الباحث والمترجم والمفكر الدكتور هاني الخوري
خاص هوى الشام من نبوغ محمد أسعد | الدكتور هاني الخوري باحث ومفكر ومترجم ومدير لأكثر من مؤسسة تدريبية وثقافية وإعلامية يتميز بالصدق والمنهجية ورفض التخلف والخضوع ولديه نزوع كبير للدفاع عن الحقيقة وكان معه الحوار التالي :
واضح انك باحث ومترجم على غاية من الأهمية كيف ترى البحث والترجمة في الوقت الراهن؟ .. وهل يؤدي كل منهما غاية وطنية في ظل الصعوبات ام هناك اجناس أدبية وثقافية تتفوق؟
في البداية أنا ناشر وعضو في اتحاد الناشرين لدار نشر بات عام 1999 في طباعة ونشر كتب علمية حول المعلوماتية والإدارة والكتب البحثية حول سورية واقتصادها واصلاحها الإداري والمالي وقد تبنت الدار خط الترجمة واعداد الكتب العلمية وكان لإصدارنا اكثر من ثلاثمائة كتاب متخصص بالبرمجة والشبكات الحاسوبية والتطبيقات المعلوماتية وقاموس معلوماتي يصل ل 76 الف مصطلح وسلسلة معلوماتية حول تبسيط علوم الحاسوب   وكتب متخصصة بالتطوير الإداري والإصلاح الإداري والإدارة والمصارف والإدارة الاستراتيجية والعلاقات العامة والتسويق والسكرتارية التنفيذية والعديد من الكتب الاجتماعية والتنموية والبيئية والجودة وتم اعتماد الترجمة لترجمة كتب مميزة بالعولمة والإدارة والتنمية والفكر الإداري والنظريات الإدارية والاقتصادية والسلوك التنظيمي والموارد البشرية والترجمة تساعد في ترجمة أمهات الكتب او اهم الكتب العلمية مع الاهتمام بالحصول على حقوق النشر المناسبة وقد تم خلال السنوات الأخيرة للدار بترجمة كتب هامة من دار أمريكية حول سقوط اسطورة الربيع العربي وداعش الوجه الحقيقي لأمريكا او اصدار كتاب أمريكا رحلة الوداع لكريس هيدجيز او ترجمة كتاب الممالك الصحراوية وكلها كتب لها أهميتها العلمية والسياسية والفكرية للتغيرات الحديثة.

إن الترجمة والاعداد العلمي لهما  دور كبير في تنمية المعرفة والعلوم الحديثة الإدارية والاقتصادية مثل كتب الاقتصاد الجزئي او التسويق الدولي والتنمية الإدارية والتطوير الإدارية والنظريات الاقتصادية الحديثة وهذا متطلب مهم لطلاب الجامعات والمعاهد العليا تساهم في تطوير المعرفة العلمية والحصول على اخر إصدارات الجامعات العالمية الحديثة لبناء المؤسسات.

حدثنا عن سبب خياراتك للبحث في المجال المعلوماتي وفي الترجمة لكشف الاخر ومنظوماته 
في فترة تأسيسي لمركز تدريبي للمعلوماتية في دمشق ونشر المعلوماتية شعرت بنقص في المراجع التدريبية للتطبيقات المعلوماتية ومجال التصميم الهندسي والغرافيك والصيانة والبرمجة ونظم المعلومات والشبكات فكانت دار النشر والترجمة بالنسبة لي كدار الرضا للنشر هي رسالتي للمجتمع خصوصا واني عملت لفترة في مجال النشر والتنضيد الضوئي للعديد من الصحف في سورية وقربي من المطابع وسوق المعرفة والنشر والطباعة فكانت الترجمة والنشر هي إرادة تقديم دار نشر رائدة بالمعلوماتية وحين انطلاق سورية بالتحديث والتطوير وايماني بمجال الإصلاح والتطوير الإداري ومشاركتي بتنظيم مؤتمرات حول استراتيجيات الاستثمار في الموارد البشرية في بداية عقد الالفين وندوة فكرية معرفية سيما للتطوير التنموي والاقتصادي و التطوير الإداري والصناعي واستشراف المستقبل.

وما زلت مؤمنا ان الترجمة والنشر ونشر المعرفة هي اهم وسيلة في بناء الانسان والعقل المعرفي ومواكبة مرحلة التطوير الإداري وبناء الجامعات الخاصة ومراجعها وكتبها الحديثة بما يتناسب مع تطوير المؤسسات وتطوير الاقتصاد السوري التنموي وخصوصا وان لي نشاط سياسي وفكري كنائب لرئيس النادي العربي للمعلومات فرع سورية وعضو في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وعضو في جمعية العلوم الاقتصادية وعملي كباحث اقتصادي واداري في العديد من مراكز الدراسات والبحث وعملي مستشارا لرئيس غرفة تجارة دمشق واتحاد غرف التجارة والصناعة ومستشارا لوزارة الثقافة ونائب لرئيس جمعية المكتبات والوثائق في سوريا واتحاد مكتبات بلاد الشام.
ما هي مقومات البحث والترجمة ليكون كل منهما حقيقيا ؟ 
الترجمة عملية اطلاع معرفية دولية واطلاع على اختصاصات الدور المحلية والعربية وضرورة اكمال الثغرات المعرفية في مجال علمية محددة كان تكشف نقصا في كتب التسويق والمبيعات والإدارة المالية والمصارف وتجد مراجع حديثة وسلسة ومميزة وتقدم حقوقها بتكلفة مقبولة او بوجود باحثين ودكاترة ولديهم اللغة والمعرفة بالمراجع العلمية الحديثة وضرورتها في الجامعات والمؤسسات العلمية فيقوم المترجم بالبحث عن ناشر مميز مهتم بالتطوير العلمي اكثر من الربح او الرعية فكانت دار الرضا للنشر منارة للنشر المعرفي الإداري والمعلوماتي والاقتصادي فتعطي قيمة للمترجم وقيمة للعلوم الإدارية وتقديمها بتكلفة مقبولة للطالب او الباحث في سورية وفي باقي الدول العربية. مما اعطى ريادة للسوريين في النشر والبحث العلمي والاشتراك في معارض الكتب العربية والدولية
انت تبحث في مجالات ثقافية أخرى أوضح لنا كيف
انا ابحث في قضايا إدارة الازمات الدولية وفي الاقتصاد العلمي وفي قضايا الفقر والشباب وفي قضايا المرأة وحقوقها ومساواتها  وكوني باحث او مهتم بتنمية المجتمع وتطويره وبناء الانسان وعملي في التدريب جعل مني اربط بين النشر والترجمة وبين ايماني بإكمال المكتب العربية والسورية واغنائها بالعلوم الحديثة ونشرها عبر النشر بتكلفة مقبولة لمراجع ذات قيمة وحداثة وسلسة علميا  وهذا اعطاني سرعة بالبحث والفكر وتطوير رؤيتي الاجتماعية والسياسية والتنمية لبناء المؤسسات والانسان.
لماذا يقلع جيل الشباب عن هذه الظواهر الثقافية برغم أهميتها؟ وهل تؤدي المؤسسات دورا في ذلك؟
التراجع الثقافي ونقص القراءة يعود للحالة الاجتماعية والسياسية وتغير الأولويات وانتشار الثقافة الاستهلاكية والميل للسرعة في الاطلاع الاولي وضعف التعمق والحوار والفكر البحثي لما يشكله من عمل وصبر وجهد انساني معرفي فهناك تراجع في مجمل أجيال الشباب العربية عند انتشار العولمة وثقافتها الاستهلاكية ومن خلال المادية المنتشرة وضعف الثقافة الوطنية وحس الانتماء وشعور جيل الشباب بان المال اهم من الثقافة والمعرفة التي لا تغني ولا تسمن في بلادنا النامية وان التغيير والتطوير صعب في مجتمعاتنا الراكدة معرفيا وثقافيا وان بعض المثقفين مهزومين بطروحاتهم وفكرهم وثقتهم بأنفسهم.
ماذا تقول للمثقفين في الواقع الصعب؟
أقول لهم ان طريق المعرفة صعب وتحديات الحياة كبيرة ولكن متعة المعرفة والثقة بالعلم والثقافة متعة لا يدانيها متعة وهي غاية تفوق الطعام والحياة الرغيدة وان المثقف لا يغتني ولكنه يبني وهو قيمة حقيقية ضرورية للمجتمع وان لا ينتظروا اجرهم فهم يقاومون التراجع والتخلف والحياة اليوم معقدة ولكن كل مثقف عايش الصعوبات وتحديات الغلاء والمعيشة وطريقة ترويج الجهل والاستهزاء بالمثقف كلها تسقط حين ترى الشباب والمجتمع تصغي لك باهتمام وتعجب بعمق المعرفة لديك وادراكك لتحديات المستقبل ومثار التغيير العالمي الاقتصادي والاجتماعي وطرق التنمية وسقوط القوى الكرتونية في العالم فمتعة الثقافة والتأثير الفكري والمعرفي متعة وإنجاز وقوة ذاتية تفوق كل التحديات والصعوبات فلا ييأسوا مع علمنا بإعجاز الصابرين والمثابرين بالمعرفة.
SHARE