دمشق – هوى الشام من بثينة البلخي

لا شيء كان أبشع فيما مضى من أيام أكثر من شعارات أغلب مرشحي مجلس الشعب، بل إنها بلغت حد القماءة أحياناً ومنتهى السخف أحياناً، والدرك الأسفل من الوضاعة في معظم الأحيان.

أما المواطن “الكريم” فما كان له من حيلة إلا أن يغمض عينيه عن تشوه مدنه بصور لم يستطع الفوتوشوب أن يخفي حقيقة بشاعة معظم أصحابها، وأن يصم أذنيه عن مئات البيانات المتخمة بوعود تروح بها رياح الشمال دونه، وأن يقبض على قلبه من هول ما تخفيه تلك المعطيات من مصائب خلفها.

في شوارع دمشق التي تئن بالصور، تلوك رأسك فكرة الكذب، كيف احترف معظم هؤلاء الكذب، كيف اعتقدوا أن ملايين الليرات تخدع أرواحنا المضناة بسكين الحرب، ما أكثر ما توارى من هؤلاء وراء دم الشهداء، وما أغلب من امتهن العمارة صنعة له ليأخذ على عاتقه “إعادة الإعمار”، وما أقبح من أعاد لنا كذبات سابقة عن فساد سيحاربه، ومجتمع سيبنيه، وعلم سيدعمه، وشباب سيرعاه، وفي أعماقنا نعلم أنه سيعود ليحتل في “مجلسنا” كرسيا قد لا يحظى باحتضانه خلال دورات المجلس مرة أو اثنتين.

سيقول قائل إنا بهذا نقض مضجع استحقاق دستوري يمثل قرارا وطنيا سياديا، لكن وبكل صدق ما من شيء يقض مضجع كل قراراتنا الوطنية أكثر من هؤلاء المنافقين..

ثلة ممن ترشحوا لا بد وأن لهم في المجلس أهداف سامية، لكن قلبي يحدثني بأن وصولهم صعب، فالمال سلطان طاغية، أثبتت التجارب فساد سطوته، وأغلب النزيهين فقراء حالهم حال المواطن المسكين لا ناقة له ولا جمل.

أذكر في إحدى الدورات الانتخابية لمجلس الشعب سألتني ابنة خالتي ذات السنوات الأربع حينها، هل ستنتخبين فسألتها ممازحة هل تعرفين ما معنى انتخاب، قالت ببراءة.. انتخاب ناس.. قلت وماذا سيفعل هؤلاء الناس.. فأجابت: لا شيء.. ولكم فيما يتفوه به الأطفال حكمة يا أولي الألباب..

SHARE