هوى الشام من سكينة محمد | على الرغم من تطور مجالات السياحة وأنواعها عالميا الا أنها ما زالت لا تطال جميع شرائح المجتمع في عدد كبير من الدول حيث يعاني الأشخاص ذوي الإعاقة من غياب خدمات سياحية مخصصة لهم ويفتقدون إلى تسهيلات خاصة لهم في المواقع والمرافق السياحية في الوجهات المختارة وذلك لتسهيل حركتهم ولجعل متعتهم أكبر.

وفي الوقت الذي باتت تركز الكثير من الدول وعلى راسها الأوروبية منها على تطوير سياحة ذوي الإعاقة بحيث تجذب هذه الفئة من كافة دول العالم الا أن دولا كثيرة ما زالت غائبة او ضعيفة الإنجاز حيال هذا الموضوع بما فيها سورية.

وانطلاقا من أهمية هذا الموضوع قدمت الطالبة ديا معلوف الحاصلة على المرتبة الأولى خلال سنوات دراستها في الجامعة بحثا علميا بعنوان (سياحة ذوي الإعاقة الحركية في سورية) تناول سياحة ذوي الإعاقة الحركية وشرحت خلاله مفهوم السياحة الحديثة وأنواعها كما تم خلال البحث تصنيف ذوي الإعاقة من حيث نوعها وطرق دمج المعوقين في محيطهم وأساليب التعامل معهم كما تم تسليط الضوء على متطلبات هذه السياحة والأهمية الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والإعلامية لها والية تسويق سياحة ذوي الإعاقة والإرشاد السياحي لهذه الفئة وتاريخ ومراحل تطور سياحة ذوي الإعاقة.

وبينت معلوف في لقاء مع موقع هوى الشام ان البحث يسلط الضوء على أهمية إشراك ذوي الإعاقة ضمن البرامج السياحية المصممة خصيصا لهم بكيفية تضمن فيها سلامتهم واستمتاعهم والية تصميم البرامج السياحية المناسبة لهم وتحديد الصفات اللازم توافرها في المرشد السياحي المتواجد مع ذوي الإعاقة الحركية.

ولفتت الى ان اهداف البحث شملت تسهيل تصميم البرامج السياحية لذوي الإعاقة الحركية بطريقة آمنة وممتعة وتأهيل وتمكين الفئة المستهدفة لتستطيع الاندماج مع محيطها الاجتماعي والإضاءة على الوضع الراهن لسياحة ذوي الإعاقة الحركية في سورية والتعرف على الواقع الحالي للخدمات المتوفرة لهم في المقاصد السياحية.

وعن منهج البحث الذي اعتمدته وحصلت على علامة 91 بالمئة عليه ونالت درجة امتياز أوضحت معلوف انها استندت الى منهج البحث الوصفي بأسلوب تحليلي حيث تم في بداية البحث استخراج المعلومات من المراجع الحديثة التي تعنى بدراسة الفئة المستهدفة عن قرب ومن ثم وضع المقترحات والنتائج وأخيرا القيام بدراسة ميدانية تطبيقية وإحصائية الى جانب الاستبيان والمقابلات.

وخلص البحث بحسب الخريجة ديا الى عدة نتائج ابرزها ان ضعف الخدمات السياحية المقدمة للسياح ذوي الإعاقة يؤدي إلى ضعف في الإيرادات السياحية وتهميش هذه الفئة وعدم إعطائهم أقل حقوقهم وان عدم تطوير القطاع السياحي وتوفير الخدمات المناسبة لذوي الإعاقة في المطاعم والفنادق والأماكن الأثرية يشكل مشكلة على الصعيد الحالي والمستقبلي لأن تجاهل فئة موجودة في المجتمع يؤدي إلى اختلال التوازن والتفرقة وان الغالبية العظمى من الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية قادرين على القيام برحلة سياحية بأنفسهم في سورية وان الخدمات والمرافق المناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية ضمن مجال السياحة في سورية بنسبة 95 بالمئة.

وقدمت معلوف في نهاية البحث مجموعة مقترحات منها ضرورة توفير خدمات البنية التحتية التي تتضمن تسهيلات لذوي الإعاقة مثل (لافتات-صور-كراسي متحركة-ممرات خاصة) وتدريب مرشدين سياحيين متخصصين على التواصل والتعامل مع ذوي الإعاقة وتهيئة كافة جوانب القطاع السياحي لهذه الفئة لمحاولة التميز بالتسهيلات المقدمة لهم لما له من أهمية في زيادة الإيرادات وتامين تسهيلات بالمواقف وطرق المرور والمرافق وتوفير فرص عمل لهم ضمن القطاع السياحي ووضع منهج يتم تعليمه في كليات السياحة حتى يتسنى لخريجي الكليات التعامل معهم مما يسهم بتخريج مرشدين سياحيين على دراية وخبرة بسوق العمل المتعطش إلى هذه الكفاءات والتخصصات.

الجدير ذكره ان سياحة ذوي الإعاقة حول العالم تشكل10 بالمئة من إجمالي الحركة السياحية العالمية وفقا لتقارير منظمة السياحة العالمية بما يمثل 94 مليون سائح من إجمالي 936 مليون سائح حول العالم في 2008 وتشير تقارير البنك الدولي إلى أن نسبة ذوي الإعاقة تتراوح من 10 إلى 20 بالمئة من نسبة السكان في كل دولة بالعالم.