هوى الشام |الكتابة لابدّ أن تكون انعكاساً لما يراه الكاتب غير صحيح في الحياة الاجتماعية أو يجسد ما أعجبه ليستمر في الواقع ،وهذا كثيراً ما ينطبق على الشعر الذي من المفترض أن يكون أقصى درجات الانفعال الوجداني في السلب والإيجاب، فالشاعر دائماً يكتب ما تشتعل عاطفته لأجله وهذا ينطبق على الغزل والحرب والحياة بما فيها من أسس ومقومات إنسانية متباينة.

وأحيانا يكتب الشاعر لنفسه فقط وهذا ما يسقط من حياة المثقف وغير المثقف، وكثيراً ما سقط من شعر أمرئ القيس وأبي نواس والحطيئة لأنها لا تمثل سوى شخصياتهم ،وانطبق على بعض انفعالات شعراء العصر الحديث وما قدموه من غزل ومديح ووصف ولم ينج نزار قباني من ذلك ولا محمود درويش . . في الوقت الذي كانت بعض النصوص في روح المتلقي.

وهذا ينطبق على الأدب السردي كالقصة والرواية، فالأدب الذي يجسد حالات إنسانية ووطنية واجتماعية يرتفع مستواه ويستمر كما حصل لكتابات عبد الرحمن منيف وبعض كتابات عبد السلام العجيلي ومحمود موعد وغيرهم من كتاب العصر الحديث.

ولابدّ للنقد من التعامل مع هذه الأجناس بشكّل منهجي وعلمي وتطبيقي ليرفع من قيمة الأدب الحقيقي، ليحقق استمراراً ثقافياً على مرور الزمن وغير ذلك يساهم في هبوط المستوى الأدبي والثقافي ،ولابدّ أن يكون البحث أيضاً في مساره الصحيح ومستواه الذي يحقق البنية التركيبة السليمة.

بهذا الشكل يكون الكاتب قد قدّم منجزه لخدمة المجتمع والإنسان وساهم ببناء ثقافي حقيقي ،واشتغل على تحسين مستواه بشكّل دائم لأن أي كاتب يكتب لنفسه فقط لا يخدم حضوره التاريخي ويجسد سوء التربية ويدعم المنظومة.

ومن هذا يجب أن نعرف أن الأديب بما يمتلك من أجناس أدبية وخاصة الشعر يكتب لأمر يخصه غالباً .. فهو يتأثر بواقع ما فيغلبه الانفعال الوجداني ، في حال كانت موهبته حاضرة فصاحب الوجدان يعم انفعاله خيراً وحباً بالخير والناس وغيره يذهب إلى نزواته المختلفة وهذا ينطبق بشكّل أو بآخر على الأدب بشكّل عام.

ولابدّ لنا أن ندرك أن العاشق يأتي غزله راقياً في حال كانت تربيته الثقافية إيجابية ، فيسكن نصه كلّ النفوس وغيره قد يثير انفعال أصحاب الحالات السلبية المشابهة، فيختلف عنترة عن امرئ القيس وتختلف نصوص نزار قباني وفق حالات يعيشها فهو لا يقف عند اتجاه معين .

الثورة