هوى الشام
الشهر الفائت.. وقبل رحيل مواسم القطاف.. نشرت 300 سيدة وشابة احلامهن وطمـــــــوحهن في 150 جناحاً ضـــــــــمن مهرجان “معا لدعم مشروع في كل منـــــــزل ريفي” وذلك في حديقة تشرين بدمشق، الريفيـــــــــــات قدمن من المحافظات بأفكار ومنتجات واعدة أعدوها بفعل الحــــاجة والظروف المعيـــــــــــشية وينتظرن من يشتري أي سلعة لتوفير مصاريفهن الشخصية وثمن بعض المواد الأولية، وسقف طموحهن أن يأتي من يتبرع لشراء جميع منتجاتهن.
صحيفة الخبر زارت المعرض الذي يتضمن مئات المنتجات الريفية بأنواعها الغذائية والطبية والملابس والمفروشات والإكسسوارات في الوقت الذي كان فيه وزيرا الزراعة والسياحة في جولة على أجنحة المعرض من دون مراسم إعلامية رسمية واستمعا إلى مطلب السيدات الوحيد ببيع منتجاتهن وتأمين المواد الأولية لأعمالهن
صحيح أن المعرض خلق قناة تواصل مباشرة بين النساء المنتجات في الريف وبين المستهلك في دمشق، لكن القدرة الشرائية للمستهلك محدودة فتراه يتجول ويسأل ويشتري بخجل تدل عليه الاكياس المحدودة الذي يحملها.
السيدات الريفيات لديهن الابداع والرغبة بالعمل والأمل بالمستقبل، لكن هن بحاجة الى دفع ثمن مواد وتوافرها ومصاريف تسويق منتجاتهن والمشكلة الأساسية التي تواجهن هي التسويق.
وزارة الزراعة تقول إنها خصصت 2,25 مليار ليرة، ومليار ليرة أخرى لمشروع قروض التصنيع المنزلي، وتتبع الآن خطة وتقول أنها مدروسة للتسويق.
المسؤولين في الزراعة يقولون نسعى ونعمل وسوف وسنقوم بايجاد مراكز تسويقية وسوّقنا وبعنا نصف المعروضات والسيدات بدورهن يرددن على هذا بأن المعرض الماضي صرف لهن 7 آلاف ليرة لكل مشاركة مع اقامتهن في الفندق واطعامهن مجانا.
صحيح أن كل منتج هو حكاية صبر وعزيمة وإرادة لنسائنا في الريف وخاصة بعد ثماني سنوات من الأزمة لكن كيف سنختم هذه الحكاية مع فشل التسويق وركود المنتجات في بيوت الريفيات وكيف ستنطلق مشاريع التنمية الريفية إذا فشلنا في تسويق منتاجات 300 سيدة، فكيف سنسوّق المليارات التي تخصصها الحكومة اذا انتجت هذه الاموال؟ ولماذا لا تعرض السورية للتجارة منتوجاتهن وبيعها مقابل عمولة مثل المنتجات الأخرى التي تعرضها في صالاتها وهل سيقتصر دور وزارة الزراعة على التسويف والنية بالتسويق، أم ستقوم هي بالاشراف على المنتجات ودفع ثمنها للريفيات ومن ثم تسويقها داخل وخارج سورية كما تشاء.؟؟
الخبر – طلال ماضي
SHARE