الشتاء القادم

خاص هوى الشام من مرام قباقلي | في ظل الواقع الحالي من قلة وسائل التدفئة وارتفاع أسعارها لم يبق للمواطن إلا أن يرتدي كل ما يمكنه من ألبسة لدرء برد الشتاء القادم إلا أن أسعار الألبسة ليست أيضا في متناول الجميع.

 لم يكن الراتب المقبوض لدى أم حنان بقدر حاجتها لكساء ابنتها ذات الثلاثة عشر عاما بقطعة ثياب تقيها قسوة شتاء يطرق الأبواب قبضت مرتبها الذي يبلغ  /230/ ألف ليرة سورية، تقول: ذهبت لشراء جاكيت شتوي لابنتي بلغ سعرها في سوق الحميدية 550 ألف ليرة سورية، ثم اختر حلا بديلا لم يكن مجديا وهو أن أذهب لسوق البالة (ملابس مستعملة) لشراء جاكيت بلغ سعره 300 ألف ليرة سورية أصبح شراء قطعة ملابس واحدة حلما،  فأنا بحاجة إلى ادخار راتبي شهرين متتاليين دون أجلب لبيتي حاجاتي الضرورية وهذا غير ممكن.

 ووالدة محمد صاحب العشر سنوات اختارت استعارة جاكيت من أقاربها لإعطائه لابنها الذي ترك مدرسته ليعمل في بيع العلكة للمارين في الطرقات، محمد لم يكن يعلم أنه سيصبح مسوؤلا في عمر مبكر عن أسرته  المكونه من أمه ربة المنزل  وأخواته الخمس بعد استشهاد والده في الحرب فجسده الصغير  تحمل عبئأ أكبر مما يستطيع يقول: تسلل برد الشتاء إلى جسدي لبست جاكيتي الشتوي لاحظت أنه صغر علي، وهذا يعني أنه سيكون من نصيب إحدى أخواتي التي تصغرني، ما يبيعه من العلكة لا يسد رمق الطعام والشراب ل أمه واخواته ففي اليوم الواحد يكسب /15 / ألف ليرة سورية، وسعر الجاكيت ذو النوعية المقبولة ب سوق حي الورود يبلغ 200 ألف ليرة، وهذا يعني أنه يحتاج إلى عشرين يوما لجمع ثمنه من عمله اليومي وحرمان عائلته مما يحتاجونه من طعام وشراب.

غلاء الأحذية الجنوني دفع أم آدم ربة المنزل إلى تبادل الأحذية الشتوية بين أبنائها مما صغر عليهم  وبرغم ذلك احتاجت حذاء لابنها ليذهب به إلى المدرسة فذهبت للتسوق من سوق الإطفائية (البالي) الذي اعتاد الشعب السوري أن يكون سوق البالي أرحم من اسعار البضاعة الجديدة سابقا، لكن تفاجأت بسعر الحذاء الشتوي لابنها 100 ألف ليرة.

فصل الشتاء فصل الخير والمطر والعطاء كنا نحس بالفرح سابقا عند قدومه أما الآن أشعر بالحزن وأحتار ما الوسيلة لتأمين احتياجات بناتي الثلاث هذا ماقاله المهندس أسعد،  بناته يدرسن بالجامعة و هو يعمل بوظيفتين متتاليتين ليسد بعضا مما يحتاجه بيته من متطلبات الحياة الكثيرة والضرورية، وتابع :  بناتي الثلاث بحاجة لكنزات شتوية وسعر الواحدة منها لا تقل عن 70 ألف ليرة وهذا يعني مبلغا كبيرا.

 الشتاء القادم قارس و لا مفر لدى السوريين منه،  فلا طرق بديلة لتأمين متطلبات أبنائهم ليقوهم  إياه، وحتى ميسور الحال لا يقوى على شراء ثياب باهظة الثمن، شراء الملابس والاحذية  أصبح محصورا لدى الفئة الغنية من الشعب.

((  تابعنا على الفيسبوك   –  تابعنا على تلغرام   –   تابعنا على انستغرام  –  تابعنا على تويتر ))

SHARE