هوى الشام
نتيجة فشل الجهات العامة المعنية والفعاليات التجارية والاقتصادية في تسويق إنتاج ساحلنا من الحمضيات والخضار بأسعار تمنع الخسارة عن فلاحنا وتحقق له بعض الأرباح ولأسباب أخرى، اتجه عدد من الفلاحين المنتجين بطرطوس منذ خمس سنوات مضت وحتى الآن الى بعض الزراعات البديلة التي تحقق لهم الجدوى الاقتصادية والزراعية.‏

وكان من أهم تلك البدائل زراعة الأشجار الاستوائية المتميزة بنوعيتها وإنتاجيتها بالاعتماد على خبرتهم وخبرة بعض معارفهم التي اكتسبوها من خلال تجارب عالمية اطلعوا عليها عبر الإنترنت وليس من الوحدات الإرشادية ولا من البحوث الزراعية اللتين مازالتا بعيدتين عن الاهتمام بهذه الزراعة تحت حجج مختلفة!‏.

وخلال زيارة قمنا بها لإحدى المزارع في بلاطة غربية تبين لنا أن هذه المزرعة التي أنشئت منذ خمس سنوات من قبل المزارع نادر جبور تضم العديد من الأصناف الاستوائية الناجحة بإنتاجها المتميز ومنها أشجار (الأفوكادو-شوكولا سوداء-شوكولا بيضاء- سابوتا-فيجويا -سدر -شيكو- قشطة- شيرومويا -دراكون -بابايا -كوفيتانيا -الموز-دراق-جوافة-تين-زعرور -مراب -رمان -زيتون..الخ)‏.

وفي لقاء مع صاحب المزرعة بدا عاتباً على الدوائر الزراعية والبحوث العلمية الزراعية لعدم قيامهم بأي دور تجاه هذه الزراعة ومزارعيها بما في ذلك عدم قيامهم بدراسة تجربتي وتجربة غيرى وتعميمها في ضوء نجاحها والعمل أيضا على تطويرها عن طريق توريد غراس آمنة أو أن تقوم هي بزراعتها، ومن ثم تطعيمها وبيعها للمزارعين بأسعار تقل عن أسعار المشاتل الخاصة وأن تعمل على بناء الثقة بينها وبين المزارع من خلال استنباط أنواع وأصناف جديدة قابلة للحياة في الساحل مع دراسة المناخ والطقس المناسب لكل شجرة. وأيضاً المساعدة في عملية التسويق الى الأسواق الداخلية والمجاورة.‏

المهندس تيسير بلال مدير زراعة طرطوس أوضح أن الموجود من الأشجار الاستوائية في المحافظة إنما هي تجارب فردية قام بها بعض المزارعين وهي ليست ضمن الخطط الزراعية حتى الآن.‏

أخيراً نعود مجدداً لوضع هذه التجارب الناجحة بتصرف وزارة الزراعة وهيئة البحوث الزراعية وكل من يهمه أمر تطوير زراعتنا وإنتاجنا وخدمة منتجينا آملين دراستها وتبنيها وتعميمها.‏

المصدر: الثورة