رواية شهاوى

هوى الشام |تطرح رواية شهاوى للأديب الدكتور محمد عامر المارديني نتائج الخلل في السلوك الإنساني والاجتماعي وتخلي الإنسان عن قيمه بسبب عدم الالتزام بالأخلاق والعادات وحصاد النتائج المؤلمة.

في مجريات الأحداث يترك الأديب المارديني العاطفة ويعتمد على العقل والتركيب الفني والفلسفي لأحداث واقعية غالبا يرى نتائجها وصورها بتوازن موضوعي يأخذ المتلقي معه ليصل إلى نتيجة مؤلفة ومؤثرة تفرضها الظروف التي اختارها بعض أبطال الرواية.

ومن خلال تحولات الحياة في سلوك أبطال الرواية هاني وزوجته وتخليه عنها بسبب مرضها وتشويهها برغم وقوفها بجانبه وحزنها عليه عندما نقل إلى المشفى تبدأ تداعيات اجتماعية مخربة بسبب التورط بتعامل مغلوط والترك والطلاق.

ويصور الأديب المارديني عدم التماسك الأسري وقيام الأبناء بدور حقيقي بسبب التربية التي فقدت كثيرا من المعايير والاعتماد على الخادمة صاحبة السلوك المتلون والمتبدل والتي لا تلتزم بما هو مطلوب من المرأة الأخلاقية.

والأخطاء الذي وقع فيها الطبيب غسان بحسب الرواية وتورطه بالرضوخ لمتطلبات الخادمة جعلته في النتيجة يتخلى عن مهنته ويتخلى عن ولده ويصل إلى اضطرابات اجتماعية وانسانية.

 /هايكو/ الشاب  الذي ولد بعاهات مختلفة ونقل إلى ألماني وعاش هناك ضمن متغيرات حياتية مختلفة مارس كثيرا من الطقوس العلمية التي أوصلته إلى الشهرة ولكن الخلل التربوي والنفس والاجتماعية جعله يفكر بالنتيجة بالإجرام والتخلي عن الأهل.

تتفرد رواية شهاوى بربط أحداثها الكثيرة بموضوع واحد وهو ما تصل إليه الأغلاط والفساد بتقنية عالية يفرضها العقل وتحركها الموهبة بأسلوب متوازن.

تأتي نتائج أحداث الرواية دائما خلافا لما يتوقعه المتلقي فيتابعها بفكره لكن النتيجة تؤدي إلى تأثر عاطفته وانصدامه بألم كبير.

وتتفرد الرواية التي تعتبر المؤلف الخامس  الصادرة عن مطبعة النسر والتي تقع في 142 صفحة من القطع المتوسط بالإبداع في تركيبها وأسلوبها وعدم التورط بالمألوف المتردي في كتابة السرد وطرح الموضوع.

سانا – محمد خالد الخضر

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

SHARE