ملك الكوميديا أيمن رضا

دمشق – هوى الشام من رود الخالد
يحمل لقب “ملك الكوميديا” فشخصيته تجمع الموهبة الفطرية والدراسة الأكاديمية مصحوبة بثقافة غنية لا تستمد ثراءها من الكتب فحسب، بل من صميم الحياة اليومية والمعايشة الفعلية للناس أيضاً، محبوب..علامة فارقة في الكوميديا السورية.. إنه أيمن رضا صديق البسطاء.

البسطاء يتفوقون على المحللين السياسيين
لا يبدو أن التمثيل هو الشغل الشاغل لـ رضا، فصفحته على موقع فيسبوك تضج بفيديوهات ساخرة أبطالها أشخاص بسطاء، يقول رضا في حديث خاص لـ هوى الشام في حوار أجرته معه الزميلة رود الخالد : “إن الهدف من هذه الفيديوهات السخرية من المحللين السياسيين الذين يتحدثون عن المستقبل وهم لا يعرفون الحاضر الذي يعيشونه، ولفت أنظار العالم إلى هؤلاء البسطاء ونقل إحساسهم بالحرب”، مشيراً إلى أنه بدأ الآن بنشر فيديوهات “لأسخر ممن ينظمون الشعر الحديث”.
الممثل العراقي الذي بقي في الشام بينما سافر معظم النجوم في ظل الأزمة، يريد مما ينشره على صفحته تحريك المجتمع ولفت أنظاره إلى حقيقة ما يجري، إذ يقول: “نحن نمر بالحضيض والحضيض لا قواعد له”، وأضاف واصفاً جمهور المحللين السياسيين بـ “السميع التركي” معتبرا أن البسطاء الذين يصورهم أهم من المحللين.

الدراما السورية سقطت!
أما عن دور الدراما السورية في تغيير المجتمع، فينفي الفنان أيمن رضا هذا الدور لأنه “يجب أولا إنهاء التخلف والأمية، فنحن قادمون على كارثة كبرى لأن هناك جيلاً بأكمله أمي، أما الدراما فتخمن وتحاول قدر الإمكان محاكاة الواقع”، معتبرا أن “الدراما السورية سقطت لأن الممثلين الذين يعملون في الوقت الحالي من الدرجة السابعة والثامنة وليس نجوماً كباراً”.

وفي حديثه عن محاكاة الدراما للواقع يعرج رضا على شخصيته في مسلسل “بانتظار الياسمين” فيقول: “كنت أؤدي شخصية انتهازية في الأزمة، حيث تدخل حدائق المهجرين على أنها رجل أمن فتؤذيهم وتستغلهم” لافتا إلى أن “الشخصية لا تشبهني أبدا فاضطررت للعيش ثلاثة أشهر من التصوير بشخصية أكرهها للفت أنظار الناس المقتدرة إلى الواقع لمساعدة هؤلاء المهجرين”.

وزارة الإعلام تساهم بتخلفنا
على المقلب الآخر هناك دراما مدسوسة برأي أيمن رضا، إذ يرى أن “السماح بتصوير مسلسل باب الحارة عشر أجزاء يعني أن وزارة الإعلام تساهم بتخلفنا”.
وعبر أيمن رضا عن استيائه من مسلسل “باب الحارة”، واصفا إياه بالمسلسل الرديء” وهو دسيسة من قناة الـ MBC, كما أبدى استغرابه من الشعبية التي حققها كونه يستخف بعقل المشاهد على حد تعبيره ويدعم داعش ويكرس التخلف، وكان حذر منذ عام 2005 من هذه النوعية من المسلسلات و”لكن لا حياة لمن تنادي”.

ورداً على الانتقادات التي تعرض لها مسلسل صرخة روح، قال رضا “لماذا لا ينتقدون المسلسلات التركية التي تغزو المحطات التلفزيونية، والتلفاز مجرد مادة استهلاكية مجانية، ومسلسل صرخة روح يسلط الضوء على الواقع.

صديق الفنانين.. خزانة كاركترات
وحول علاقته مع الفنانين يؤكد رضا أن “كل الفنانين أصدقائي وأي فنان يسمى البقية “أعداء الكار” تكون إمكانياته ضعيفة، أنا لا أغار من زملائي والدليل أنني عندما صورت مسلسل بقعة ضوء دعيت كل الممثلين، وحصد المسلسل نتائج باهرة”.

ويضيف رضا: “قليلاً ما أتواجد في الوسط الفني، لأن المواد الخام للشخصيات التي أجسدها من خارج هذا الوسط لذلك أتواجد ضمن المجتمع والأماكن المزدحمة وغير المنطقية وغير الواقعية وغير الشرعية حتى أخزن منها ما يفيدني في أداء الشخصيات التي تعرض علي، وزملائي يلقبونني بـ “خزانة كاركترات”، وربما أكون أكثر ممثل سوري أديت كاركترات مختلفة ومتنوعة، فشخصيتي ابو ليلى بمسلسل أبو جانتي تعتبر ثاني كاركتر بعد غوار الطوشة في سورية، ولو كنت في مصر لكنت شباك تذاكر أول”.

أنا سوري أكثر من السوريين أنفسهم
أيمن رضا عراقي الجنسية ولا يعرف وطنا غير سوريا، ألف أغنية “ما رح اتركك يا شام” ، ويقول: “أنا سوري أكثر من السوريين أنفسهم والشعب السوري لا يرضى أن أكون عراقياً، وكل اللقاءات والحوارات التي ظهرت فيها يقدموني على أنني النجم السوري”.

أما فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت لمسلسل “سيت كاز” قال رضا: “حاولنا صنع كوميديا في زمن الحرب ولم ننجح، وأحد أسباب فشلها النص والإخراج واختيارات فريق العمل، فحين كنّا نصور المسلسل عام 2011 بمنطقة جبلية باردة في محافظة السويداء، كان يمر كل يوم ثلاث أو أربع شهداء أمامنا لذلك تصبح الكوميديا صعبة، ولا تأتي في زمنها الصحيح” ويضيف: “قدمت تنازلات وضحيت من أجل فريق عمل مسلسل سيت كاز”.

قرار فصل بعض الفنانين من النقابة لا يقدم ولا يؤخر
أما عن موقفه حيال تصريحات نقيب الفنانين زهير رمضان حول قرار فصل بعض الفنانين من النقابة، رأى أيمن رضا أنها “لا تقدم ولا تؤخر، والدليل أن الممثلين الذين فصلهم لا يزالون يعملون، فالقرار كان له قيمة لو كانوا في سورية”.

وانتقد رضا برنامج المواهب Arab Casting لأنه، من وجهة نظره، يرمي إلى “صناعة وجذب الجمهور، ولكن ردات فعل الجمهور ليس راضية عنه، لأنه من الممكن متابعة مطرب أو حركات رقص أو جمباز، أما مشهد تمثيلي فلا، وهذا أحد البرامج المقتبسة من الغرب، وبالنسبة لي لم أنسجم معه، ولكني انسجمت مع برنامج Arab Idol أكثر”.

وعن آخر أعماله وهو مسلسل خاتون، تحدث رضا: “أؤدي شخصية حلاق الحارة مع أنني كنت قد قررت ألا أصور مسلسلات بيئة شامية، ولكن مع وضع البلد والوضع المادي اضطررت للقبول بمثل هذه الأعمال”، وهناك أيضا مسلسل الطواريد “وأؤدي فيه شخصية رئيس مخفر لدى البدو، وسيصوَّر في دبي إضافة إلى مسلسل خماسية صرخة روح”.