في امريكا
مغتربة

واشنطن-هوى الشام

بمخزون حضاري ومعرفي يمكن للانسان أن يغترب ويحمل معه وطنه في ذاكرة تبقى متصلة باالجذور ، غلاديس مطر أحد أولائك الذين اغتربوا وحملوا معهم سيلا من الفكر الانساني الحامل للهوية السورية وماتحتويه من قيم وحضارة ووجود.

من أمريكا استاطعت غلاديس أن تعرف الشعوب الأخرى بمكونات الحضارة السورية وعناصرها الغنية فهي تؤمن أن “سورية موجودة منذ آلاف السنين بالرغم من الحروب والغزوات والانزياحات السكانية التي حدثت عبر التاريخ في هذه المنطقة فرغم ما يمر به وطننا من أزمات وحروب إلا أننا باقون لأن سورية الوطن والشعب مستمرة في الازدهار والتطور والتقدم من أجل بناء الإنسان”.

وللكاتبة السورية رؤية خاصة في توصيف وضع المرأة السورية في ظروف الحرب حيث تقول في حديث خاص لموقع هوى الشام “ان المراة السورية المقيمة في الوطن والمغتربة ذاقت الامرين مما يحدث في ظل هذه الكارثة عانت كأم وكفتاة عزباء وكإمرأة عاملة وكإمرأة تتعاطى بالشأن العام وكطالبة وكفتاة صغيرة مرتبكة في فوضى القيم الاخلاقية البديلة”.

وتضيف “انه عندما تكتسح الدول الحروب فإن من بين أوائل الضحايا هي المرأة ككينونة وكقيمة انسانية لكن المشهد السوري اليوم حوى أكثر من هذا: لقد رأيت بام عيني نساء اقتحمن المجهول والمرعب من أجل أن يحافظن على سوريا واحدة متحدة .

وترى غلاديس ان هناك وعي رائع لدى هؤلاء النسوة حين قبلن التحدي وواجهن الصعوبات ولم يتغيرن وبقين على حالهن مؤمنات بأن بقاء الوطن ضمن حدوده يعني صون كرامتهن وانسانيتهن كنساء لهذا كلمتي الوحيدة هي أن الوطن السليم يعني امرأة سليمة ، وطن آمن يعني امرأة آمنة، ، وطن من دون فساد يعني تمكين حقيقي للمرأة، وطن يعيش مما ينتج يعني امرأة مكتفية اقتصاديا.

و أصدرت ترجمة كتابها تأخير الغروب باللغة الانطليزية وهو الآن على موقع امازون كما شاركت طلاب جامعة كليرمونت ماكينا الامريكية ورشة عمل حول كتابها قصص سورية .

تركز غلاديس خريجة الأدب الفرنسي من جامعة مدينتها  اللاذقية في كتاباتها على ما يصنعه الإنسان ويقدمه لاجل انسانيته لذلك فهي تؤكد على أهمية التواصل مع الشعوب الاخرى من خلال عشقها للكتابة والبحث والترجمة التي تمكنها من التواصل والتقرب من الثقافات الأخرى كما أنها عضوة في اتحاد الكتاب العرب في سورية وكذلك في العديد من الفعاليات الأدبية في مدينة لوس أنجلوس تصدر نشرة إلكترونية ثقافية شهرية باللغتين العربية والإنكليزية ولها ثلاث مجموعات قصصية بعنوان يزهر الصوان وفرح عابر ورغبة غافية وروايتان هما ثورة المخمل وقانون مريم إضافة إلى ثلاث دراسات هي خلف حجاب الأنوثة وخارج السرب وتأخير الغروب الذي ترجم مؤخرا إلى الإنكليزية.

وتعتبر غلاديس الحوار الصريح والشفاف الدائم حول كل ما يحصل هو حل لمواجهة التضليل الإعلامي الجائر فهو من شانه ان يزيد اللحمة ويحصن البلد بشكل تلقائي ويتحول الشعب كله إلى جنود حماة للوطن.

وفي المسرح لغلاديس أعمالا نصية حيث قدمت مسرحية مونودراما بعنوان الثرثرة الأخيرة لمحمد الماغوط وعرضت في سورية والجزائر وهي تتحدث عن واقع العالم العربي في ظل الأزمات الكبرى التي نعاصرها والتي أطلق عليها اسم “الربيع العربي”.