زهر شجر الكرز

طوكيو – هوى الشام
كتبت صديقتي التي تُدَرس في إحدى جامعات اليابان تقول:
فاجأني أحد الحراس في الجامعة يستأذن الدخول لمكتبي بكل أدب كالعادة… اعتقدت أني ركنت السيارة بشكل خاطئ أو ربما نسيت أضواءها مشعلة، لكنه أخبرني أنه سيتقاعد قريباً ويريد أن يقدم لي شيئاً…وحالاً أخرج صندوقاً من حقيبة ورقية!!
قبل أن أفتح الصندوق سألته مرتابةً لماذا؟!
قال: في كل يوم أنتظر ابتسامتك وتحيتك الصباحية ،أعمل هنا منذ سنوات ولم يشعرني أحد أني موجودٌ سواك،
حتى زوجتي لا تودعني بابتسامة كما تفعلين… ضاحكاً.
وأنحنى أمامي : شكراً (سينسيه)، شكراً يا دكتورة… لن أنساك أبداً.
عجزت عن الكلام… شعرت أني لم أقل ما فيه الكفاية لذلك الرجل طوال تلك السنين، ماذا كنت أعرف عنه! لا شيء… سوى أنه يقضي اليوم ماشياً يبحث عن دراجة أو سيارة مركونة بشكل خاطئ أو يجمع قمامة إن وجدت …لاشيء آخر، حتى اسمه.
فتحت الصندوق فوجدت أربع بطات مصنوعة من البورسلان وشجرة كرز مصنوعة يدوياً من الورق.
كنت تعودت أن أذهب في استراحة الغداء لأستمتع بمراقبة البطات التي أحب في بركة الجامعة …هل كان يشاهدني هناك !! يا إلهي…
وربما قصد بشجرة الكرز التي لا تزهر إلا لفترة قصيرة ولكنها فائقة الجمال ، أن ذكراها الجميلة رغم قصرها تبقى دائماً في البال.
يا لهذا الذوق الياباني الفريد..