هوى الشام
دمشق الفيحاء مدينة تتفاخر بها كتب التاريخ والحضارات القائمة، فكيف لا وهي موطن الأنبياء والعلماء والواحة الغنّاء للشعراء والشعر، ومهما مرّت عليها من أيامٍ عصيبة بقيت المدينة الخالدة في وجه التاريخ التي لا تُهّز، ومهما كشفت لنا بطون الكتب عن دمشق يبقى ما خفي أعظم.
1- الفنادق العالمية والبنوك

رغم ما حققته العواصم العربية خاصة الخليجية من تقدمٍ وتطور غير مسبوق؛ إلا أن دمشق كانت الأولى في وجود الفنادق العالمية والبنوك والشركات بين ربوعها، وكان ذلك في عام 1931م حيث افتُتح رسمياً بنك كريدي ليونيه فيها، فكان الفرع الأول في الوطن العربي له في دمشق.

2-انطلاق المركبات في الشوارع

في عام 1918م انطلقت السيارات والمركبات بشكل عام في شوارع دمشق الفيحاء لتكون بذلك أول مدينة عربية تسير المركبات في شوارعها.

3-البرلمان في سوريا

ظهر مصطلح برلمان وتأسس فعلياً لأول مرة في الأراضي الدمشقية دوناً عن مدن الوطن العربي، ويعود ذلك إلى عام 1928م.

4-أقدم عاصمة مأهولة في العالم

اتخذت المنطقة السورية من مدينة دمشق عاصمةً لها في عام 634 قبل الميلاد لتصبح بفضل ذلك أقدم عاصمة مأهولة على مستوى العالم، وما يميز هذه المدينة العريقة أنها ذات تاريخ متواصل لم يغب عن بطون كتب التاريخ أي سطر من سطور تاريخها لمدة أحد عشر ألف عام على الأقل، ويشار إلى أنها بفضل مرور عدد كبير من الحضارات فقد اتخذت مكانة مرموقة في الثقافة والأدب والمجال السياسي والفنون وتحديداً في الألف الثالث قبل الميلاد، وقد حظيت الكثير من الحضارات أن تكون دمشق عاصمةً لها ومن أهمها الدولة الأموية.

5-دمشق الفيحاء مدينة داخلية

تصنف مدينة دمشق ضمن قائمة المدن الداخلية المؤلفة من سهلٍ خصيب؛ فيجري نهر بردى ليروي أراضيها مشكلاً بطريقه ما يعرف بالغوطة الدمشقية ليمتد نحو جبل قاسيون الشامخ.

6-الإنارة في الجامع الأموي

قد يستهجن البعض ويستغرب أن مدينتنا الشمّاء قد تمكنت من مسابقة أمريكا بوصول الكهرباء إلى أراضيها عام 1907م، ويشار إلى أن جامع بني أمية الكبير أول ما أنير في المنطقة، وتشير المعلومات إلى أن إحدى الشركات البلجيكية كانت قد اتخذت من العاصمة السورية مقراً لشركتها للكهرباء.

7-مدينة تجارية ثرية

التجوّل في أسواق دمشق متعة لا تنتهي أبداً، فدخول أسواقها يترك بداخلك شعوراً بأنك تنتقل بين صفحات كتاب التاريخ ، فإن التجار قد أكملوا مسيرة من بدأوا قبلهم بالمهن كالحدادة والنجارة والخياطة وغيرها، ومن أهم الأسواق الموجودة هناك سوق مدحت باشا، الحدادين، الخياطين، ومردم بك وغيرها الكثير من الأسواق، إلا أن السوق الأكثر قدماً وشهرةً هو سوق الحميدية.

ويشهد التاريخ العريق إلى أن هذه الأرض الطيبة قد عُرفت من القدم بأنها تجارية بحكم موقعها على عددٍ من الطرق التجارية كطريق الحرير والبحر وموكب الحج الشامي، وكانت كافة القوافل المتجهة نحو بلاد فارس ومصر والجزيرة العربية ودول آسيا الصغرى تعبر أراضيها.

8-القهوة التركية دمشقية

نستمتع كثيراً عن ارتشاف فنجاناً من القهوة التركية في أحد المقاهي أو حتى في منازلنا، لكن لا نعلم أن هذه القهوة ذات أصولٍ يمنية ومصنوعة بأيادٍ دمشقية؛ وتم تصديرها إلى تركيا عام 1566م لتكون مشروباً مفضلاً لديهم ويقترن اسمهم بها، ولا يعود الفضل إلى دمشق فقط في تصنيعها؛ بل أن أول من اكتشفها هو أبو بكر بن عبدالله الشاذلي ابن دمشق.

9-أول مدرسة باليه

تسربت رقصة الباليه إلى الشوارع الدمشقية لأول مرة في العالم العربي سنة 1951م بعد أن أنشئت أول مدرسة مخصصة لذلك في بيت الوجيه مظفر البكري، وقد اتخذ هذا الفن من زوجته ذات الأصول اليونانية والتي اشتهرت بالبراعة برقص الباليه؛ ومنذ تلك اللحظة دخل الفن إلى دمشق.

10-دمشق منارة العلم والتجارة

تمكنت الفيحاء من أن تبقى المنارة المضيئة في العالم العربي لتكون بذلك مدينة العلم والنور والثقافة والسياسة، ويعزى الفضل بذلك إلى عدم إغلاق أبوابها على مر التاريخ يوماً ما، كما أن حاراتها لم تكن لها أي بوابات تُغلق كما شاع في الآونة الأخيرة بالمسلسلات.