هوى الشام
تجربة سينمائية جديدة خاض غمارها الفنان الكبير دريد لحام تحت قيادة المخرج باسل الخطيب بعنوان (دمشق حلب) مجسداً فيها شخصية عيسى العبد الله الذي كان يوماً نجماً إعلامياً .
يدور الجزء الأكبر من الأحداث ضمن حافلة متجهة من دمشق إلى حلب وفيها مجموعة من المسافرين مختلفي المشارب والاتجاهات .. الفيلم من تأليف تليد الخطيب وإنتاج المؤسسة العامة للسينما .
يقدم الفيلم ضمن رؤيته العامة جرعة عالية من الأمل والتفاؤل ، ولكن هل يمكن لعمل ينتصر للدفء أن يحقق صدى طيباً عند الناس وهم لا يزالون يحملون في قلبهم الألم والحسرة جراء حرب ظالمة شنّت على سورية ، فهناك من دمر منزله وآخر فقد عائلته وهناك من استشهد أو أصيب ؟..

في حديثه لصحيفة الثورة يجيب الفنان دريد لحام قائلاً :‏

إننا لا نقول أن الألم انتهى وأنه ليس هناك موجوعون أو شهداء أو اشخاص فقدوا أطرافهم ، ولكن نقول أن الذي فقد أطرافه قد يكون بحاجة إلى لمسة حنان ، فالفيلم لمسة حنان بين الناس . وبالتالي ينبغي أن تقف كإنسان سوري إلى جانب أي إنسان سوري بحاجة إلى مساعدتك.

‏يؤكد الفنان دريد لحام أن الحافلة تضم في داخلها خلاصة المجتمع السوري ، ولكنها ليست سورية كاملة ، وحول سؤال (الحافلة فيها أطياف متنوعة ثقافياً واجتماعياً ودينياً .. فإلى أي مدى سيُقدم هذا الأمر بطريقة تنقل نبض المجتمع السوري الحقيقي ونسيجه الواحد ؟) .. يجيب قائلاً :‏
في أي مجتمع هناك أخيار وأشرار، وقد ازداد الفرز بينهما وضوحاً بسبب الحرب على السورية ، والباص قد يضم أخياراً وأشراراً ولكن ليس بمعنى (الشر) وإنما قد يكون هناك إنسان مدعٍ أو إنسانة تبدو أنها راقصة وهي ليست كذلك ، إلا أن الجانب الخيّر يتغلب في هذا المجتمع ضمن الباص والذي يمثل صورة مصغّرة عن المجتمع السورية.
كثيرة هي الشائعات التي تُطلق على نجوم الفنانين السوريين ، والتي تصل إلى حد المرض والحوادث والموت .. فما السبب الذي يقف وراء إطلاق مثل هذه الشائعات ؟ وكيف يتعاطى الفنان دريد لحام معها خاصة أنها طالتك عبر شائعة وفاته ؟.. يقول :‏

من الواضح أن هناك فرزاً ، فتجد من هم إلى جانب الوطن (سورية) ، وأناس يقفون إلى جانب مصالحهم الخاصة ، فبعضهم كان يحلم بالعودة على حصان أبيض ليكون وزيراً ومنهم من ركب حصان الدولار ، وإلا فما معنى أن يُقال معارضة أنقرة ومعارضة القاهرة ومعارضة باريس ومعارضة الرياض .. وما الذي يعنيه انتسابهم لتلك البلاد ؟.. إنه يعني أن قرارهم ليس بيدهم ، ولم يعودوا سوريين بقرارهم ، وحتى عند الاجتماعات في أستانة وغيرها الممثل السعودي هو من يملي عليهم ما يقولونه وما لا يقولونه ، وعندما ترى أشخاصاً منهم مقيمين في فنادق خمس نجوم ويركبون سيارات فخمة فمعنى ذلك أن هناك جهة تصرف عليهم ، وهي صاحبة القرار في رأيهم . وبالتالي هناك من بقي مرتبطاً بسورية ومن ارتبط بمصالحه الخاصة .‏

وبالنسبة إلي فإنني أعتبر نفسي شجرة في الوطن ، فلا أتخلى عن جذوري لأنني لو تخليت عنها أصبح شجرة يابسة ، وليس أجمل من قول غادة السمان : لا تحاول أخذ شجرتك معك إلى الغربة لتحظى بظلها لأن الأشجار لا تُهاجر.‏

هم في البداية شتموني ، ففي عام 2011 كنت بطل الأبطال وفيما بعد بت سيئاً للغاية بالنسبة لبعضهم الذين التزموا بمصالحهم ، فمحوا تاريخي بلمح البصر وبقوا يشتموني حتى يدفعوني للذهاب إلى الضفة الأخرى ، ولكني أبقى في ضفة سورية وليس في أية ضفة أخرى وإن كانت جنة عدن ، فسورية هي جنة عدن بالنسبة إلي رغم كل الآلام والمآسي ، ومن جملة هذه الحرب مسألة إشاعات الموت وغيرها ، حتى أنهم كتبوا في إحدى المرات أن أمي يهودية ومن كتب قال أنه ذهب إلى مشغرة وسأل ولم يجد أن هناك امرأة اسمها (مريم مرعي) .‏