عبد الله

هوى الشام|  أكد المرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية عن حزب الوحدويين الاشتراكيين عبد الله سلوم عبد الله أن برنامجه الانتخابي لا يحقق كل ما يصبو إليه الشعب السوري لكن يحقق جزءاً مما يتطلع إليه مشيراً إلى أنه لا يمكن مواجهة أي مشكلة أو خطر يداهم سورية دون أن نكون موحدين وطنياً.

وشدد عبد الله في مقابلة مع قناة الإخبارية السورية الليلة على أنه لا يمكن الخروج من الأزمة في سورية قبل القضاء على الإرهاب ودحر المحتلين الأمريكي والتركي والإسرائيلي وتحرير الأرض بالكامل من هؤلاء المحتلين “حتى نعود إلى المواطن وعودة المهجرين إلى بلادهم وتقديم الخدمات اللازمة ليمارسوا حياتهم اليومية وينهضوا ببلادهم كما كانوا في السابق”.

سؤال: ما الدافع اليوم لأن تترشح إلى منصب رئاسة الجمهورية… منذ متى كان يراود هذا الهاجس عبد الله سلوم عبد الله…

المرشح عبد الله: الحقيقة أنا أنتمي إلى حزب الوحدويين الاشتراكيين.. هذا الهاجس لم يكن نابعاً مني شخصياً إنما هذا قرار في حزبنا الذي قرر المشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2021 واختارني أن أكون مرشحاً وقبلت هذه المهمة من حزبي لأنني ملتزم بقراره.

سؤال: لا أعرف إذا كان الموضوع له علاقة أيضاً في جانب منه بالدستور.. أنت تعرف دستور الجمهورية العربية السورية لعام 2012 الذي تجري الانتخابات على أساسه حالياً حيث فتح الباب واسعاً أمام الكثير من السوريين للترشح لمنصب رئاسة الجمهورية ومن كان لديه حلم في التغيير أصبح ذلك متاحاً هل لذلك علاقة أيضاً..

عبد الله: بالتأكيد الدستور يتيح لكل مواطن عربي سوري أن يمارس حقه في الانتخاب والترشح لأي موقع في الجمهورية العربية السورية سواء كان في الإدارة المحلية أو في مجلس الشعب أو في الانتخابات الرئاسية التي هي أعلى وأسمى وأرفع موقع.. هذا الموقع متاح لكل مواطن عربي سوري لكن ضمن شروط هي متاحة لكل مواطن عربي سوري وليست صعبة.. أريد في هذا الحوار أن أتقدم بالشكر لأعضاء مجلس الشعب الذين منحوني تأييدهم لاستكمال الشروط المحققة لكي أحقق الشروط الواجب توافرها في الانتخابات الرئاسية.

سؤال: هل كانت مهمة الحصول على العدد الكافي من أصوات مجلس الشعب صعبة..

عبد الله: حتى نكون صريحين أنا عضو مجلس الشعب لدورين تشريعيين ولدي أصدقاء وأصحاب في مجلس الشعب وكنت وزير دولة لشؤون مجلس الشعب لمدة أربع سنوات.. فأنا على علاقات مباشرة مع أعضاء مجلس الشعب وأعتقد أنه يوجد صداقات ولذلك بالتأكيد منحوني هذا التأييد.

سؤال: أنت من حزب الوحدويين الاشتراكيين والحزب من ضمن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية.. كيف يمكن أن نفهم أن حزباً ضمن تحالف يرشح مرشحاً مختلفاً عن تحالف الجبهة… ومرشح تحالف الجبهة هو الدكتور بشار الأسد.. كيف تفسر لنا ذلك وما الأسباب التي دفعت حزباً ضمن الجبهة لأن يرشح مرشحاً مختلفاً…

عبدالله: هذا السؤال بالفعل سئلت عنه في الشارع.. فعلاً نحن حزب من أحزاب الجبهة والجبهة في أساسها بنيت على تكافل وعلى تكامل بين الأحزاب وخاصة مع حزب البعث الذي هو أكبر تجمع حزبي موجود في الجبهة الوطنية التقدمية.. رشحت لهذا الموقع ليس ضد مرشح أو آخر لكن رشحت لهذا لمنصب لإيماني وقناعتي بأنني بترشحي لهذا الموقع إلى جانب المرشحين الآخرين فإن هذا يعطينا قوة للدولة السورية ولأنه نحن مع حزب البعث نعيش تكاملاً وتكافلاً تجاه الاستحقاقات الدستورية من الإدارة المحلية إلى مجلس الشعب والانتخابات الرئاسية وواجب علينا ممارسة هذا الحق وهذا الأمر متاح للجميع سواء على مستوى الأحزاب أو الأشخاص.

سؤال: لكن حالة التكامل في الانتخابات الرئاسية لا أعتقد أنها تستوي بوجود جبهة تعطي كل أصواتها لمرشحها.. أصبح هناك انقسام كما يقول البعض…

عبد الله: ليس انقساماً.. هناك تكامل وتكافل مع حزب البعث.. مع أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية لا القانون ولا الدستور يمنع ولا ميثاق الجبهة يمنع ولا قانون الانتخابات العامة يمنع هذا الموضوع.. ونحن في حزب الوحدويين الاشتراكيين لدينا تكافل وتكامل مع حزب البعث والأحزاب الأخرى هي ضمن الجبهة الوطنية التقدمية وهذا يفتح الباب للآخرين.. للأحزاب الأخرى.. أن تقدم مرشحيها لأي موقع في الجمهورية العربية السورية وأيضاً يعطي الفرصة لشخصيات سياسية أخرى لكي تمارس حقها في الانتخاب والترشح ولأي منصب آخر.

سؤال: إذا أسستم لنهج عمل وآلية عمل ستكون مختلفة في المرحلة المقبلة…

عبد الله: نأمل ذلك.

سؤال: تجدها للأفضل…

عبد الله: بالتأكيد.

سؤال: لكن في نهاية المطاف أو المحصلة البعض اعتبر ما حصل ضمن هذا المشهد هو نوع من المسرحية المفبركة وإن كانت جريئة في مكان كيف تفسر وما ردك على ذلك…

عبد الله: والله لو كانت مسرحية لما كنت صريحاً وواضحاً بهذه الرؤية التي طرحتها وقلت إن هذا الموضوع يفتح باباً واسعاً أمام الأحزاب الأخرى والشخصيات الأخرى التي تمارس حقها في الانتخاب والترشيح والترشح لأي منصب في الدولة السورية ليس حكراً على أحد.. أي منصب وأي موقع ليس حكراً على أحد.. هذا متاح لجميع السوريين إذا حققوا الشروط المطلوبة.

سؤال: بكل الأحوال وضعت نفسك من خلال ترشحك لمنصب رئيس الجمهورية أمام مرشح يعتبر كثير من السوريين أنه استطاع أن يؤسس لعلاقة وثيقة مع شعبه كيف تتوقع إذا طبيعة المنافسة بينك وبين مرشح الجبهة أولاً ومرشح المعارضة ثانياً…

عبد الله: هذا الموضوع بانتظار قرار الشعب.

سؤال: أنت تدرك حجم المنافسة…

عبد الله: الموضوع تحسمه صناديق الانتخاب فهي التي تقرر وتفرز ونحن بانتظار ما يقرره الشعب وسنحترم إرادة الشعب وما يقرره.

سؤال: كيف يقدم عبد الله سلوم عبد الله نفسه إلى الناخب… هل المفروض أن تكون العناوين جاذبة وصادقة وقريبة جداً مما يعانيه الشعب السوري اليوم…

عبد الله: أنا أنتمي إلى حزب الوحدويين الاشتراكيين ورشحني حزبي ووضعنا عناوين للبرنامج الانتخابي الذي سنقوم بتنفيذه في المستقبل والبرنامج الانتخابي موجود ونشر على وسائل الإعلام.. من خلال رؤيتنا لهذا الوضع لا أريد أن أقول إن هذا البرنامج يحقق كل ما يصبو إليه الشعب السوري لكن يحقق جزءاً من معاناته ونأمل أن نكون قد وفقنا بهذا البرنامج الذي وضعناه في حملتنا الانتخابية.

سؤال: شعار حملتك الانتخابية “قوتنا بوحدتنا” على أي أساس تم اختياره…

عبد الله: لدينا نهج في حزب الوحدويين الاشتراكيين.. الوحدة هدف لا يمكن أن يتحقق دون قوة.. لا يمكن أن نواجه أي مشكلة أو خطر يداهم القطر العربي السوري دون أن نكون موحدين وطنياً.. إذا لم نكن موحدين وطنياً فكيف ندافع في مواجهة الخطر الخارجي… فلذلك هذا الشعار الذي رفعناه لحملتنا الانتخابية هو نهج وسلوك يومي نمارسه نحن في حزب الوحدويين الاشتراكيين.

سؤال: سورية تعيش اليوم ظروفاً صعبة وخاصة من ناحية الوضع الاقتصادي وجزء كبير من السوريين يعتبر أن ما يحصل اليوم بسبب مواقف سورية التي لا تنسجم مع ما تريده الولايات المتحدة.. بالتالي أياً كان من سيصل إلى رئاسة الجمهورية هو أمام استحقاق كبير وتحد لا بد من تخطيه.. اليوم قدم عبد الله عبد الله بعض العناوين لناخبيه.. لكن ما هي رؤيتك للخروج من هذه الأزمة التي تعيشها سورية اليوم…

عبد الله: أولا لا يمكن الخروج من هذه الأزمة قبل القضاء على الإرهاب ودحر المحتلين.. إذا لم ندحر الإرهاب وندحر المحتلين ونطردهم من بلادنا لا يمكن أن تكون هناك مساحة واسعة لراحة المواطن في سورية.. الهدف الأول هو أن نحارب الإرهاب بكل ما أوتينا من قوة والإرهاب موجود.. الإرهاب الأمريكي على الساحة السورية موجود.. الإرهاب التركي موجود.. الإرهاب الإسرائيلي موجود على الساحة السورية.. يقتطعون جزءاً كبيراً من الجغرافيا السورية ينهبون خيراتنا.. يحرقون القمح.. سرقوا معامل حلب.. اللص أردوغان الذي سرق وفكك كل المعامل الموجودة في حلب وكانت معامل كبيرة تقدم خدمات كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني.. سرق هذه المعامل والمصانع.. لا بد أولاً من تحرير الأرض بالكامل من هؤلاء المحتلين ودحر الإرهاب بشكل كامل حتى نعود إلى المواطن وعودة المهجرين إلى بلادهم وتقديم الخدمات اللازمة ليمارسوا حياتهم اليومية وينهضوا ببلادهم كما كانوا في السابق.

سؤال: أفهم منك أنك تحمل الإرهاب والحصار اليوم فقط مسؤولية ما يحصل للمواطن السوري وخاصة من الناحية الاقتصادية.. قد يقول لك البعض هذا دفاع عن الحكومة وتبرير لها باعتبارك كنت وزيراً سابقاً…

عبد الله: أنا اليوم لست وزيراً وعندما كنت وزيراً في الحكومة كنت انتقد بعض التصرفات التي تقوم بها.. ولا يمكن في الماضي ولا الآن ولا في المستقبل أن تقوم حكومة بواجبها على أكمل وجه فهذا مستحيل.

سؤال: ما الذي يمنع ذلك باعتقادك…

عبد الله: قد تكون هناك أسباب موضوعية.. كنت جزءاً من الحكومة وأنا لا أدافع عن الحكومة بل أدافع عن الدولة.. قد تكون الحكومة مقصرة هنا وهناك وهذا أمر عادي وطبيعي.. قد يكون لأسباب موضوعية والكل يجب أن يعمل لمصلحة الوطن والمواطن.. أنا جزء من الدولة التي علمتني ورعتني صحياً وقدمت لأولادي وعلمتهم وقدمت الكثير لنا.. لا يمكن أن نتنكر لما قدمته الدولة لنا فأنا أدافع عن الدولة وليس عن الحكومة.

سؤال: جزء كبير وخصوصاً في الخارج يتهمكم أنكم خلال مسيرتكم السابقة كنتم فعلاً جزءاً من الدولة وأنت تحدثت عن ذلك وخاصة عندما كنت في صفوف النقابات الطلابية مثلاً أو وزيراً سابقاً أو حتى عضو مجلس شعب لدورتين متتاليتين.. سؤالي هل هناك ما يمنع بأن يترشح أحد الأشخاص لمنصب رئاسة الجمهورية سواء أكان مسؤولاً سابقاً أو نقابياً طلابياً أو وزيراً سابقاً أو حتى محافظاً…

عبد الله: ليس هناك أي مانع.. الترشح لأي منصب في الجمهورية العربية السورية متاح لكل مواطن عربي سوري.. ومن حقي أن أترشح لهذا المنصب مثل أي مواطن يحقق الشروط الواجب توفرها لهذا المنصب.. من حقي أن أترشح أنا وغيري وليس وحدي.

سؤال: كيف تردون على من يقول إنه لا معنى لترشحكم طالما كنتم محسوبين على الدولة السورية…

عبدالله: هؤلاء يتصيدون بالماء العكر.. وهؤلاء هم أعداء سورية.. ماذا نأمل أن نسمع من أعداء سورية.. هؤلاء الذين خرجوا من سورية ويحاربون من خارجها.. الغرب الذي يحاربنا كدول.. أكثر من مئة دولة حاربت سورية.. حاربتنا بلقمة عيشنا.. ماذا ننتظر من هؤلاء.. أن يباركوا لنا ترشيحنا ويباركوا لنا استحقاقاتنا الدستورية.. سيقولون كل شيء.. لكن شعبنا في سورية والدولة السورية مصممة على هذه الاستحقاقات بمواعيدها.

سؤال: إذن انت في صورة بعض التعليقات أو ربما المآخذ التي تطال حالياً الانتخابات الرئاسية.. لا تعنيك بأي شكل من الأشكال…

عبد الله: طبعاً لا لأننا نعرف أنهم سيتحدثون عنا شخصياً وعن الدولة السورية وعن رئيس الجمهورية وعن كل من هو ابن لهذه الدولة لأنهم مارقون عن الدولة وممولون برؤوس أموال قد تكون عربية مع الأسف.

سؤال: حزبكم حزب مؤسس في الجبهة الوطنية التقدمية وفي برنامجك الانتخابي كأنك ألقيت اللوم على حزب البعث لأنه قلص مساحة مشاركتكم فيها.. ماذا يعني ذلك وهل بالإمكان إعادة تفعيل للأحزاب أكثر من ذلك ضمن الجبهة.. هل تسعون لدور أوسع في الوزارات ومؤسسات الدولة…

عبد الله: حزبنا في فترات سابقة كان ممثلاً في مجلس الشعب بثمانية أعضاء ثم قلصوا العدد إلى سبعة ثم ستة ثم إلى خمسة والآن اثنين فقط طبعاً هذا ينطبق على حزبنا وعلى أحزاب الجبهة الأخرى.. لا أقول أننا مقصودون بذلك.. في الإدارة المحلية نحن كنا ممثلين في المكاتب التنفيذية على مستوى المحافظات في سبع محافظات بأعضاء مكاتب تنفيذية.. الآن لدينا ممثلون في محافظتين.. على مستوى النقابات ومستوى النقابات المهنية والاتحادات كنا ممثلين بشكل أوسع.. من هو السبب… أنه حزب البعث العربي الاشتراكي.. هو الذي قلص تمثيلنا.. لدينا كفاءات كبيرة.. يوجد أطباء ومهندسون وخبراء وفنيون في أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ويجب أن يساهم جميع هؤلاء في بناء الدولة.

وأضاف عبد الله: لماذا نتركهم جانبا ونقتصر على فئة معينة لبناء البلد… هم معنيون وأبناء البلد ويساهمون ويساعدون في بناء البلد ولدينا كفاءات كبيرة فعلاً تساهم وتساعد في إعادة بناء الدولة.. في هذا الموضوع أحمل حزب البعث العربي الاشتراكي مسؤولية تقليص دور أحزاب الجبهة ونأمل في المستقبل أن تكون لنا وزارات وسنسعى لذلك ليس بالتمني بل بالعمل وأن يكون لنا دور فاعل وتمثيلنا في مفاصل الدولة ومؤسساتها.

سؤال: أنت قلت أن البعث هو من قلص دور الأحزاب الأخرى ضمن تكتل الجبهة الوطنية التقدمية.. أين كانت مساعيكم لتبديل هذا الوضع أو ما الذي جعل الظروف اليوم تختلف لتنالوا الحصة التي كانت لديكم…

عبد الله: الأزمة التي مررنا بها والحرب الشرسة التي مرت على سورية هي التي منعتنا من هذا الموضوع.. كان أمامنا استحقاق أكبر هو الدفاع عن سورية ومحاربة الإرهاب والمحتلين وطردهم.. إذن كان هناك هدف أسمى وأعلى من هذه الأمور.

سؤال: هل تعتقد أن الظروف اليوم باتت تساعدكم أكثر لتستعيدوا هذا الدور…

عبد الله: بالتأكيد أصبحنا في مساحة واسعة من الارتياح.. صحيح أن لدينا بعض المصاعب لكن هذه المصاعب لا تمنعنا من أن نكون شركاء حقيقيين في إعادة البناء والإعمار في سورية.

سؤال: أنت تتحدث الآن عن حزب والمفروض أن يكون المرشح لكل أبناء سورية وليس مرشحاً لحزبه فقط.. كيف يمكن أن نفصل بين عبد الله عبد الله كسياسي منتم لحزب وبين أنه اليوم مرشح لانتخابات الرئاسة… أنت اليوم لا تعمل لمصلحة الحزب بل لمصلحة كل السوريين ويفترض أن تتحدث بلسان كل السوريين…

عبد الله: أي مرشح عن أي حزب كان هو للوطن وليس للحزب.

سؤال: لكنك قلت إنك تسعى بأن يكون لهذا الحزب دور أكبر في المرحلة المقبلة أنت تحدثت كمرشح رئاسي…

عبد الله: أنا أقصد أنه يجب أن يكون لأحزاب الجبهة دور أكبر إلى جانب حزب البعث والآخرين وليس أن يتفرد حزب الوحدويين الاشتراكيين بهذا الموضوع.. لا بل إلى جانب الأحزاب الأخرى.. نحن نسعى إلى أن نتكامل جميعاً في أحزاب الجبهة وعلى رأسها حزب البعث الذي هو أكبر تجمع حزبي موجود في سورية.

سؤال: في برنامجك الانتخابي ذكرت أن من واجب كل سوري أن يقاتل الإرهاب والاحتلال.. على هذا الأساس هل تدعون إلى مقاومة شعبية وهل ذلك متاح فعلاً…

عبد الله: بالتأكيد أي إرهابي أو محتل لا يمكن أن يخرج من الأرض دون مقاومة والمقاومة مطلوبة من جميع السوريين لطرد هذا المحتل.. وهناك شواهد في التاريخ فلم يخرج أي محتل من أرض احتلها إلا بالمقاومة.. الاحتلال العثماني للوطن العربي استمر أكثر من 400 سنة فهل خرج بسهولة… خرج بالمقاومة.. ولا يمكن أن يخرج هذا المحتل سواء كان الأمريكي أو التركي أو الإرهاب المدعوم من قبل تركيا و”إسرائيل” وعدد كبير من الدول دون مقاومة.. فالمقاومة هي الأصل والأساس في دحر هذا الإرهاب.. والمقاومة الشعبية أيضاً إلى جانب الجيش العربي السوري لطرد هذا المحتل.. المقاومة أساسية في طرد هذا المحتل وأملنا كبير بأن تعطى المقاومة الدور الأكبر لطرد هذا المحتل.

سؤال: هذا ممكن اليوم…

عبد الله: بالتأكيد ممكن.. لو لم يكن كذلك لما قلنا إن المقاومة تستطيع طرد هذا المحتل.

سؤال: ما رؤيتك كمرشح للانتخابات الرئاسية في دعم المقاومة الشعبية… كيف يمكن ذلك…

عبد الله: يجب أن يكون هناك دعم شعبي لهذه المقاومة الشعبية وأيضاً دعم من الدولة.. كمقاومة شعبية من حقها أن تدافع عن نفسها لأن هناك محتلاً ينهب خيرات هذه البلاد ويحرق مزروعاته ويحرمنا لقمة عيشنا.. فمن حق أي مواطن أن يكون ضمن هذه المقاومة الشعبية واعتقد أن شعبنا مهيأ لهذا الموضوع وبدايته كانت في الجزيرة السورية.

سؤال: تحدثت كثيراً عن الاحتلال الأمريكي والتركي لكن ماذا عن الكيان الصهيوني… فثمة من يروج من السوريين من خلال ضخ إعلامي كبير خارجياً وبعض المتبنين للأصوات من معارضة الخارج بأن الخلاص السوري يكون عن طريق “التطبيع” مع الكيان الصهيوني.. ما هو مفهوم المرشح عبد الله عبد الله للتطبيع وكيف ينظر إلى هذه المسألة بالتحديد…

عبد الله: يجب أن نستفيد من التاريخ القريب وليس البعيد.. فمصر “طبعت” مع الكيان الإسرائيلي والأردن “طبع” أيضاً.. ماذا استفادا ليكونا مثالاً لنا… لم يستفيدا شيئاً.. ف “إسرائيل دولة عدوانية وليست دولة سلام”.. هي محتلة ولا يمكن التعامل معها بموضوع السلام.. بل يجب أن نتعامل مع هذا الكيان الإسرائيلي بالمقاومة حتى طرده من أرض فلسطين بالكامل.. أما أن يكون هناك “سلام وتطبيع” فكما قلت هي ليست “دولة سلام” إنما دولة معتدية ومارقة عن القانون بدعم من الغرب والولايات المتحدة وبدعم من العالم.. لكن بفضل المقاومة السورية وتحالف قوى المقاومة مع سورية أملنا كبير بأن نطرد هذا العدو من أرض فلسطين.

سؤال: منذ أربعين عام انتهجت سورية سياسة مبدئية أولاً وضعتها في المعسكر الشرقي الاشتراكي وتالياً ضمن محور المقاومة.. إلى أي حد تعتقد أن هذا التموضع الاستراتيجي هو من أعطى قيمة مضافة لسورية وجعل من الصعب تجاوزها في أي مسألة تخص المنطقة… أم تعتقد على العكس أنها الآن تدفع ثمن مواقفها وبالتالي عليها أن تغير ربما من هذه السياسة في المنحى الآخر في المرحلة المقبلة…

عبد الله: سورية لها مواقف ثابتة وقرارها مستقل ولا تنتظر الأوامر من الآخرين ولا من الغرب ولا من الشرق.. فقرارها سيادي ومستقل ليس كمثل بعض الدول تنتظر متى تأتيها الأوامر حتى تنفذ.. سورية تختلف وانتهجت ذلك منذ أربعين عاماً مع تحالف قوى المعسكر الشرقي الاشتراكي وهذا كان في مصلحة سورية والمواطن السوري.. وكانوا حلفاء صادقين معنا.. والآن هم أيضاً حلفاء صادقون معنا بعد زوال الاتحاد السوفييتي.. فروسيا اليوم هي أيضا حليف صادق معنا “إلى حد ما”.. ولا أقول إنهم صادقون “مئة بالمئة” لكن هناك “تقصيراً كبيراً” من هذا الحليف الروسي ومطلوب منه التفاعل أكثر مع جيشنا العربي السوري لطرد هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم ومحاربتهم بشكل أفضل وبالتالي نحمل أيضا هذا الجانب لأصدقائنا الروس في هذا الموضوع.

سؤال: ماذا برأيك يمكن أن يفعلوا أكثر… ما الذي يطلبه اليوم منهم المرشح للانتخابات الرئاسية عبد الله عبد الله…

عبد الله: بإمكانهم أن يقدموا الأكثر.

سؤال: ما الذي يمنعهم من ذلك وفق رؤيتك…

عبدالله: بالتأكيد هناك مصالح لكن هذه المصالح لا يمكن أن تطغى على المبادئ.. بالنهاية اعتقد أنه لا يمكن إلا أن يكونوا فعلاً صادقين مع سورية لأن سورية كانت صادقة معهم طيلة الفترات السابقة.. وسورية صادقة مع كل من تتعامل معهم.. لم نخذل أي صديق لنا على المستوى العربي والدولي.. ومعروف أن أوراق سورية دائما مكشوفة فوق الطاولة وليس تحت الطاولة.. وعلاقتنا مع روسيا الآن هي علاقات فيها الصدق والشفافية.. الروس لهم مصالح مع أردوغان أي مع تركيا ونتمنى ألا تتغلب هذه المصالح على المبادئ والعلاقات والصداقة التي بيننا وبين روسيا.

سؤال: هل يفكر عبد الله عبد الله بالمرحلة المقبلة فيما لو وصل لمنصب رئيس الجمهورية بتغيير بعض تحالفات سورية على مستوى علاقاتها الإقليمية والدولية…

عبد الله: هذا يعود للظرف بالتأكيد.. في الظرف الحالي نحن مع المقاومة وعلاقتنا مع الصين وإيران والهند ودول البريكس.. لنا علاقات جيدة مع هذه الدول وإذا استدعت بعض الظروف أن تكون هناك علاقات مع بعض الدول الأخرى بحيث لا تؤثر على ثوابتنا فما الذي يمنع… إذا كانت تحقق مصلحة وطنية ومصلحة قومية لسورية لا أعتقد أن هناك شيئا يمنع.

سؤال: يعني الإبقاء على هذه التحالفات…

عبد الله: بالتأكيد.. الإبقاء على هذه التحالفات.

سؤال: ماذا عن العلاقات العربية أيضاً… لماذا غابت السياسة الخارجية عن البرنامج الانتخابي… وهل حاليا المواطن السوري غير معني مثلاً بالسياسة الخارجية بقدر ما يعنيه بعض تفاصيل حياته اليومية على مستوى الوضع المعيشي والأمن والاستقرار وغيرها من العناوين الداخلية…

عبدالله: بالنسبة للوضع العربي.. نحن في السنوات العشر الماضية لم نقاطع أحدهم.. قاطعونا بأوامر من الآخرين.. من فرض الحصار على سورية… أمريكا والدول الغربية هي التي فرضت الحصار لكن أول من طبق هذا الحصار مع الأسف هي الدول العربية.. فماذا نأمل من هذه الدول التي طبقت الحصار على المواطن السوري وحاربته بلقمة عيشه… نأمل أن يعودوا إلى رشدهم وإلى صفهم العربي وإلى أخلاقهم العربية… هم تخلوا عن كل شيء.. ونحن مع العرب قلباً وقالباً “إذا كانوا هم عرباً حقيقيين”.

سؤال: لماذا غابت السياسة الخارجية عن برنامجك الانتخابي ولا توجد أي إشارة إليها…

عبد الله: لأنه لا يمكن لأي برنامج لمرشح أن يأتي بكل مفاصل السياسة.. فهذه رؤية من ضمن تلك الرؤية.. بالتأكيد سيكون للسياسة الخارجية نصيب.

سؤال: أعود إلى برنامجك الانتخابي حيث كان للشق الاقتصادي والوضع الداخلي النصيب الأكبر فيها.. وتحدثتم عن ضرورة إنعاش الاقتصاد والتركيز على الزراعة ويبدو أن هذا توجه الدولة.. إلى أي حد تعتبر أن هناك تركيزاً على هذه النقاط في المرحلة المقبلة كنوع من الاكتفاء الذاتي… وهل تشعر أنك يمكن أن تفعل فيما لو وصلت وفزت في الانتخابات أكثر مما يتم إنجازه حالياً على هذا المستوى…

عبد الله: الدولة السورية دولة زراعية ويمكن في السابق عندما نقول دولة زراعية قد يتهكم البعض علينا أنها دولة زراعية متخلفة.. بهذا الشكل كانوا يفكرون سابقاً.. لكن حقيقة إن سورية دولة زراعية لديها المناخ والأرض الخصبة والمياه وكل مقومات الزراعة.. وفي الفترة قبل الحرب الظالمة على سورية كنا نصدر القمح وننتج في موسم القمح نحو أربعة ملايين طن سنوياً.. نصدر النصف ونبقي النصف احتياطيا لسورية.. الآن ونحن في هذه المرحلة الموارد قليلة جدا إذا ما قيست بالمرحلة السابقة.. وبالتالي علينا فعلاً أن نهتم بالزراعة.. “فلاحنا نشيط ومثابر ومجد ومتابع”.. لكن يحتاج إلى بعض الوسائل والمساعدة من الدولة.. الدولة قصرت في مراحل سابقة بتقديم ما يحتاجه المزارع من آليات خاصة.. وفي هذه الفترة كثير من الآليات الزراعية نهبت وسرقت وخربت ولم يبق لدى الفلاح آلات زراعية ولذلك يجب على الدولة أن تقدم له هذه الآلات بشروط سهلة.

وأضاف عبد الله: ما المانع في أن تقدم الدولة للفلاح قروضاً موسمية دون فائدة وبعدها يأتي ويسلم إنتاجه للدولة.. وفي هذه الحالة تأخذ الدولة حقها والفلاح كذلك.. الفلاح يحتاج إلى سماد وبذار وحصادة.. لماذا لا نقدم له هذه المساعدات بسبل وطرق ميسرة ونستردها بأشهر ودون فوائد لتشجيعه… فالغاب لو استثمر بشكل جيد لاكتفت سورية وما حولها من منتجات زراعية وحيوانية.

سؤال: إذا هذه كلها ضمن خطتكم…

عبد الله: بالتأكيد.

سؤال: في برنامجك الانتخابي تحدثت عن الفساد الذي انتشر كثيراً في سورية.. وأريد أن أقرأ بالتفصيل “علينا جميعا أن نعمل على محاصرة ومحاربة الفاسدين أينما وجدوا في المجتمع وفي المؤسسات والدولة”.. اليوم الدولة تشن حملة واسعة على الفساد حسبما يراها كثيرون.. هل تعتقد أنها غير كافية…

عبدالله: بالتأكيد.

سؤال: إذا كان عنواناً ملحاً لماذا وضعته في قائمة هذا البرنامج ولم يكن ضمن الأولوية بالنسبة لك كمرشح للانتخابات الرئاسية…

عبدالله: بالتأكيد الفساد هو كل سلوك أو قول أو عمل أو فعل مخالف للقانون.. وما نراه الآن ضمن مؤسسات الدولة هو أن الفساد منتشر بشكل أوسع.. والفساد تاريخياً موجود كي لا نحمل أنفسنا أن الفساد ظهر في هذه الفترة.. لكنه زاد في هذه الفترة وسابقاً هو موجود.

سؤال: اليوم توجد حملة لمحاربة الفساد هل تعتقد أنها غير كافية…

عبد الله: نعم هي غير كافية ويجب ان تكون محاربة جادة.. قد تكون لبعض الأشخاص لكن قد يكون الوقت غير مناسب لمحاربة الفساد بشكل كبير.. لنكن موضوعيين قد تطال الحملة بعض الأشخاص وهذه متابعتها ومكافحتها أسهل.. لكن الفساد انتشر وأصبحت مقولة “حلال على الشاطر” المخالفة للقوانين والأنظمة سائدة بكل مؤسساتنا.. عندما أخالف القانون والنظام إذن أنا فاسد.. هذه المقولة يجب أن نمحوها من قاموسنا السوري ومن دوائرنا ومؤسساتنا وكلنا مواطنون نعيش في هذا البلد.. الفساد موجود بشكل كبير وخلال وجودنا بالدولة أو خارج الدولة نسمع كثيراً عن ذلك وهناك حقائق.

سؤال: فيما يتعلق بالجوانب الشخصية للمرشح للانتخابات الرئاسية.. كيف يقضي عبد الله عبد الله أوقات فراغه… ما أهم الهوايات التي تمارسها… هل أنت شغوف بالقراءة.. بالرياضة.. بالفن في مكان ما… أم لا وقت أحيانا لكل ذلك…

عبد الله: عندما كنا مكلفين بالمهام كانت تأخذ كل وقتنا.. لكن عندما أنهينا هذه المهام بأمن وسلام أصبح لدينا فراغ.. أنا أتواجد في مقر الحزب يومياً من الصباح حتى الساعة الثانية والثالثة.

سؤال: حتى اليوم…

عبد الله: نعم وأعود إلى المنزل مساء مع بعض الأصدقاء وفي بعض الأيام نمارس رياضة المشي.

سؤال: هل تقرأ…

عبد الله: هذا مطلوب من أي شخص يكون في موقع المسؤولية.. يجب أن يكون مطلعاً وقارئاً محللاً لبعض الأمور.. بالتأكيد هذه من صفات القائد.

سؤال: عندما قدمت طلب ترشحك وتالياً عندما تم قبول هذا الطلب.. حتما لديك أسرة.. ثلاثة شباب وبنتان وأيضاً أقارب ومحبون من الجيران مثلاً.. كيف كانت ردود أفعالهم… هل هناك نصائح زودوك بها… هل نصحوك بعدم الترشح أم شجعوك على ذلك…

عبد الله: لقد شجعوني وقالوا لي ترشح ونحن نشجعك.. حتى أحفادي الصغار قالوا سوف ننتخب جدنا عبد الله.

سؤال: حدثني عن عائلتك.

عبد الله: لدي ابنتان الأولى خريجة كلية الاقتصاد وموظفة في أحد المصارف.. والثانية خريجة كلية الحقوق متزوجة ولديها ولدان وتسكن في حلب.. ولدي ثلاثة أبناء أكبرهم موظف في وزارة الزراعة والثاني والثالث يؤديان الخدمة الإلزامية في الجيش العربي السوري وكلهم يدرسون في كلية الحقوق بجامعة دمشق.

سؤال: تحدثت عن الظروف الاقتصادية الضاغطة والقاسية التي يعيشها السوريون.. أنت كمواطن ورب أسرة هل عانيتها ولمستها عن قرب…

عبد الله: كل مواطن عربي سوري شريف على هذه الأرض السورية عانى ما عاناه من قسوة الظروف التي عشناها في الفترة الماضية.. من فترة طلبت إلى مقر الجبهة واعتذرت بسبب عدم توفر الوقود في السيارة للذهاب إلى هناك.. عانينا الغلاء الفاحش كما عانى منه كل السوريين وأنا منهم.

هؤلاء الناس الذين عانوا وكل شريف على هذه الأرض السورية عانى من الإرهاب والغلاء.. وهناك معاناة حقيقية لمسها سواد الشعب.. أملنا كبير ومتفائلون.. وكل من التقيهم من أصدقائنا وكوادرنا الحزبية متفائلون بأن يكون الوضع أفضل بعد هذه الانتخابات الرئاسية وأن تكون خاتمة الإرهاب في هذه الفترة القريبة جداً.

المصدر:سانا

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))