هوى الشام| بكلمات ملؤها الفخر والاعتزاز تروي أمهات الشهداء بطولات وتضحيات أبنائهن الذين رووا بدمائهم تراب الوطن في مواجهة المجموعات الإرهابية المسلحة مؤكدات أنهن فقدن الأعزاء والأحبة في سبيل حب الوطن وأنهن يربين أبناءهن للسير على طريق آبائهم.

في صباح يوم عيد الأم من العام 2020 كان آخر اتصال بين ناديا والدة الشهيد سومر شدود وابنها الذي قضى سبع سنوات من الخدمة في صفوف الجيش العربي السوري خلال سنوات الحرب ليأتي في المساء نبأ استشهاده أثناء مهمة كان يقوم بها في ريف حلب.

بين يديها تحتضن والدة الشهيد طفليه آدم ونجم وتقبلهما فهما الذكرى التي تبعث في نفسها الصبر والطمأنينة لفقدانه في يوم عيدها وتضيف في حديثها مع مراسلة سانا: سبع سنوات لم يكتب لنا أن نلتقي معاً دائماً.. كانت معايدته لي عبر الهاتف وبقيت على أمل الفرج بالنصر وعودته لي سالماً لكن يد الإرهاب حرمتني وأسرته منه.

اليوم تغيرت الأحوال وفق ناديا فهي ستذهب مع ولديه وزوجته لمعايدته في يوم عيدها داعية له بالرحمة ولزملائه بالنصر والعودة سالمين لأمهاتهم.

وفي عام 2012 فقدت والدة الشهيد فائز منصور ابنها الذي استشهد أثناء إحدى المهام في حمص فتقول: “إنها قضت أياماً طويلة تبكي وحدها لكنها كانت تتوقع أن يأتيها شهيداً فقد كان مغامراً ومندفعاً يواجه الصعوبات ولا يخشاها” مضيفة: لم ينس يوماً معايدتي بكل المناسبات وفي كل عيد أم كان يرسل لي هدية آخرها كانت “بطانية” ألتحف بها اليوم تمنحني الدفء بعد أن كبرت.

سنوات الغياب الطويلة من العام 2012 يوم استشهد الشاب خضر علي حسن بريف دمشق وحتى الآن لم تكن كفيلة بأن تنسي والدته ابنها فهي لا تزال تحتضن صورته وتدعو له بالرحمة مؤكدة أنها ربته وإخوته على حب الوطن والتضحية في سبيله مهما كان الثمن.