودة في سوق دمشق للأوراق المالية” وسيستمر البنك بالتمويل لاسيما بتمويل المشاريع الانتاجية بالمرحلة الحالية لانها تسهم في تشغيل اليد العاملة ودعم الناتج المحلي والتخفيف من الاستيراد وزيادة التصدير وبالتالي توريد قطع أجنبي للبلاد.
وهناك عدد من البنوك العربية التي لم يقترن اسمها بكلمة “الإسلامي” رغم عملها وفق أحكام الشريعة الإسلامية .. بالمجمل فإن هذا الرأي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أو اصدار آلية موحدة للتسمية لأن ذلك قد يساهم بإيصال رسالة هذا النوع من البنوك بشكل أسرع وأسهل لشريحة أكبر من المواطنين خاصة من قد يتردد في الدخول لبنك اسلامي كونه لا يعلم أو يجهل حقيقة ارتباط الاسم بآلية العمل أو قد يعتقد أن خدمات هذه البنوك وفقاً لأسمائها لا تواكب التطور والتقدم الحاصل في العالم المصرفي.. وتبقى التجربة خير برهان.
هوى الشام| كشفت دراسة جديدة عن رؤى مهمة حول كيفية هروب فيروس SARS-CoV-2 ومتغيراته من…
هوى الشام| يغيب الحارس إيدرسون عن مانشستر سيتي في مباراتيه الحاسمتين أمام وست هام في…
هوى الشام| طالب البيان الختامي للقمة العربية الثالثة والثلاثين التي انعقدت في البحرين اليوم بوقف…
هوى الشام| أنعش فريق النواعير آماله مجدداً وتغلب على ضيفه الكرامة بواقع ٧٨-٦٨ وذلك في…
هوى الشام| في إطار مشاركته في اجتماع القمة العربية في المنامة، التقى وزير الخارجية والمغتربين…
هوى الشام| انطلقت أعمال القمة العربية ٣٣ في العاصمة البحرينية المنامة بمشاركة الرئيس بشار الأسد،…
We use cookies to ensure that we give you the best experience on our website.