الرئيس الروسي ونظيره الاميركي

الإدارة الأميركية التي تدعو في سوريا إلى حل سياسي ترفض مشاركة الرئيس الأسد في الحل لكنها تراهن على معجزات لا تتحمل انتظارها روسيا والمنطقة.
واشنطن تتخذ استراتيجيتها بناءً على تقاطع المصالح مع حلفائها ومع “داعش”
رداً على تكثيف التسليح الروسي، يقول البيت الأبيض “لا حل عسكرياً في سوريا”… لكن موسكو تعزز حضورها المسلح لمواجهة مخاطر تمدد “داعش” في المنطقة وصولاً إلى مشارق المنطقة ومغاربها. بينما تسعى بموازاة المواجهة، إلى حل سياسي تحت هذه الأولوية مع الأطراف المعنية بالحل.
في المقابل ترى الإدارة الأميركية أن حلاً سياسياً بين ما تسميه المكونات الطائفية والعرقية، كما تتصوره في مدى سنوات يتراوح بين عشرة وعشرين، يمكن أن يقضي على “داعش”، في سحب البساط الطائفي من تحت عجلاته.
بانتظار الرهان على هذه الآمال التي تراهن عليها واشنطن في العراق وليبيا واليمن، وربما أبعد، يحلو للبنتاغون أن يعد الطلعات الجوية كما يتهكم فلاديمير بوتين.
في هذا السياق، يعرب البيت الأبيض عن استعداده لمباحثات عسكرية جزئية مع الكرملين، لكن موسكو تفضل عدم الذهاب إلى مواجهة “داعش” وإلى البحث عن حل سياسي من دون الشركاء كما تسميهم.
في هذا الإطار يدعو بوتين إلى حوار في الاستراتيجيات العسكرية والسياسية التي تتجاوز المباحثات الجزئية والتكتيكية.
لعل بوتين يتوقع تفاهماً مع أوباما في القمة المحتملة، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، كالتفاهم الذي أدى إلى تراجع العدوان على سوريا.
غير أن موسكو تذهب إلى الهيجا بسلاح الاتفاق مع سوريا وإيران، وأيضاً بسلاح التفاهم مع الاتحاد الأوراسي والصين وبعض أوروبا، على أن مخاطر الإرهاب في سوريا والعراق تهدد الانسانية، ولا درء للمخاطر بغير استراتيجية قتال بموازاة مساعي الحل.
واشنطن تتخذ استراتيجيتها بناءً على تقاطع المصالح مع حلفائها ومع “داعش”، لكنها تتيح فراغاً استراتيجياً في اعتمادها على التكتيكات الجزئية.
في الطبيعة لا يوجد فراغ ينتقل من استراتيجية إلى أخرى.

الميادين