متلازمة داون عرض للأزياء

هوى الشام| لم تكن المرة الأولى التي يعتلي فيها مهند الرفاعي المسرح، بابتسامته التي تمتد مثل فراشة. الشاب العشريني المصاب بمتلازمة “داون” قاده صخب الجمهور إلى المنصة، وحوّل تصفيقهم عيناه إلى مرآة، تماما كما في كل مرة.

لطالما حصل مهند على العديد من الميداليات في البولينغ وكرة السلة وسباقات الجري، وها هو اليوم يقدم استعراضه الشامي على هامش عرض استثنائي للأزياء، أقيم في العاصمة السورية دمشق، وكان أبطاله من الأطفال المصابين (بمتلازمة داون).

وقف مهند أمام الجموع بلباس العراضة الشامية التقليدي، أصابته الحرارة عندما استل سيفه، طغى صوت صليل السيوف على صوت التصفيق في عرض السيف والترس الذي قدمه على المسرح.

الحفل الذي جمع مع مهند نحو 30 شابا وشابة ضمن فعالية “أعطوا حبا لذوي الهمم”، أقامته مؤسسة “الوعد الصادق” الإنسانية بمشاركة نجوم الدراما السورية وجمعيات تنموية عدة في فندق شيراتون بدمشق بهدف دعم الأشخاص ذوي الإعاقة (ذوي الاحتياجات الخاصة).

وتضمن الحفل عروضا مبهرة أخرى لأطفال (متلازمة داون): كإلقاء الشعر، الغناء، العزف، الرسم، تقديم عرض السيف والترس، وغير ذلك.

وعلى هامش الفعالية، بيّن فريد أبو دراع، مصمم أزياء سوري، في حديثه لوكالة “سبوتنيك”، أنه ” استمتع في التحضير للعرض، لا سيما أن التعامل مع هؤلاء الأشخاص رائع ويضيف له الكثير”.
من جانبها، قالت صفا حمادة، منظمة الفعالية: “إن الشبان والشابات المتواجدون في الفعالية هم من ذوي الهمم، مرضى متلازمة “داون”، مرضى التوحد، مرضى التخلف العقلي، مشيرة إلى أهمية تسليط الضوء على دعم هؤلاء في المجتمع لأنهم جزء مهم منه”.

وحضر الفعالية عدد من الفنانين السوريين، كان منهم الفنان محمد باش، الذي أكد لـ “سبوتنيك”، “أن تواجده مع هؤلاء الأطفال مهم له ولهم، وأنهم يعلمون العالم العطاء بلا مقابل وبلا حدود”.

كما حضرت الممثلة السورية، رنا شميس، التي شاركت الفنان باش رأيه، فبينت “أن تواجد الفنانين السوريين في هذه الفعاليات يغمرهم بالفرح في حال كان حضورهم مبهجاً لهؤلاء الشبان”.

وحضرت كذلك الفنانة القديرة، أنطوانيت نجيب، التي لم يمنعها وضعها الصحي من الحضور، مؤكدة “أنها لن تفوت فرصة رؤية السعادة في عيون الأطفال هؤلاء الشبان، مشيدة بأهمية هذا النوع من الفعاليات التي تجعلنا قادرين على منح الأطفال والشباب السعادة في ظل كل هذه الظروف الصعبة”.
“نقطة تحول في حياتهم”

هكذا وصفت لور قات، إدارية في منظمة قرى الأطفال (SOS)، أهمية هذه الفعالية بالنسبة للشبان والشابات، وأكدت في حديثها لـ “سبوتنيك”، “ضرورة تقديم الدعم المجتمعي والرعاية والجهد والصبر والتمويل لهم ليخطوا خطواتهم الأولى في الحياة”.

وكان يوم الفعالية بالنسبة لهؤلاء الشبان نهارا متواصلا دون ليل، ليس بساعاته المحدودة، بل بنجومه الثلاثين الذين لا يمكن لأحلامهم إلا أن تصبح حقيقة!.

المصدر :سبوتنيك

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))