الفنانة ميس حرب
هوى الشام – خاص من مها الأطرش
دخلت مسرح حفلتها الموسمية ترحب بالحضور وتطمئن لوصولهم بالسلامة من العاصفة الجوية التي لم تمنعهم من ملئ مقاعدهم في صالة دار الاوبرا في دمشق.

ميس حرب فنانة الانسانية والالتزام امتعت جمهورها الذي سارع للحصول على بطاقات حفلتها التي نفذت بعد الساعات الاولى لبدء البيع باعثة بصوتها اللؤلؤي الآخاذ دفء وسلاما غمر المسرح ومن عليه وسرق المستمع من ضجيج الحياة وصخب العصر.

بتواضعها وعفويتها استطاعت ميس أن تشد انتباه جمهورها لساعة من الزمن اشعلت دقائقها بالاحساس ليجسد الجمهور مقولة التصفيق الحار كبطاقة شكر لصوتها وحضورها الراقيين.

الحضور والاضواء لم تنس ميس ان تبادل زوجها الموسيقار رشيد هلال قائد فرقتها اعجابا حينا ومحبة في كثير من الاحيان مضيفة سببا اخر لخصوصية هذه الحالة الفنية فهما ثنائي فني مكملان بعضهما بين الموسيقا والغناء يجمعهما الاحساس والانتماء للفن رفيع المستوى.

بين التراث والساخر والرومانسي تنقلت ميس بسلاسة في برنامج حفلتها الذي تضمن اغان من البومها الاخير بعنوان شباك البكي اضافة الى مجموعة اغاني لزياد الرحباني وسيد درويش واخرى من تراث جبل العرب مسقط رأس ميس وبيئتها المحببة فيما كانت تمرر بين الحين والاخر تعليقات كلامية تقربها اكثر من جمهورها وتعكس من خلالها روحها الدمثة وشخصيها الحرة البعيدة عن العقد والاعتبارات.

عذوبة صوتها ودفء ادائها انسى الجمهور برودة الطقس الماطر في الخارج فكانت تعابير الفرح تغمر وجوههم وهم خارجون من الدار فتسمع الانطباعات من هنا وهناك تشير الى ذاك العالم الخيالي الذي اخذتهم اليه ميس بصوتها المتناثر كحبات اللؤلؤ.

لانبالغ اذا وصفنا الفنانة السورية ميس بالمثالية فهي ذات نهج فني التزم بهمّ الناس و احترم الاذواق وسعى للافضل مع الحفاظ على الاصالة والقيمة في كل ماتقدمه وهو ماقل في زمن بات الضرب فيه على الايقاع والكلام اشبه بموجة جنونية يركبها الكثيرون.

اللافت ان جمهور ميس كان من الشباب والجيل الحديث كيزن الشاب العشريني الذي وصف صوتها بالسحر بينما تقول هدى ان ميس حالة فنية نخبوية نحتاجها للارتقاء بمستوى الفن.

ختمت ميس بنفس العبارة التي افتتحت بها “باقون في دمشق ..وسنغني دائما” كرسالة واضحة تقول فيها ان بشاعة الحرب لم تستطع ان تشوه قلوب السوريين وحبهم للحياة .

SHARE