نازك العابد

هوى الشام| من هي نازك العابد التي استشهدت بها السيدة الأولى أسماء الأسد بالفيلم الوثائقي الأخير ضفائر النار؟

كلنا سمعنا وعرفنا عن البطل يوسف العظمة ولكن قد لا نكون قد سمعنا عن البطلة نازك العابد نجمة ميسلون التي منحها الملك فيصل رتبة نقيب واستشهد في حضرتها مقدام سورية البطل يوسف العظمة عندما كانت معه في معركة ميسلون تساعد الجرحى.

ولدت نازك العابد في دمشق عام 1887 من أسرة دمشقية عريقة والدها مصطفى باشا العابد من أعيان دمشق كان متصرف الكرك ثم والياً على الموصل في أواخر العهد العثماني ووالدتها فريدة الجلاد.

‏ عاشت في كنفهما حياة رغيدة مريحة وأتقنت السيدة نازك الفرنسية والألمانية والانكليزية بالإضافة إلى العربية فأغنت بثقافتها الواسعة مجلتي العروس والحارس بمقالات تدعو فيها إلى تحرر المرأة ورفع مستواها وثقافتها إلا أنها عندما أسست جمعية نور الفيحاء أصدرت مجلة بنفس الاسم عام 1920 تعنى بشؤون المرأة وتحررها ثم أسست النادي النسائي الشامي الذي ضم نخبة سيدات دمشق.

 منحت السيدة نازك رتبة نقيب زمن الملك فيصل فكانت من ضمن الفرقة التي ذهبت إلى وقفة العز في ميسلون بقيادة وزير الدفاع يوسف العظمة ويقال إنه توفي عندما كانت تحاول إنقاذه.‏

عادت البطلة نازك العابد حية من ميسلون لكن الفرنسيين أصدروا قراراً بنفيها إلى اسطنبول مدة عامين ولما عادت عام 1922 إلى دمشق لم تستطع أن تبقى متفرجة مكتوفة اليدين أمام الاحتلال فمارست حقها الشرعي بالمقاومة.

وفي عام 1929 تقدم للزواج منها الوجيه اللبناني البيروتي محمد جميل بيهم الذي مثل بيروت في المؤتمر السوري الأول الذي انعقد في دمشق عام 1920 حين أعلنت المملكة السورية ونصب الملك فيصل ملكاً عليها فقبلت السيدة نازك وانتقلت للإقامة معه في بيروت.‏

ولم يخفف هذا الانتقال من عزيمتها بل ازدادت نشاطاً في العمل من أجل النفع العام فأسست جمعيات ومنظمات اجتماعية عدة منها : جمعية المرأة العاملة وميتم لتربية بنات شهداء لبنان أسست لجنة للأمهات تعمل على رفع مستوى الأم اللبنانية في كافة مجالات الحياة.‏

توفيت السيدة نازك العابد في بيروت عام 1959 عن اثنين وسبعين عاماً قضتها في الجهاد والعمل النافع والدفاع عن قضايا وطنها فكانت رائدة في البطولة والتضحية والشجاعة والحكمة.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))‏